نبه محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها بلادنا جراء الارتفاع المهول للأسعار، والانعكاسات السلبية للجائحة، وندرة المياه والجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية مخيفة.
وأضاف بنعبد الله، في كلمة له عبر تقنية الفيديو، خلال الجلسة الافتتاحية ل “قافلة الكتاب” التي انطلقت باكادير نهاية الأسبوع المنصرم، والتي ينظمها فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب والجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، أنه يتعين على الحكومة أن تحرص على الإنصات لما يعتمر مختلف الأوساط الشعبية، والتفاعل معها بجدية كبيرة، مشيرا إلى أنه لم يعد ممكنا، اليوم، غض الطرف عن مختلف التعبيرات الموجودة في المدن وفي القرى، وفي أوساط شعبية مختلفة بما فيها الفئات الوسطى.
وأثنى الأمين العام على الدور المتميز الذي يضطلع به فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سواء على المستوى التشريعي أو على المستوى الرقابي من موقع المعارضة الوطنية الديمقراطية البناءة، والمسؤولة، كما يمارسها حزب التقدم والاشتراكية بعيد عن البهرجة والإثارة التي تعطي صورة سيئة عن العمل البرلماني.
وأوضح محمد نبيل بنعبد الله أن المعارضة التي يقوم بها حزب التقدم والاشتراكية هي معارضة مسؤولة بمضمون سياسي، لا تخشى لومة لائم في التعبير عن المواقف، وفي نفس الوقت تقدم المقترحات والبدائل، داعيا مناضلات ومناضلي حزبه، إلى التواجد في صلب التعبيرات الاجتماعية، وامتلاكها والتأثير فيها، والتعبير عن هموم وتطلعات المواطنات والمواطنين خاصة في البوادي والقرى التي تعاني اليوم، من الجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية.
ووصف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المبادرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي يخصص بموجبها 10 مليار درهم للحد من أثار الجفاف، بـ “المبادرة المقدامة” و “الإيجابية” داعيا منتخبي ومنتخبات حزبه في مختلف جهات المملكة، إلى الوقوف إلى جانب الفلاحين في القرى، وأن يحرصوا على أن تصل تلك المساعدات إلى المعنيين بالأمر، حتى لا تكون هناك تلاعبات أو احتكار من قبل هذه الجهة أو تلك.
كما دعا محمد نبيل بنعبد الله حكومة عزيز أخنوش إلى اتخاذ مبادرات قوية، للتغلب على ندرة المياه وتجنب وقوع المغرب في الكارثة، مشيرا إلى أن محطة تحلية مياه البحر التي تم إنشاؤها في منطقة اشتوكة ايت باها، هي مبادرة إيجابية يتعين أن تكون مبادرات مماثلة في مناطق مختلق كجهة الشرق والشمال وغيرها من المناطق الساحلية.
وفي السياق ذاته، ذكر الأمين العام بدعوة حزب التقدم والاشتراكية، في شخص القيادية في الحزب شرفات أفيلال لما كانت وزيرة مكلفة بالماء، إلى اللجوء للمياه غير التقليدية كالبحر والمياه العادمة، لكن مع الأسف، يعبر المتحدث، هناك تأخر على هذا المستوى، معربا عن أمله في أن تتدارك الحكومة ما ضاع من وقت، لتفادي الأزمة التي يمكن أن تنضاف إلى الأزمة الناجمة عن ارتفاع الأسعار وتأثير ذلك على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للأغلبية الساحقة لعموم الشعب المغربي، داعيا الحكومة ذاتها، إلى استعمال الآليات التي تتوفر عليها بما فيها الآلية الجبائية من أجل مراقبة الأسعار والضرب بقوة على المضاربين والمحتكرين.
وانتقد نبيل بنعبد الله، خلاصة اللقاء الذي جمع الحكومة بأرباب المقاولات، والمتمثلة في الدعوة للانخراط في التلقيح، مشيرا إلى أن المهم هو البحث عن سبل ضخ نفس جديد في الوضع الاقتصادي في سياق الخروج من وضعية “الكوفيد” وذلك من خلال إطلاق خطة جديدة للإقلاع الاقتصادي، وضخ إمكانيات هائلة في الاقتصاد الوطني لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وشدد الزعيم السياسي على أن كل ذلك يستلزم الإنصات والتفاعل من أجل تفادي السقوط في ممارسات أمنية ضيقة، وأن يكون هناك تعامل بصدر رحب مع مختلف التعبيرات المجتمعية، وأن يكون هناك التزام من قبل جميع الأطراف، من أجل المساهمة في تطوير الوضع الحالي إلى ما هو أحسن على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والرقي بحياة المواطنين، مشيرا إلى أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا وسط أجواء سياسية قوية، تكون معبئة وباعثة على الثقة، في المؤسسات وفي الحكومة والبرلمان، وفي الديمقراطية المغربية وقدرتها على التفاعل واحتضان التعبيرات المختلفة.
من جانبه، شدد رشيد الحموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، خلال هذه الجلسة التي أدارها النائب البرلماني عن جهة سوس ماسة حسن أومريبط، على أهمية هذه المبادرة التي أطلقها الفريق بتعاون مع الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، على اعتبار أنها تتوخى الإنصات إلى انتظارات منتخبي ومنتخبات حزب التقدم والاشتراكية بمختلف الجهات وضمنها جهة سوس ماسة.
وذكر الحموني، أن الستة أشهر الماضية كانت استثنائية بامتياز، ليس فقط لكونها شهدت إجراء الانتخابات بكل أصنافها في يوم واحد، ولكنها استثنائية من حيث حجم الأموال التي استعملت في هذه الانتخابات، معربا عن اعتزازه واعتزاز حزب التقدم والاشتراكية بمنتخبات ومنتخبي الحزب بجهة سوس ماسة الذين تمكنوا من الفوز بأصوات نظيفة لمواطنين شرفاء مؤمنين بالتغيير.
وأضاف رئيس فريق التقدم والاشتراكية، أن استثنائية هذه المرحلة تكمن أيضا في كون المغرب ابتلي بحكومة تتكون من ثلاثة أحزاب، تقول على أنها منسجمة، لكنها حكومة غائبة، ولولا تدخل جلالة الملك محمد السادس، لتخصيص 10 مليار درهم للتخفيف من أثار الجفاف، لما كانت ستقوم بأية مبادرة، مشيرا إلى أن الجميع يلاحظ المستويات القياسية التي وصلت إلى الأسعار وخاصة في المحروقات، مما أدى إلى خروج المواطنين للاحتجاج في العديد من المدن، لكن الحكومة، يضيف المتحدث، غير موجودة، ولم تتفاعل أو تتجاوب مع هذه الاحتجاجات.
وقال رشيد الحموني ” أعضاء هذه الحكومة يبدون كموظفين سامين يدبرون قطاعاتهم، ويجتمعون كل خميس لإصدار المراسيم والقوانين، ولا يتفاعلون مع هموم الشعب”، مشيرا إلى أن فريق التقدم والاشتراكية ظل حاضرا بقوة خلال هذه الفترة، في إطار ممارسة حقه الدستوري، من موقع المعارضة المسؤولة والبناءة والاقتراحية.
وأوضح رئيس فريق التقدم والاشتراكية، أن الحكومة رفعت سقف الانتظارات في البرنامج الحكومي، وروجت للدولة الاجتماعية، دون أن تترجم ذلك على مستوى القانون المالي، الذي لا يحمل أي جديد خاصة على مستوى الفرضيات التي تأسس عليها سواء بالنسبة لسعر المحروقات أو توقع المحصول الوطني من الحبوب، وهي فرضيات، يضيف الحموني، نبه فريق التقدم والاشتراكية إلى أنها غير واقعية ويمكنها أن تتغير في ظرف ستة أشهر.
ووصف رشيد الحموني، حصيلة فريق التقدم والاشتراكية على مستوى الرقابي بـ”الإيجابية” و “المشرفة جدا” داعيا في الوقت ذاته إلى تجسير العلاقة بين الفريق البرلماني ومنتخبي ومنتخبات حزب التقدم والاشتراكية بجهة سوس ماسة التي تعاني الأمرين من الجفاف المزمن، وانعكاسات جائحة “كوفيد” على السياحة وعلى العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
وبدوره، وقف كريم التاج الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عند الأهداف المنتظرة من قافلة الكتاب، والمتمثلة أساسا، يضيف المتحدث، في الإنصات للمنتخبين والمنتخبات، والتفاعل مع القضايا التي تهم المواطنين وعلى الحزب أن يترافع من أجل تحقيقها، باعتباره حزبا مناضلا من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية، والعيش الكريم.
وذكر كريم التاج في معرض تدخله، بالسياق العام الذي تنطلق فيه قافلة الكتاب، والموسوم بالأزمة على مختلف المستويات، وأزمة ضعف العمل الحكومي وغياب التواصل مع المواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وأزمة التقلبات على الصعيد الدولي الذي يعيش على وقع الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الحكومة لا تبدل أي عناء من أجل تفسير ما يحدث، والتواصل مع المواطنين، والبحث في كيفية تعبئة الإمكانيات من أجل التغلب على هذه الأزمة.
وأوضح كريم التاج، أن منتخبات ومنتخبي حزب التقدم والاشتراكية، يوجدون على خط التماس مع المواطنات والمواطنين، مؤكدا على ضرورة وضع الآليات التي من شأنها أن تجسر العلاقة مع الفريق البرلماني من أجل دعم العمل الذي يقومون به في مختلف الجماعات الترابية التي يدبرون شؤونها، أو يساهمون في تدبيرها أو حتى من موقع المعارضة، والترافع، والبحث عن حلول ملموس والقابلة للتطبيق والأجرأة على أرض الواقع.
واضاف عضو الديوان السياسي أن حزب التقدم والاشتراكية هو حزب المبادئ والمواقف المسؤولة التي يعبر عنها، من موقعه في المعارضة الديمقراطية البناءة، مشيرا إلى أن حزب الكتاب يريد لهذه الحكومة أن تنجح لأن الوضع معقد وصعب على المستوى الوطني والجهوي، ولأنه يمارس السياسة من موقع المسؤولية، فهو، يقول المتحدث “ليس من أنصار المعارضة التي تريد أن تفلس البلاد”.
وشدد الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، في السياق ذاته، على أن حزب التقدم والاشتراكية، يطمح إلى أن تكون الأوضاع عادية وطبيعية، وأن تكون هناك حياة ديمقراطية سليمة، تقوم على الشفافية، وأن يكون هناك قطع مع الظلم وعدم تكافؤ الفرص، لكن مع الأسف يضيف كريم التاج، “هذه الحكومة غائبة ولا هوية لها، وغير قادرة على أن تبصم على حضور سياسي تواصلي مع المواطنين والمواطنات”ّ.
من جانبها، وقفت النائبة البرلمانية نادية التهامي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عند الآليات التي يمكن استعمالها، من قبل البرلمانيين للترافع عن قضايا وملفات منتخبي ومنتخبات الحزب، سواء عن طريق الأسئلة الكتابة أو الأسئلة الشفهية التي يجد فيها النائب أو النائبة في كثير من الأحيان، خلال التعقيب على أجوبة الحكومة، فرصة لإدراج قضايا محلية تهم الشأن المحلي والجهوي.
ودعت نادية التهامي إلى تقوية آليات التواصل بين منتخبي ومنتخبات حزب التقدم والاشتراكية، على صعيد الجماعات الترابية، مع برلماني الحزب من أجل الترافع عن قضايا المواطنين والمواطنات ودعمها، والبحث عن سبل معالجتها على مختلف المستويات وباستعمال الآليات الترافيعة الممكنة.
من جانبه، شدد النائب عدي الشجري عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، على المجالات التي يتعين الاشتغال عليها، والتنسيق بشأنها والتي تهم بالأساس جهة سوس ماسة، والمتمثلة أساسا، بحسبه في المجال الفلاحي والصيد البحري والمنتجات المجالية كالأركان والصبار، بالإضافة إلى قطاع السياحة.
وأوضح الشجري، أن كل هذه القطاعات والمجالات تعاني بشكل كبير سواء جراء الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ سنوات، والخصاص المهول الذي تعرفه الفرشة المائية، أو ما يعرفه قطاع الصيد البحري من مشاكل بنيوية أو الأزمة التي ضربت القطاع السياحي جراء “كوفيد 19”.
يشار إلى أن هذه الجلسة حضرها رؤساء الجماعات الترابية التي يدبرها الحزب على مستوى الجهة ومنتخبي ومنتخبات الحزب في مختلف المجالس الترابية سواء محلية أو إقليمية أو جهوية.
وزارت “قافلة الكتاب” مختلف الجماعات الترابية التي يرأسها الحزب أو يساهم في تدبيرها، كجماعة امسكرود التي يشارك في تدبير شؤونها منتخبون من حزب التقدم والاشتراكية، وجماعة تيقي، وجماعة اقصري التي كانت آخر محطة من قافلة الكتاب بجهة سوس ماسة، وقد شكلت هذه اللقاءات مع المنتخبين فرصة لاستعراض المؤهلات التنموية الواعدة التي تزخر بها هذه الجماعات، والمشاكل المطروحة والتي تتطلب تظافر الجهود من أجل إيجاد الحلول الملائمة لها، كما شكلت فرصة لتدارس قضايا الساكنة بهذه الجماعات وسبل التنسيق بين المجالس الجماعية والفريق النيابي وجمعية المنتخبين التقدميين.
< محمد حجيوي