واشنطن تجدد دعمها للمغرب في النزاع حول صحرائه

أكدت الدبلوماسية الأمريكية، أول أمس الثلاثاء بالرباط، على ريادة  الملك محمد السادس في تنفيذ “أجندة إصلاحية كبرى”.
وجاء هذا التأكيد بمناسبة زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان إلى المغرب، والتي أجرت خلالها المسؤولة الأمريكية مشاورات سياسية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وترأست برفقته جلسة الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة حول القضايا السياسية الإقليمية.
وبحسب البيان المشترك الذي توج هذه الدورة للحوار الاستراتيجي، فقد تطرق بوريطة وشيرمان، بهذه المناسبة، لأهمية تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، مع الاستفادة من الحوار المثمر الذي عقد في شتنبر 2021 بين المغرب والولايات المتحدة، والذي يعد بمثابة منصة رئيسية للنقاش حول كافة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان .
وأبدى الجانبان، وفق المصدر ذاته، عزمهما على مواصلة التعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط، والاستقرار والتنمية في إفريقيا، والأمن الإقليمي.
من جهة أخرى، شددت نائبة وزير الخارجية الأمريكي على الدور الحاسم الذي تضطلع به المملكة المغربية في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين ، فضلا عن مساهمتها في عملية السلام في الشرق الأوسط.
كما شكل الاجتماع بين الطرفين مناسبة لإعادة التأكيد على الالتزام بالعلاقات طويلة الأمد بين المغرب والولايات المتحدة ، والتي تعود إلى 1787 ، السنة التي تم فيها توقيع معاهدة السلام والصداقة المغربية الأمريكية.
وخلال ندوة صحفية مشتركة أكدت نائبة وزير الخارجية الأمريكي أن الرباط وواشنطن تتقاسمان اهتماما مشتركا قويا بتعزيز السلم والأمن والازدهار الإقليمي، مبرزة أن البلدين “يتقاسمان اهتماما مشتركا راسخا بتعزيز السلم والأمن والازدهار الإقليمي. وقد أتيحت لنا الفرصة اليوم، أنا ووزير الشؤون الخارجية، لمناقشة مجموعة واسعة من الأولويات في علاقتنا الثنائية”.
ولم يفت شيرمان إبراز جودة علاقات الصداقة بين البلدين، منوهة إلى أن الأمر يتعلق بـ “أطول علاقة دبلوماسية موصولة في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك منذ إبرام معاهدة السلام والصداقة سنة 1787”.
وبالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة جائحة كوفيد-19، تمحورت محادثات الجانبين حول الشراكة “الأساسية” في مجال الأمن والدفاع، والدور الريادي الذي يلعبه المغرب في الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين، فضلا عن الانخراط المشترك في تعزيز حقوق المرأة.
وقالت المسؤولة الأمريكية إن “الولايات المتحدة فخورة بدعم حملة التلقيح الناجحة للغاية بالمغرب”، مبرزة الدور الريادي الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس في تنفيذ “أجندة إصلاحات كبرى”.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أعربت شيرمان عن دعم واشنطن والرباط الثابت لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، مسلطة الضوء على الموقف الثابت للولايات المتحدة بخصوص مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وبخصوص الشراكة في مجال الأمن والدفاع، ذكرت المسؤولة الأمريكية أن المغرب شارك سنويا في أزيد من 100 تمرين ومناورة عسكرية مع الولايات المتحدة، مضيفة أن “مناورة الأسد الإفريقي 2022، وهي تمريننا العسكري السنوي الأكبر من نوعه في إفريقيا، مازال مستمرا ونحن ممتنون للمغرب الذي يواصل احتضان هذا الحدث”.
وتابعت أن الولايات المتحدة، تشيد ب”الدور الايجابي أيضا للمغرب في دعم جهود الأمم المتحدة على المسار السياسي بليبيا واستضافة الحوار الليبي”، معربة عن سرورها لكون زيارتها للمملكة تصادف تخليد اليوم العالمي للمرأة.
وفي هذا الصدد، قالت شيرمان إن مباحثاتها مع بوريطة تناولت أيضا الالتزام المشترك لفائدة المساواة بين الجنسين والنهوض بحقوق النساء والفتيات.
من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن المغرب والولايات المتحدة عازمان على إعطاء مضمون أقوى لعلاقاتهما الثنائية.
وبعد أن أبرز أن هذه العلاقات يدعمها إطار قانوني ومؤسساتي، دعا بوريطة إلى الارتقاء بها إلى مستوى تطلعات البلدين وحجم التحديات والأولويات التي تواجه الولايات المتحدة والمغرب على الصعيدين الاقليمي والدولي. وسجل أن المباحثات التي أجرها الجانبان “شكلت أيضا مناسبة للتأكيد على الموقف الواضح والثابت بشأن مغربية الصحراء، والدور الذي يمكن أن يضطلع به البلدان في إرساء السلم الإقليمي والدولي”، مستحضرا التحديات الأمنية التي تهدد السلم والاستقرار الدوليين.
وتوقف عند المواعيد المهمة المتوقعة في الأشهر المقبلة، من قبيل زيارة كاتب الدولة الأمريكي في ماي المقبل لرئاسة اجتماع التحالف ضد داعش، واجتماع المنتدى الاقتصادي الإفريقي الأمريكي الذي ستحتضنه مراكش في يوليوز القادم.
وبخصوص القضية الفلسطينية، توقف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على الدور المحوري للولايات المتحدة في مجال النهوض بالتعاون ثلاثي الأطراف (المغرب – الولايات المتحدة- إسرائيل) في إطار رؤية واضحة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

Related posts

Top