عين جلالة الملك، أول أمس الاثنين، عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة حاليا، ناطقا رسميا باسم القصر الملكي، وأورد بلاغ  وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أن صاحب الجلالة نوه، بهذه المناسبة، بالخصال الحميدة، التي يتحلى بها السيد عبد الحق المريني، وبتفانيه وإخلاصه في القيام بمختلف المهام التي أسندت إليه. معلوم،أن منصب(الناطق الرسمي باسم القصر الملكي) بقي شاغرا منذ 2005، بعد أن كان يتولاه حسن أوريد منذ 1999 إلى 2005 حين تم تعيينه واليا على جهة مكناس تافيلالت، وقد ارتبط إحداث هذا المنصب بدينامية وتحولات العهد الجديد، وشكل واحدا من مؤشرات التحول.
إن تعيين ناطق رسمي باسم القصر الملكي هذه المرة يأتي ضمن سياقات متعددة تختلف عن المرحلة السابقة، ذلك أن التحولات التي شهدتها بلدان عربية كشفت عن دينامية مختلفة يحياها المغرب، وصار الحديث يجري عن(النموذج المغربي)المتميز، وفي صلبه وجود ملكية راسخة وأصيلة في البلاد، وهذا المعطى الهام يقتضي اليوم التعريف به، وأيضا تقوية صورته الحداثية المنسجمة مع العصر.
وفي السياق نفسه، فان التغييرات المؤسساتية والسياسية التي خاضها المغرب في الفترة الأخيرة، والتي يجسدها الدستور الجديد، هي كذلك تفرض الاهتمام بالحقل التواصلي والإعلامي، وبمواكبة مسلسلات الانتقال بكامل المنظومة المؤسساتية الوطنية إلى الزمن المغربي الجديد.
ومن جهة أخرى، فان محورية الإعلام والصورة الإعلامية في عالم اليوم، ودور ذلك في السياسة والاقتصاد، وفي صنع المواقف والتمثلات يقتضي أيضا جعل الملكية المغربية تحظى بكل ما يستحقه تميزها وعمها التاريخي وتطلعها الحداثي وانفتاحها من اهتمام واحتفاء في الإعلام وفي … الصورة.
من دون شك، سيتوقف البعض عند سن الناطق الرسمي الجديد باسم القصر الملكي، وعند مساره الإداري والمهني الطويل بداخل القصر، وعند مدى ارتباطه بوسائل الإعلام والصحفيين، ولكن المؤكد هنا أن الرجل يمتلك كفاءات ثقافية وأدبية وتاريخية عالية، وهو مشهود له بالمعرفة الدقيقة بالمغرب، وبتاريخه وقضاياه، كما أن مساره الإداري الطويل أكسبه الكثير من الرصانة والحكمة  والمعرفة.
إن إقدام القصر الملكي اليوم على تعيين ناطق رسمي باسمه يؤشر على استمرار تشبث المؤسسة الملكية بانفتاحها وبتطلعها الحداثي، وهو توجه يترسخ بالأفعال والمبادرات والبرامج، وأيضا بالآليات والإشارات والرمزيات، ويبقى أن الأداء العملي يجب أن ينتظم اليوم في منطق الزمن السياسي والزمن الإعلامي الحاليين، وبكثير من الإنصات لما يحياه العالم والمحيط القريب والبعيد من المغرب.