نحن بلد خارج أوروبا

“بلد خارج أوروبا يرخص لتمركز الإرهابيين..”.  هكذا صرح غازنوف لوسائل الإعلام. هذا البلد، هو المغرب. لماذا يذكر وزير الداخلية الفرنسي المغرب باسمه؟  هل من أجل حمايته أو أنه لا ينبغي الكشف عن مصالح الاستخبارات التي قدمت مساعدة كبيرة لفرنسا؟ ربما لأن “الدماغ المدبر” للعمليات الإرهابية هو من أصول مغربية. ولد في بلجيكا ولم يتعلم أو يحتفظ بأي شيء عن المغرب.
 هكذا، نحن بلد “خارج أوروبا”. الإرهاب لا يميز بين أوروبا والمغرب. يضرب حيث يكون بإمكانه ذلك. المغرب يقاوم بشكل جيد؛ فالخلايا الإرهابية المرشحة للاقتتال والموت غالبا ما يتم إحباطها وإلقاء القبض على الأفراد. ويكون على فرنسا أن تقيم حالة طوارئ وتقوية الشرطة كي يتم القضاء على المجرمين أو إلقاء القبض عليهم.
 البلد الـ”الخارج أوروبا” هذا حالة استنفار مستمرة. يدرك مدى قدرة هؤلاء الأفراد الذين تعرضوا لغسيل دماغ وتم تضليلهم نحو القيم البائدة وتعويضها بالتعطش للشر.
 نعلم كذلك أن عناصر داعش تستهدف بالدرجة الأولى المسلمين المسالمين، أولئك الذين يمارسون الإسلام السلمي والذين تلقوا تربية، حيث الذكاء والاعتدال يسيران جنبا إلى جنب.  هذا الإسلام هو العقل والحضارة التي تبحث داعش ومناصروها على تدميره. ينبغي القول إن هذه القوة المسلحة المؤلفة من ضباط صدام والقذافي  السابقين قد حصلوا على التمويل الكافي من أثرياء قطر والسعودية.
  في قطر وفي المملكة السعودية، فإن المذهب الوهابي هو المتبع، مذهب يطبق الشريعة بالحرف: رجم النساء، قطع أيدي اللصوص، الحكم على المعارضين بقطع الرؤوس في الساحات العمومية. أحد المدونين البسطاء تم الحكم عليه بالجلد، إلى غير ذلك. هذا الإسلام ليس إسلامنا وفي كل الأحوال فإن الشعب المغربي لن يجد نفسه في هذه الوهابية التي تنكر حقوق المرأة وتعامل الرجل مثل نملة.
  البلد “خارج أوروبا” يقيم علاقات طيبة مع هذه الأوروبا التي فضلت أن تكبر في الشرق ولا تلتفت نحو الجنوب. بلدان الشرق هي اليوم أوروبية، مسيرة في الأغلب من طرف أحزاب اليمين المتطرف التي تتخذ حقدها على الإسلام وسيلة للدعاية لها. هذه الأوروبا تشتغل بشكل سيء، تجد وفاقها في بلدان مثل المغرب أو تونس بدل هونغاريا أو بولونيا. كما أنه ليست قوات الأمن في هذه البلدان هي التي تقدم معلومات ثمينة لفرنسا في محاربة الإرهاب.
 لكننا لن نتأثر. الأهم هو أن هذا الصراع هو شمولي، يهم كل الدول التي يتم فيها استهداف الثقافة والحضارة من طرف جهاديين لا مثيل لهمجيتهم.

بقلم: الطاهر بنجلون

ترجمة: عبد العالي بركات

الوسوم , , ,

Related posts

Top