يعتبر فريق مولودية وجدة من الفرق القليلة التي لم تقدم هذا الموسم على تغيير مدربها، فإلى حدود الدورة التاسعة عشرة، شهدت البطولة الوطنية الاحترافية رقما قياسيا من حيث موجة الاستغناء عن المدربين وطنيين كانوا أم أجانب.
فقد بلغ العدد حتى الآن أربعة عشرة مدربا إلى درجة أن هناك أربعة فرق غيرت مدربيها ثلاث مرات، كما هو الحال بالنسبة للكوكب المراكشي والوداد البيضاوي واتحاد طنجة والدفاع الحسني الجديدي، أما من غيرت مرتين، فحدث ولا حرج.
بالنسبة للفرق التي تمسكت بمدربيها فهناك ستة من بين ستة عشرة فريقا تتكون منها بطولة القسم الأول، وهي نهضة بركان وحسنية أكادير ويوسفية برشيد والفتح الرباطي وأولمبيك أسفي والمولودية الوجدية.
وجدة التي تحلم بإعادة تكوين فريق تنافسي بالجهة الشرقية واستعادة المكان الطبيعي للمولودية كفريق مرجعي وقوة داخل البطولة الوطنية للقسم الأول، حققت العودة مع المدرب عبد العزيز كركاش، ورغم الحديث عن إمكانية التعاقد مع مدرب آخر يتمتع بنوع من التجربة خاصة بالنسبة لفريق يبحث عن تثبيت مكانته ضمن خريطة الكبار، فإن إدارة النادي الوجدي وضعت ثقتها في الإطار الذي حقق مع الفريق حلم الصعود.
كانت البداية صعبة بالنسبة للفريق الوجدي، خاصة مع التغيير المدرب الذي أقدم عليه المدرب كركاش بالتعاقد مع 26 لاعبا دفعة واحدة، والتخلي عن أغلب اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق الصعود، ومع دخول البطولة مراحلها الحاسمة، عانت المولودية من صعوبة التأقلم مع أجواء القسم الأول، في وقت لم يكن يستقبل المباريات الأولى بميدانه.
في ظل هذه الوضعية الصعبة، بدأ الحديث عن إمكانية التخلي عن كركاش، بل هناك من اجتهد في تقديم أسماء معينة والترويج لها لأسباب مفهومة، وهي أسباب نفعية بالأساس، إلا أن إدارة الرئيس محمد هوار صمت آذانها أمام سيل الانتقادات التي وجهت للإدارة التقنية، وفضلت الاستمرارية، على أن تحدث تغييرا غير مضمون العواقب، لأن الأساس في التعامل مع هذه القضايا هو الحكمة وعدم التسرع أو الانسياق وراء رغبات ونزوات أشخاص يظهرون الولاء وهم في الحقيقة لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية.
يحتل الفريق الوجدي إلى حدود الدورة التاسعة عشرة مرتبة بوسط الترتيب بما مجموعه 27 نقطة، أي على بعد سبعة نقط من المعدل الخاص بضمان البقاء، إذ حقق سبعة انتصارات، وستة تعادلات ونفسها فيما يخص الهزائم، وتمكن خطه الأمامي من توقيع عشرين هدفا، ويعاب على خط دفاعه أنه تلقى نفس العدد من الأهداف.
وعموما، فان الفريق الوجدي وبفضل الانتصارات المدوية التي حققها في الدورات الأخيرة، منها انتصار مثير على حساب نهضة بركان وعودة بفوز ثمين من أسفي، تمكن من تحقيق هدفه الأول، ألا وهو ضمان البقاء، وهذا مدخل لبناء فريق قوي خلال الأعوام القادمة …
محمد الروحلي