ليلة سقوط إمبراطورية حياتو ..

شكلت هزيمة الكاميروني عيسى حياتو لمقعده في رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مفاجأة للجماهير المتابعة للكرة الأفريقية، والتي كانت تستبعد إمكانية رحيل رجل قوي هيمن على الكرة الأفريقية لأكثر من 20 عاماً.
أسفرت انتخابات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن مفاجأة كبيرة، بعدما فاز أحمد أحمد، رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم، بالرئاسة، متفوقا على الكاميروني عيسى حياتو، الذي كانت تصب معظم التوقعات في كفة فوزه بهذه الانتخابات ومواصلة مسيرته كرئيس للمؤسسة القارية العريقة.
وأجريت الانتخابات على هامش اجتماع الجمعية العمومية المقامة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وحصل أحمد أحمد على 34 صوتا، مقابل 20 فقط لحياتو، الذي غادر قاعة الاجتماعات فور إعلان خسارته للانتخابات بهذا الشكل المفاجئ.
وكانت وسائل الإعلام قد توقعت أن يكون مصير أحمد مثل سابقيه من الذين حاولوا إسقاط حياتو من على عرش الكاف، كما حدث مع الأنغولي أرماندو ماتشادو عام 2000 والبوتسواني إسماعيل بامجي في 2004، ولكن العكس تماما حدث في هذه الانتخابات، خاصة مع تزايد الأزمات التي دخل فيها رئيس الاتحاد الكاميروني، وخسارته دعم دول هامة على الصعيد الكروي.
دخل حياتو في صراع مع جامعات شمال إفريقيا لكرة القدم وخلف لدى جماهيرها شعورا بالقهر، ولم يكن بوسعها أن تقف في وجهه، لأنه كان بمثابة القطار السريع الذي لا يتردد في الدوس على كل من يعارضه أو يتحداه.
وبحث حياتو بكل جهده من أجل ضرب كرة القدم المغربية في السنوات الماضية بعد اعتذار المغرب عن استضافة كأس الأمم الأفريقية تخوفاً من فيروس «إيبولا»، وهو الذي اعتبره الكاميروني طعنة في الظهر، وبحث بكل الوسائل عن تلقين الكرة المغربية درسا لن تنساه لولا وجود المغربي هشام العمراني الأمين العام للاتحاد الأفريقي.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أوسمة عديدة تحدثت عن سقوط حياتو في الانتخابات الأخيرة، وظهر هاشتاغ «باي باي حياتو» ليتصدر كتابات المغردين على تويتر، وكتب أحدهم: «عيسى حياتو خسر، ورحل أخيراً بعد سنوات من التفرقة بين دول شمال أفريقيا».
وقال أحمد، الذي ينهي سيطرة حياتو على مقعد رئاسة الاتحاد الأفريقي، التي دامت 27 عاما، بعد انتخابه: «عندما تحاول القيام بشيء فذلك لأنك قادر على القيام به، وذلك كان سبب إعلان ترشحي»، ووعد الرئيس الجديد بتحسينات في كرة القدم الأفريقية، وزيادة موارد الاتحاد وإنشاء صندوق لدعم الرياضة في الدول التي تتعرض لكوارث.

Related posts

Top