همسات في أذن الأم الجديدة

من المؤكد أن المولود الجديد سيغير حياتك، وبأفضل طريقة ممكنة رغم أن ذلك سيبدو لك صعبا أحيانا. من الطبيعي أن تشعري بالإرباك والإرهاق خلال الأسابيع الأولى ولكن لا داعي للقلق، فقريبا ستجدين طريقة ونمطا يناسب حياتك وحياة طفلك. هوني على نفسك وقيمي كل خطوة من خطوات هذه الرحلة الرائعة والمميزة.
هناك بعض الخطوات التي إذا اتبعتها ستعرفين كيف ترسمين لنفسك نمط حياة يلائمك كأم جديدة ويلائم احتياجات طفلك ومحيطك أيضا.

الالتزام بنظام غذائي متوازن

يلعب الطعام دورا مهما في الحفاظ على شكل جسمك لحياتك الجديدة كأم. فالنظام الغذائي المناسب لن يمنحك الطاقة والتركيز اللذين تحتاجينهما فحسب بل إنه سيساعد أيضا في تحسين جودة حليب ثديك من أجل طفلك. تعرفي على المزيد عبر صفحتنا تغذية الأم الجديدة.

تناول المكملات الغذائية

يظل القول القديم بأنه يجب عليك الآن أن “تأكلى من أجل اثنين” ساريا وينطبق عليك كأم جديدة حتى بعد أن تضعي مولودك. وهذا يتعلق بنوعية الطعام الذي تتناولينه أكثر من تعلقه بكميته. فالرضاعة الطبيعية تؤدي إلى زيادة احتياجات الأمهات الغذائية والتي يجب الوفاء بها لتلبية احتياجات الأم والطفل، فعلى سبيل المثال، ينصح بمكمل غذائي يحتوي على فيتامين ب-12 (2.6 مكروغرام/اليوم) للأمهات المرضعات النباتيات، وبالمثل ينصح بمكمل غذائي 10مكروغرام/اليوم للأمهات اللواتي يتجنبن تناول الحليب وغيره من الأطعمة التي تعوض فيتامين د. يمكنك دعم نظامك الغذائي بمكمل غذائي يحتوي على الفيتامينات والمعادن ومعد خصيصا للأمهات المرضعات.

الحصول على بعض الراحة

جميع الأمهات سيخبرنك بأن رعاية الطفل قد تشعرك كثيرا بأنها بمثابة تمرينات حقيقية. وهذا المستوى الجديد من النشاط البدني يمكن أن يستهلك طاقتك بسرعة كبيرة، لذلك من المهم أن تتذكري دائما الاعتناء بنفسك والبحث عن سبل الراحة كلما أمكن. فالحفاظ على الطاقة من خلال الحصول على الراحة تعد نصيحة مهمة للأمهات الجدد للتخلص من التعب الناتج عن أداء مهام دورهن الجديد. وإليكِ بعض السبل للحفاظ على طاقتك.
> اجلسي متى أمكنك ذلك، وانعمي بقيلولة عندما يكون الطفل نائما.
>  قللي الأعمال المنزلية، فليس هذا هو الوقت المناسب لتنظيف الشرفة أو إعادة تنظيم حديقتك بالكامل.
>  حاولي الاسترخاء واستخدام أساليب خاصة بذلك قد تعلمتها في أثناء الحمل من أجل التخفيف عن نفسك.
>  أعدي وجبات خفيفة وصحية بحيث لا تحتاجين إلى الطهي لوقت طويل.
>  اطلبي من زوجك المشاركة في رعاية الطفل، فذلك سيمنحك وقت للراحة ويساعده في تقوية علاقته بالصغير.
>  اطلبي من الآخرين تقديم يد العون، فالأصدقاء والأقارب سيسعدون بمساعدتك في المهام اليومية أو يهونون عليكِ.

التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة

إن تجمع الهرمونات وقلة النوم قد تجعلك تشعرين بالحزن وسرعة الانفعال بعد الولادة. ومع ذلك فمن الطبيعي للمرأة أن تعاني، عقب ولادة طفل، من “اكتئاب ما بعد الولادة” والذي يتميز بالشعور بالوحدة أو الحزن أو التعب أو القلق أو التوتر أو كثرة البكاء. لا تترددي في التواصل مع شخص تثقين فيه للحصول على المساعدة بينما ترتاحين وتستعيدي عافيتك. فالتحدث إلى شخصٍ ما حول ما تشعرين به يمكن أيضًا أن يخفف من بعض القلق والتوتر.إذا شعرت بالحزن أو الإرباك لأكثر من أسبوعين عقب الولادة، فاستشيري طبيبك.

ممارسة بعض التمارين

إن إنجاب طفل جديد لا يعني أنه ينبغي عليك تقليل العناية بنفسك، فالتمارين الخفيفة قد تساعد في تحسين مزاجك، وزيادة مستويات طاقتك، واستعادة الشكل المثالي بصورة أسرع. ضعي هدفًا لممارسة بعض التمارين متوسطة الشدة مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة على الأقل ويفضل هذا يوميا. ابدأي بمستوى نشاط أخف خلال الأشهر القليلة الأولى وقومي بزيادة المستوى تدريجيا.بعض التمارين لتقوية العضلات بعد الحمل ستساعد في تعافيك واستعادة نشاطك بعد الولادة.

التحقق من أي أدوية تتناولينها

توخي الحذر بشأن الأدوية التي تتناولينها. وإذا كنت ترضعين رضاعة طبيعية، فلا تتناولي أية أدوية دون إخبار طبيبك أو الصيدلي قبل أخذ تلك الأدوية. فالطبيب أو الصيدلي سيساعدانك في تحديد الخيار الأفضل. ليست جميع الأدوية صالحة للاستخدام في أثناء الحمل والإرضاع.

أنصتي لما يقول قلبك

حتى عندما تكون الأم الجديدة ومولودها محاطين يكثير من الحب والاهتمام، فأن كثرة النصائح والتوجيهات الآراء التي تسمعها الأم الجديدة بخصوص العناية بنفسها وبمولودها وتربيته، تجعلها في حيرة من أمرها وقد تسبب لها نوعا من الارتباك والتوتر اللذين تبقى في غنى عنهما خصوصا في هاته الفترة. لذلك فمن الأفضل أنتستمع الأم الجديدة باهتمام لنصائح الآخرين لكن دون أن تترك لهم حيزا كبيرا للتدخل في نمط حياتها وتربية طفلها. بل نصت أكثر إلى ما ترشدها إليه فطرتها وأن تتوجه إلى الخبراء المتمرسين في مجال الصحة والتربية عند الحاجة. وفيما يلي بعض الأفكار السلبية والأحكام المسبقة التي يستحسن أن تتجنب الأم الجديدة الوقوف عندها.

< الشعور بالذنب لأن المنزل ليس نظيفا

حين تنجب الأم طفلا، يصير التنظيف من الأمور الأساسية. فصغيرها سرعان ما سيكبر ليبدأ بالزحف في كل مكان ووضع كل ما يعثر عليه في أفواههم. مع ذلك، لا يجب أن يكون المنزل معقماً دائماً، إذ إن جهاز الطفال المناعي أقوى بكثير مما يعتقد الكبار. وفي بعض الأحيان، يحتاج الآباء والأمهات إلى الراحة والاسترخاء فقط. لا حرج في القليل من الفوضى في المنزل. راحة البال لدى الوالدين أهم من النظافة.

< الأم المثالية

محاولة أن تكوني أما مثالية هي طريق خطير للغاية. وفقا لعلماء النفس، غالبا ما يؤدي هذا إلى انهيار عصبي وإرهاق الوالدين. لا حرج في حقيقة أن المرأة لا تستطيع أن تجد الوقت لفعل كل شيء، وأن تفاصيل صغيرة قد تبكيها. وغالبا ما تشعر الأمهات الجدد بالضغوط بشأن مظهرهن أيضا. فلا يجب أن يبدو المنزل والطفل مثاليين فحسب، بل الأم كذلك. في الواقع، ليس لدى بعض الأمهات الوقت الكافي للاستحمام خلال الأشهر الأولى بعد الإنجاب. لكن يمكنهن الاستحمام بعدما ينام الطفل على سبيل المثال.

< الخروج من المنزل

إمكانية اصطحاب الطفل إلى الأماكن العامة يجب أن يقررها طبيب الأطفال وليس المعارف والأصدقاء والأشخاص المقربون. وفي حال لم يكن الطفل يعاني من أية مشاكل صحية، وقد حصل على اللقاحات الأساسية، فيمكنه الخروج بعد بضعة أشهر من ولادته. هنا، يجب على الأهل التركيز على رغباتهم وتوصيات الخبراء. ما من حاجة لأخذ آراء الأقارب أو الأصدقاء أو الغرباء في الاعتبار.
إن ملازمة المنزل ليست فكرة جيدة على الإطلاق. حاولي القيام بالكثير من المهام والأنشطة خارج المنزل قدر المستطاع. فقد تكون أنشطة بسيطة مثل المشي في المتنزه أو قضاء يوم على الشاطئ أو الخروج في نزهة لطيفة مع الأسرة. وتلك أشياء جيدة لطفلك أيضا لتنشط حواسه بالعالم الخارجي. إذا كنت ترغبين في الصحبة، فابحثي عن مجموعة في منطقتك حيث تلتقي الأمهات الجدد للمشي والتحدث.

< الشعور بالخجل من بكاء الطفل

الأطفال من جميع الأعمار يسيئون التصرف في الأماكن العامة. من خلال البكاء والصراخ، عادة ما يعبرون عن مشاعرهم السلبية. لكن هذا لا يعني أنهم يجب أن يبقوا في المنزل. كما أن الطفل يفهم عبارة “لا تبك”. لا يجب أن يخجل الأهل في حال لم يتصرف أطفالهم بطريقة مثالية. للأطفال الحق في الشعور بالتعب أو الانزعاج أو الغضب.

< تصرفات قد تفسد الطفل

حتى بلوغه سن 9 أشهر تقريبا، لا يمكن للطفل بعد التلاعب بالبالغين، ما يعني أنه يصرخ إذا ما أزعجه أمر ما. بالتالي، لن يفسد الطفل إذا حملته بين ذراعيك بين الحين والآخر. يشعر الطفل بالأمان عندما يكون على اتصال بجسدي بوالديه. لكن الاعتدال مطلوب في كل تصرفاتك وأسلوب تعاملك ورعايتك لطفلك، حتى يكون لذلك أثر إيجابي في تكوين شخصيته السوية منذ مراحل عمره الأولى.

Related posts

Top