تأهل تاريخي حققه فريق لحسنية أكادير، بعد كسب ورقة المرور لدور ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كمحتل للصف الثاني بالمجموعة وراء نهضة بركان.
صحيح أن هدف الواعد يوسف فحلي في الشوط الأول، هو الذي قاد فريقه لتجاوز دور المجموعات، إلا أن كل المكونات ككل بذلت مجهودا كبيرا للوصول إلى هذا الإنجاز غير المسبوق، والذي جاء لينصف مجهودا بذل بسخاء، رغم مجموعة من الإكراهات، والتي تتعدد بين ما هو مالي وتقني، بالإضافة إلى صعوبة الرحلات، وتسرب العياء للاعبين، وقلة قطع الغيار الصالحة للتعويض في اللحظات المناسبة.
مسار الحسنية كان موفقا قبل الوصول إلى دوري المجموعات، بعد تجاوز على كل من الحرس الوطني للنيجر، وجينيراسيون فوت السنغالي، وجيما أبا جيفار الإثيوبي.
المؤكد أن الفريق السوسي يعيش واحدا من أفضل الفترات منذ تأسيسه سنة 1964، وذلك بفضل الاستقرار الذي يعيشه إداريا وتقنيا، واستقرار أيضا على مستوى التشكيلة الأساسية، وذلك بالحفاظ على الركائز الأساسية التي وصلت مرحلة النضج، مما مكنها من الحفاظ على مسار.
وتعد مشاركة هذه السنة الأنجح على الصعيد القاري، حيث سبق للحسنية أن خاضت التجربة القارية سنة 2002 ضمن المنافسات القارية الخاصة بالفرق البطلة، وتمكنت من تجاوز الدور الأول على حساب اتحاد طرابلس الليبي، ليتم إقصاؤها في دور سدس عشر على يد أسيك ميموزا الإيفواري.
سنة 2003، عادت حسنية أكادير لخوض غمار المنافسات القارية، وتجاوزت في أول دور ضد فريق النصر الموريتاني، بعد اعتذار هذا الأخير عن إجراء مقابلة الإياب بميدانه، إثر خسارة مدوية في الذهاب بسبعة أهداف لصفر، إلا أن مشوار “غزالة سوس” انتهى مرة أخرى مبكرا، بعد إقصائه أمام نجم الساحل التونسي.
والمؤكد أن باقي الأدوار ستكون صعبة في وقت كبر فيه طموح أهل سوس، وهو طموح مشروع، لكنه يتطلب الكثير من الجهد على كل المستويات، وبالتالي، فإن الدعم في هذه المرحلة مطلوب، سواء من طرف الفاعلين الاقتصاديين، والسلطات المحلية، وأيضا المجالس المنتخبة.
والدعوة موجهة بالخصوص إلى الجمهور الأكاديري، المطالب بالحضور بكثافة لملء مدرجات ملعب “أدرار”، ومنح الدفء المطلوب لفريق يصارع كبار القارة.
محمد الروحلي