تألق مغربي بالجزائر وبريتوريا

نجاحان مهمان تحققا لكرة القدم الوطنية بشكل متوازن، نجاح منتخب أقل من 17 سنة، في كسب قلوب كل من تابع مشاركتهم المتميزة بكأس الأمم الإفريقية بالجزائر، بعد مسار بطولي أنهاه باحتلال المرتبة الثانية، والوصول إلى نهائيات كأس العالم لنفس الفئة، وأيضا نجاح الوداد في تكذيب كل التكهنات التي كانت ترجح كفة نادي ماميلودي صاندوانز الجنوب إفريقي، وانتزاع ورقة التأهيل للمباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية، من قلب العاصمة بريتوريا.

إنه بالفعل مكسب مهم، فالنتائج التي حققها “أشبال الأطلس” تعتبر أكبر ضمانة لمستقبل واعد، على اعتبار أن التألق في هذه الفئة يفتح أبواب الأمل، خاصة وأن التشكيلة التي خاض بها المدرب الوطني سعيد شيبا، ضمت لاعبين متميزين، أظهروا نضجا كبيرا طيلة أطوار هذه الدورة التي احتضنتها الجزائر، رغم الشكوك التي كانت تحوم حول هذه المشاركة، بفعل تعنت الطغمة العسكرية الحاكمة…

لاعبون أسروا القلوب بتقنياتهم العالية ونضجهم التكتيكي، وقتاليتهم العالية، كل هذه المميزات عززوها بصلابة وقوة واستماتة عالية، وهذا ما منح أداءهم ميزة خاصة، وجعلتهم محط أنظار كل المتتبعين…

هؤلاء الأشبال تحولوا في ظرف قصير إلى أبطال حقيقيين، إذ كانوا قريبين جدا من الظفر باللقب القاري، لو لم تخنهم الدقائق الأخيرة من المواجهة القوية ضد منتخب سنغالي، قدم نفسه كمرشح فوق العادة للتتويج بلقبه الأول…

النجاح الثاني تحقق بأقصى جنوب القارة السمراء، بفضل فريق ودادي مقاتل، صمد وقاوم ليعود بتأهيل ثمين للمباراة النهائية، حيث المواجهة الضارية ضد الأهلي المصري، في إعادة لنسخة السنة الماضية، لكن بصيغة الذهاب بالقاهرة والإياب بالدار البيضاء.

سيتواصل إذن الحضور القوى لناد تحول إلى رقم صعب على الساحة الإفريقية، محطما كل الأرقام القياسية، فهو الفريق الوحيد على الصعيد القاري الذي تأهل للمربع الذهبي للمرة الخامسة تواليا، كما تأهل للمباراة النهائية للمرة الخامسة في تاريخه بثلاثة تتويجات، مع الإشارة إلى التتويج المسروق سنة 2019 ، بعد فضيحة ملعب رادس…

وجاء وصول الوداد للمباراة النهائية، لينقذ المشاركة المغربية هذا الموسم على الصعيد القاري، بعد إقصاء مبكر لفريق نهضة بركان بكأس الاتحاد الإفريقي المتوج بلقبها عام 2022، ونفس الإقصاء حصده فريق الجيش الملكي بربع النهاية ضد اتحاد العاصمة الجزائري.

والمؤمل هو حفاظ الوداد على اللقب الذي يوجد بحوزته، وبصم منتخب أقل من 17 سنة على مشاركة ناجحة بالمونديال القادم، الذي لم يعرف بعد مكانه، بعد سحب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للتنظيم من دولة بيرو، بسبب صعوبات على مستوى التنظيم والعجز عن تلبية كل بنود دفتر التحملات…

محمد الروحلي

Related posts

Top