قادة “آيبك” يتفقون على التعاون في توفير لقاحات كورونا عالميا

تعهد قادة دول حوض المحيط الهادئ بتكثيف إنتاج وتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد 19 خلال اجتماع افتراضي طارئ الجمعة خصص لوضع خطة عمل لاحتواء الوباء العالمي.
جمعت المحادثات غير المسبوقة رؤساء دول منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آيبك) الذي يضم 21 دولة، وبينهم الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ.
رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن التي دعت إلى الاجتماع، وصفت المناقشات بأنها “ثرية”، وقالت إنها وضعت أجندة قوية لاجتماع كبار قادة المنتدى في نونبر.
وأضافت “للمرة الأولى في تاريخ آيبك، اجتمع القادة معا في لقاء استثنائي يركز حصريا على كوفيد 19 وكيف يمكن لمنطقتنا الخروج من أسوأ أزمة صحية واقتصادية في الذاكرة الحية”.
وتابعت أنه “في طليعة اهتمامات القادة تحقيق وصول واسع النطاق للقاحات على مستوى العالم والعمل بشكل تعاوني لتوفيرها للجميع في أقرب وقت ممكن”.
أسفر الاجتماع عن القليل من الالتزامات المحددة، رغم تعهد الرئيس الصيني توفير 3 مليارات دولار لمساعدة البلدان النامية على التعافي من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كورونا.
وقال شي إن الصين زودت حتى الآن الدول النامية بأكثر من 500 مليون جرعة لقاح مضاد لكورونا.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستتبرع أيضا بأكثر من 500 مليون لقاح “آمن وفعال” حول العالم.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن “أوضح أن الولايات المتحدة تتبرع باللقاحات ولا تبيعها، وشدد على أهمية عدم ربطها بأي شروط سياسية أو اقتصادية”.
وفي بيان مشترك، تعهد قادة آيبك “مضاعفة جهودنا لتوسيع تصنيع اللقاحات وتوفيرها”، وقالت أرديرن إن هناك أيضا تصميما على خفض الرسوم الجمركية على اللقاحات والمعدات الطبية ذات الصلة.
وشددت على أن النقاشات “جعلتنا نتجاوز قومية اللقاحات” التي اعتبرت أنها ساعدت في ظهور متحورات جديدة من الفيروس سريعة الانتشار.
وتابعت “نحن بحاجة إلى كبح انتقال العدوى وبذل كل ما في وسعنا لتلقيح أكبر عدد من الناس في أسرع وقت”.
وأشارت زعيمة نيوزيلندا إلى أن دول منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ستبحث موضوع الوثائق الرقمية لتبسيط السفر والتجارة عبر الحدود الدولية دون المساس بالضمانات الصحية المتعلقة بالوباء.
وقالت “ندفع من أجل حلول تعاونية وعملية لإعادة التواصل بأمان مع العالم من خلال الاستمرار في استكشاف الخيارات بما في ذلك جوازات السفر اللقاحية والممرات الخضراء للسفر وفقاعات السفر الخالية من الحجر الصحي”.
وأردفت آردرن أنه من المهم أن تظل سلاسل التوريد التجارية مفتوحة بين دول آيبك التي تمثل مجتمعة نحو 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وشارك في اللقاء الافتراضي قادة آخرون مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا والأسترالي سكوت موريسون والكندي جاستن ترودو.
انصب الكثير من الاهتمام حول ما إذا كان بمقدور بايدن وشي تنحية خلافاتهما المتزايدة جانبا للتعاون في تحقيق أجندة آردرن.
وأفاد مصدر دبلوماسي أن الرئيس الصيني أدلى بتصريحات عبر فيديو مسجل مسبقا على عكس قادة آخرين.
وقال البيان الأميركي إن بايدن “كرر التزامه بحرية وانفتاح المحيطين الهندي والهادئ”، في انتقاد واضح للصين.
وتتهم واشنطن بكين بالافتقار إلى الشفافية بشأن منشأ الوباء في مدينة ووهان وسط البلاد، ما فاقم التوتر القائم أصلا بشأن قضايا مثل التعريفات الجمركية ومعاملة الأويغور في مقاطعة شينجيانغ.
في مواجهة انتقادات واشنطن، حرصت الصين على تصوير نفسها منقذا للدول التي تكافح لكبح تفشي الفيروس عبر مدها بمساعدات ولقاحات ومعدات طبية.
وفي إشارة إلى معركة النفوذ التي أحدثها الوباء، قال مسؤولون في البيت الأبيض في الفترة التي سبقت المحادثات إن الولايات المتحدة تعتزم أن تمد المنطقة بـ”ترسانة من اللقاحات”.
من جانبها، شددت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن أن القادة الذين شاركوا في المحادثات “ركزوا بشكل كامل على المسائل التي تواجه المنطقة”.

< أ.ف.ب

Related posts

Top