اختار الهولنديون أصغر زعيم سياسي من أصل مغربي جيسي كلافر كأفضل سياسي شاب للعام الحالي، وهو ما اعتبر إنجازا غير مسبوق لأحد السياسيين من أصول عربية في هذا البلد الأوروبي.
وكانت المحطة التلفزيونية الهولندية “إيفن فانداغ” أجرت استطلاعا للرأي قبل أيام لاختيار أفضل سياسي شاب لسنة 2015. ويبدو أن هذا الاختيار فاجأ كلافر نفسه وأعضاء حزبه.
الاستطلاع عرف مشاركة 1165 شخصا تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما، وقد وقع اختيارهم على زعيم حزب الخضر الذي خلف برام فان أوييك “60 عاما” في مايو الماضي، فأصبح بذلك أصغر زعيم سياسي في هولندا.
وقع هذا الاختيار قد يكون كبيرا على هذا السياسي المغربي الشاب المولود في مدينة روزندال جنوب البلاد من أب مغربي وأم إندونيسية في الأول من ماي 1986 ونشأ بعيدا عن أبيه في سكن اجتماعي بمنطقة ويستراند. وهذا الإنجاز ربما يكون الانطلاقة الفعلية في مسيرته السياسية.
قصة كلافر في الحياة السياسية بدأت بعد حصوله على دبلوم الدراسات التحضيرية للتعليم الثانوي، حيث واصل دراسته في سلك العلوم السياسية بجامعة أمستردام. وبفضل نشاطه النضالي داخل هذه الجامعة، انتخب في 2009 رئيسا لنقابة الشباب، العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هولندا.
وبعد ما حافظ على عضويته لمدة عشر سنوات في حزب الخضر اليساري، انتخب جيسي نائبا برلمانيا سنة 2010، ليصبح مكلفا في الغرفة الثانية بالعديد من الملفات، لاسيما تلك المرتبطة بالمالية والدراسات والعلوم وأوروبا ورعاية الحيوانات.
وفي أول ندوة صحفية عقدها بعد تزعمه لحزب الخضر، قال الشاب المغربي إن “الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع مرشح ليتغير جذريا، وإن لدي أخبارا سارة”، موضحا “لقد بنينا مجتمعنا ونحن من يملك القدرة أيضا على تغييره. إن ذلك مبعث أمل. إن بعض مستشاري ينصحونني بعدم قول ذلك، لكني أرى أن الناخبين الهولنديين يستحقون الأفضل”.
وقد أشرت تلك التصريحات بجلاء على طموح هذا الزعيم الشاب، الذي لطالما اعتبرته وسائل الإعلام المحلية بمثابة “ولي عهد” سلفه برام فان أوييك، الذي كلف غداة الهزيمة الساحقة التي مني بها حزب الخضر في الانتخابات البرلمانية لسنة 2012 بإعادة بعض البريق والاعتبار لهذا الحزب.
هذا الشاب جاهر مرارا بامتعاضه من النظرة الاقتصادية الصرفة التي يتجه إليها المجتمع الهولندي، جراء سياسات الحكومات المتعاقبة على مدى العقود الأخيرة، معربا عن أسفه لكون جميع قضايا المجتمع تم اختزالها إلى “مجرد أرقام”
وفي العام المنصرم، سطع نجم هذا الشاب المغربي، بالخصوص، من خلال انتقاده لممارسات بنك “إي بي إن أمرو” الهولندي، ودعوته للاقتصادي توماس بيكيتي إلى البرلمان، ليعرض أمام السياسيين الهولنديين رؤيته لمجتمعات اليوم، التي أضحت تعيش بشكل متزايد على وقع مظاهر الظلم وغياب المساواة.
وعلى إثر اختياره لجيسي كلافر، يطمح الحزب اليساري إلى دخول مرحلة جديدة سيحاول خلالها استعادة جزء من كتلته الناخبة التي استقطبتها في السنوات الأخيرة أحزاب من اليسار واليمين، وكذا استرجاع بعض أمجاده التي ميزت الحزب خلال تسعينات القرن الماضي.
مغربي يخطف الأضواء من ساسة هولندا

الوسوم