مولاي رشيد: احتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين

شوارع العمالة تغرق في الفوضى
لم يسبق لعمالة مولاي رشيد أن عاشت وضعية من الفوضى والصخب، والتي وصفها تجار ومواطنون غاضبون بـ”السيبة” مثل التي تعيش فيها الآن الزنقة 1 بحي الفلاح غير بعيد عن إقامة الحياني، إذ يبدو أن جميع المصالح المعنية بالعمالة من سلطات محلية وسلطات منتخبة استقالت من مهماتها، وتخلت عن واجباتها بترك حي الفلاح وخاصة قيسارية الحياني وفضاءاتها بيد المتعاطين لجميع أنواع الأنشطة التجارية العادية أو الموسمية، القانونية أوغيرها، والباعة المتجولين المعروفين بـ”الفراشة”أو أصحاب العربات المجرورة أو المدفوعة وأصحاب المقاهي.
ومن المرتقب أن تستفحل الوضعية خلال شهر رمضان، يقول تجار قيسارية الحياني وسكان الإقامات المحادية لها. “كلما عبرنا عن احتجاجنا للمسؤولين، خاصة بملحقة حي الفلاح، قيل لنا إن خرق القوانين والدوس على حقوق المواطنين باتت القاعدة وما عليكم إلا الصبر”، يقول بغضب أحد المواطنين الساكن بإقامة الحياني الذي عجز عن اجتياز الشارع بسيارته واضطر إلى إيقافها وإسكات محركها وسط صخب منبهات طابور من السيارات، حيث اختلط الكل بالكل، في غياب من ينظم حركة السير أو فك تشابك خيوطها وخطوطها بعد أن تجاوز الأمر بعض رجال الأمن المتواجدين في الساحة.
بالفعل، يعتبر اقتحام الزنقة 1 أو إحدى الطرقات المؤدية إليها بمثابة مغامرة وامتحان عسير وحرب خاسرة لا بدّ من خوضها، ليس بالنسبة للسيارات والدراجات، بل حتى بالنسبة للمارة والعابرين على أقدامهم.
لقد تنامت حدة الفوضى والعشوائية واحتلال الملك العمومي من طرف التجار والباعة المتجولين والقارين “الفراشة” والمناسباتيين وأصحاب العربات المجرورة والمدفوعة، وأصحاب المقاهي بعد أن سطوا على الأرصفة واحتلوا مواقع وسط الطرقات والساحات، ووزعوها فيما بينهم وحددوا محيطهم، بل منهم من أصبح يتاجر في كراء أمكنة وبقع الأرصفة والساحات… ورسم هؤلاء الباعة مناطقهم ونشروا أمتعتهم وعرضوا بضائعهم وسلعهم وتشاجروا وتحاربوا مع التجار أصحاب الدكاكين ومع زملائهم من أجل الحفاظ على تلك المواقع التي ملكوها بالقوة، بل قاوموا وجاهدوا حتى من أجل التوسع لامتلاك سنتيمترات أكثر. كل هذا تحت أنظار ملحقة حي الفلاح، وأسماع عمالة مولاي رشيد العاجزة عن تنظيم تجمع سكني اسمه الحياني بات أشبه بسوق عملاق لا علاقة له بالمدينة ولا بالحضارة، بات مسرحا للفوضى والعشوائية وعاملا رئيسيا لتكاثر الحوادث بين المواطنين وتنامي أنشطة النشالين واللصوص، ولصراعات تندلع لتتحول إلى مواجاهات تستعمل فيها جميع الأسلحة المتاحة من أحجار وأوزان وسكاكين وخناجر وغيرها…

*

*

Top