“في كرة القدم، إذا لم تعرف كيف تستغل الفرص التي تتاح لك، فانتظر أن يسجل عليك، أو توقع الأسوأ…”.
هذه المقولة تأكدت، مرة أخرى، صحتها في موضوع الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، الذي منحته كل الإحصائيات الأسبقية على جميع المستويات خلال أول مباراة خاضها برسم كأس أفريقيا للأمم التي تجرى منافساتها حاليا بالغابون.
سيطرة المنتخب المغربي على جل أطوار المباراة لم تعن الانتصار. فحتى خلال العشرين دقيقة التي كان فيها منتخب الكونغو الديمقراطية يلعب بعشرة لاعبين، لم تعرف العناصر الوطنية كيف تترجم ضغطها إلى أهداف حاسمة، لتخرج في الأخير منهزمة بهدف من كرة يمكن القول إنها خارج السياق، لكنها منحت أشبال المدرب فلوران ابينغي فوزا ثمينا، قوى من طموحهم في بلوغ الدور الثاني.
صحيح أن منتخب الكونغو احتل المرتبة الثالثة خلال الدورة الماضية، وصحيح أيضا أن منتخبه للمحليين فاز بـ “الشان” خلال نسخة سنة 2016، ويضم بين صفوفه لاعبين متميزين كماكونبو المحترف بالدوري الإسباني، ومبوكاني الممارس بالدوري الإنجليزي،  ولاعبين آخرين ينتمون لمازيمبي الفريق الذي برز بقوة خلال السنوات الأخيرة على الصعيد القاري، إلا أن كل هذه المميزات اختفت فجأة أمام أسود الأطلس، وظهر “الفهود” كفريق عاد، يدافع بشتى الطرق عن نظافة شباكه، والعبرة كما يقال بالخواتم، إذ النتيجة النهائية كانت هدفا لصفر، وجرت غضبا عارما وسط الجمهور الرياضي الوطني.
 والحديث عن الهزيمة يجرنا بالضرورة إلى رصد بعد الثغرات التي اعترت أداء العناصر الوطنية، والأخطاء التي ارتكبها مدرب يقال بأنه أبرز اسم على الساحة القارية، إذ كيف يعقل أن يعتمد رونار ضمن تشكيلته الرسمية على لاعبين شكك قبل انطلاق “الكان” بأيام في مقدورتهما، ألا وهما عمر القادوري وعزيز بوحدوز، وهذا تخبط غير مقبول من طرف مدرب راهن عليه مسؤولو الجامعة كثيرا قصد استعادة هيبة المنتخب على الصعيد القاري، فهو همش بالمقابل مع سبق الإصرار والترصد، المهاجم الأوسط يوسف العربي، الذي يبقى هو هداف المنتخب، وسبق له أن خاض منافسات هذه الكأس الأفريقية.
بالمقابل، اعتمد على لاعبين يفتقدون للتجربة، والأكثر من ذلك صغيري السن، كحمزة منديل، ويوسف النصيري، وطبيعي أن يظهر عليهما الارتباك أمام عناصر مجربة، وخلال تظاهرة قارية كبيرة، تتطلب تراكم المباريات الدولية، كما أن اللاعبين مروان سايس والمهدي كارسيلا، لم يظهرا أي استحقاق يذكر، ولم يقدما قناعات تمنحهما الأسبقية مقارنة بلاعبي البطولة الوطنية، حيث توجد عناصر مؤهلة لحمل القميص الوطني، وأفضل مما يتم عليه الاعتماد حاليا من لاعبين يمارسون كاحتياطيين بالأقسام السلفى بالدوريات الأوروبية. كما أن مجريات الأحداث، وما وقع من أعطاب وغيابات، بينت أن الاستغناء عن حكيم زياش خطأ لا يغتفر.
 وكالعادة في كل الاستحقاقات التي يخوضها الفريق الوطني، فإن الحسابات تعقدت، خاصة بعد التعادل المفاجئ للطوغو أمام الكوت ديفوار صاحبة اللقب والمرشحة للمنافسة بقوة على لقب النسخة الواحدة والثلاثين، مما سيجعل من المباراة القادمة ضد أشبال كلود لوروا، مباراة نارية مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة وأن أسود الأطلس مطالبين بتحقيق الفوز أو حزم حقائب العودة…

> محمد الروحلي