خلصت الندوة الوطنية الرابعة عشرة للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، في نهاية أشغالها، أول أمس الأحد ببوزنيقة، إلى انتخاب لجنة وطنية للقطاع الطلابي مشكلة من ممثل واحد عن كل مدينة جامعية، على أن يكون التسيير بشكل جماعي تحت الإشراف السياسي للديوان السياسي للحزب من خلال عضو الديوان السياسي المكلف بتتبع الشبيبة والقطاع الطلابي عزوز الصنهاجي، والإشراف التقني للشبيبة الاشتراكية.
وكان باحثون وسياسيون، شاركوا في الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، قد دعوا إلى إعادة الاعتبار للحضور السياسي والثقافي داخل الجامعة المغربية، وجعلها فضاء للنقاش والحوار الفكري ومجالا للتعدد والتنوع ونبذ العنف والإقصاء وإشاعة قيم المواطنة والديمقراطية والحق في الاختلاف.
وفي هذا الصدد، شدد مصطفى البرايمي الأستاذ الجامعي وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، خلال حديثه عن «الجامعة المغربية وأزمة النخب» على ضرورة جعل الجامعة المغربية والمدرسة العمومية هما القاطرتان وأن تكونا ملازمتين للعدالة الاجتماعية وأن تعلبا دورا أساسيا في التنمية وتكافؤ الفرص.
وبعد أن انتقد مفهوم النخب عند الإيطالي فيلفريدو باريتو باعتبارها الطبقة المسيطرة أو التي تسير الحكم، أكد لبرايمي أن هذه النظرة تعارض النظرة الماركسية التي تقول بالتطور التاريخي وتؤمن بالصراع الطبقي وأن التاريخ تصنعه الجماهير التي تقود التغيير وليس الأفراد أوالأقليات.
من جانبه، أفاد عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر، أن التكوين في المغرب ارتبط أساسا بالتعليم وباقتناع الأسر المغربية بأهمية التعليم في الارتقاء الاجتماعي، وبالتالي يضيف المتحدث، أن تجديد النخب ظل مرتبطا بالمعرفة وبالجامعة المغربية، مؤكدا إلى أن المقياس الثقافي ظل حاضرا في إفراز النخب.
ووقف عمر حلي، خلال هذه الجلسة التي أدارها الطالب رشيد محب عضو اللجنة الوطنية للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، (وقف) عند مجموعة من العوائق التي لا تمكن النخب من التعبير عن نفسها وبالتالي تتوارى إلى الخلف، خاصة النخب الشابة التي لا يفسح لها المجال للتعبير عن ذاتها.
وقاربت الندوة الوطنية للقطاع الطلابي، موضوع الجامعة المغربية والحق في التشغيل، خلال الجلسة الرابعة التي أدراها يونس الحكيم عضو المجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية، وأطرها أنس الدكالي المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أكد خلالها على أهمية التواصل مع الطلبة في موضوع التكوين والتشغيل، مشيرا إلى أن الإستراتيجية الوطنية للتشغيل التي بات المغرب يتوفر عليها لأول مرة، مكنت من معرفة وضعية السوق الوطنية للشغل.
وأوضح انس الدكالي أن التشغيل مرادف للنمو الاقتصادي وأن المغرب خلال العشر سنوات الأخير سجل نسب نمو ملحوظة بالمقارنة مع الماضي، لكنها لم تكن كافية لخلق فرص شغل مستدام ومنتج، مشيرا إلى أن الاستثمارات التي عرفتها البلاد لم تخلق على المستوى الكمي، فرص شغل كافية، مؤكدا على ضرورة توسيع سلسلة القيم لخلق اندماج صناعي كبير على مستوى مختلف القطاعات، وهو التوجه الذي يسير فيه المغرب، حسب الدكالي، سواء في مجال السيارات أو في مجال الفلاحة أو قطاعات أخرى.
وتحدث المدير العام «لأنابيك» عن المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب التي تتميز بالأمن والاستقرار السياسي، وهو ما يتيح له، يضيف المتحدث، الانخراط في رؤية بعيدة المدى عبر تثمين الرأسمال البشري المرتبط أساسا بمنظومة التربية والتكوين، وتوسيع نظام التغطية الاجتماعية بغاية الوصول إلى مبدأ الشغل اللائق، مشيرا إلى أن مصداقية المغرب على المستوى الدولي تساعد على جلب الاستثمارات، التي من شأنها أن تساهم في التغلب على التحديات المرتبطة بالخصاص في مجال التشغيل على المستوى الكمي والذي يتفاقم بشكل كبير وسط الشباب في الوسط الحضري والذي يشكل تحدي جدي للحكومة.
ودعا أنس الدكالي إلى إشاعة ثقافة المبادرة وتشجيع الشباب على خلق المقاولات على أن تعمل الأبناك على مواكبتهم كحاملي مشاريع، وتبسيط الإجراء المرتبطة بمسألة الاحتضان، وأن تعمل الدولة على مواكبة هؤلاء الشباب ومساعدتهم على وضع المخطط التجاري.
وفي موضوع «الحركة الطلابية : المطالب الاجتماعية بين الأمس واليوم» التي أدارته فاطمة الزهراء البطيوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، عبر سعيد الفكاك عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع داخل الجامعة المغربية، حيث تحولت العديد من المدن الجامعية إلى ساحة للتطرف والعنف بين الطلبة، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية كان دائما ضد العنف من أي جهة كان، وأن العنف لم يكن يوما هو الحل، داعيا إلى ضرورة التفكير في الآليات الكفيلة بالخروج من هذه الوضعية المتأزمة التي تعرفها الجامعة المغربية.
من جانبها، تطرقت حنان بويجيج مسؤولة بالمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، إلى المهام التي يضطلع بها هذا المكتب وأهدافه العامة، والمتمثلة أساسا، حسب المتدخلة، في الرفع من عدد المنح والتحكم في مسطرة تخويلها والرفع من عدد الأسرة المخصصة للطلبة وتحسين ظروف عيشهم والزيادة في عدد المطاعم الجامعية والرفع من عدد الوجبات وتحسين جودتها وسلامتها بالإضافة إلى تقديم خدمات في المجال الصحي والمساهمة في تدبير التغطية الصحية للطلبة وتنظيم برامج متنوعة في المجال الرياضي والثقافي لفائدة الطلبة. وفصلت فاطمة الزاوي رئيس قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية بمعية الأستاذ حفيظ كريكر موضوع المشروع الأكاديمي والمهني للطالب.
وخصصت الندوة الوطنية الرابعة عشرة للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، جلستها السادسة والأخيرة، والتي أدارها عبد الرحيم بنعلي عضو المجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية، لموضوع «التنظيم وآليات اشتغال القطاع الطلابي للحزب»، أكد خلالها المتدخلون على أن الانطلاقة الجيدة للقطاع الطلابي تقتضي مقاربة تنظيمية جيدة ومده بآليات العمل ذات جودة وفعالية.
وحسب عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية عمر الروس والرئيس الأسبق للجنة الوطنية للقطاع الطلابي، فإنه من الطوباوية الاعتقاد بوضع القطاع الطلابي على السكة الصحيحة بدون تنظيم وبدون مخطط عمل بأهداف واضحة ومضبوطة في المكان والزمن، مؤكدا على أن التغلب على هذه المرحلة الصعبة يقتضي في نظره تعبئة جميع الإمكانيات اللازمة، خاصة بعد فترة الفراغ التي عمرت حوالي سبع سنوات، حيث لم يلعب القطاع الدور المنوط به، بالمقارنة مع الفترات السابقة، يضيف عمر الروس، مشيرا إلى أن القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية كان يضرب به المثل وكان يتفرد بحسن التنظيم والانضباط وكان يلعب دورا رياديا وسط الجامعة المغربية ويمثل مدرسة لتكوين النخب التي كان يزود الحزب بها.
من جانبه، أكد عادل الجوهري عضو المكب الوطني للشبيبة الاشتراكية والرئيس السابق للجنة الوطنية للقطاع الطلابي، أن الشبيبة الاشتراكية قررت الإشراف التقني على الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لإعطاء فرصة لتبادل الآراء والبحث في الوسائل والآليات الكفيلة بتقييم الوضعية التنظيمية للقطاع.
وأضاف الجوهري، أن الندوة الوطني تشكل نقطة انطلاق نحو إعادة الهيكلة للقطاع على قاعدة برنامج عمل يهدف إلى تقوية حضور الحزب في المدن الجامعية التي يتواجد بها والعمل على التواجد في المدن التي لا يتواجد فيها، ومن ثمة الرفع من مستوى التأطير السياسي وسط الطلاب بالجامعات والمعاهد العليا انسجاما مع القيم التي تأسس عليها حزب التقدم والاشتراكية.
في ذات السياق، ذكر اسماعيل الحمراوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، أن على طلبة حزب التقدم والاشتراكية الاعتزاز بهويتهم السياسية وانتمائهم الحزبي، مشيرا إلى أن النقاش الذي عرفته هذه الدورة يبعث على الافتخار بمستوى تكوين طلبة حزب التقدم والاشتراكية ومستوى نضجهم السياسي والمعرفي، مؤكدا على ضرورة الانفتاح على الطلبة الجدد والتواصل معهم والارتباط بقضاياهم والتعاطي الإيجابي مع المشاكل التي تعترضهم من توسيع قاعدة الانتماء للقطاع الطلابي للحزب.
في اختتام الندوة الوطنية الرابعة عشرة للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية
الوسوم