وسطاء التأمين يشتكون استحواذ الأبناك على تأمينات الحياة

ناقش مجلس المنافسة، أول أمس الخمس، ملف المنافسة «غير المشروعة» المفروضة على وسطاء التأمين من قبل الأبناك في منتوج «فرع التأمين على الحياة»، حيث استمع المجلس إلى رأي كل من جمعية وسطاء ومستثمري التأمين، وممثل عن الأبناك.
وكشف يونس بنان، المكلف بالإعلام والشؤون القانونية بجمعية وسطاء ومستثمري التأمين، لبيان اليوم، أن عقد هذا الاجتماع يأتي بطلب من الجمعية الذي تقدمت به لمجلس المنافسة، من أجل تقديم رأيه الاستشاري في الموضوع.
وأوضح يونس بنان، في تصريح للجريدة، أن الأبناك استحوذت على 59 في المائة من فرع التأمين على الحياة خلال سنة 2018، في الوقت الذي تبقت فيه نسبة 41 في المائة لباقي القنوات الأخرى في القطاع، من المكاتب المباشرة والوكلاء والسماسرة.
وأكد بنان، أنه نتيجة هذه المؤشرات تعاني العديد من مقاولات التأمين من المنافسة غير المشروعة، حيث ارتفع عدد المقاولات التي تعاني من الهشاشة إلى 520 مقاولة، متأثرة بضعف رقم معاملاتها السنوي، حيث تحمل الجمعية هذا الواقع إلى الأبناك التي تنافس في واحد من فروع التأمين الذي يعد مهما في المجال.
وقال بالإعلام والشؤون القانونية بجمعية وسطاء ومستثمري التأمين، إن الأبناك خرجت عن مسارها الطبيعي الذي تشتغل فيه، وأصبحت تنافس في مجالات أخرى لها ضوابطها وقانونها، ومن تم توجهت الجمعية إلى مجلس المنافسة ليقدم رأيه في الموضوع، ويضع يده على مكامن الخلل.
وأكد المتحدث عينه، أنه أثناء الاجتماع، قدمت الجمعية مجموعة من التشريعات القانونية التي ترفض منافسة الأبناك بشكل كبير في مجال التأمين، من قبيل التشريع الفرنسي الذي يحدد للأبناك سقف 10 في المائة من أربحاها الصافية في مجال التأمين سنويا، على عكس ما يحدث اليوم في المغرب.
واستنادا إلى إحصائيات جمعية وسطاء ومستثمري التأمين، فإن أربعة أبناك في المغرب من تستحوذ على النسبة المذكورة أعلاه بحصة 91.7 في المائة، وهو ما يعد بحسب يونس بنان معطى سلبي يوضح حجم هيمنة هذه الأبناك على سوق فرع التأمين على الحياة.
وتساءل بنان عن عدم استثمار هذه الأبناك في مقاولات تأمين خاصة، على شاكلة إحدى المقاولات التي هي امتداد لأحد المجموعات البنكية، غير أنها تتوفر على مكاتب خاصة بها على عكس الأبناك المشار إليها أعلاه.
ومن المرتقب أن يقدم المجلس رأيه الاستشاري في أجل لن يتعدى 30 يوما، بعد سماح الجمعية للمجلس بإضافة هذه المدة التي تنضاف إلى 30 يوما الماضية، في إطار رغبة المجلس في تمديد المدة للتحقيق أكثر في الموضوع، والوقوف على مكامن الخلل، وتقديم توصيات لتجاوز المشاكل التي يشهدها سوق التأمين على الحياة.
وأفاد يونس بنان بأن الجمعية طرحت أمام مجلس المنافسة هذا الصراع بين المقاولات الصغيرة والكبيرة، داعيا إلى إعطاء الفرصة للمقاولات الناشئة وحمايتها من تغول المقاولات الكبرى التي قال إنها يجب أن تنافس دوليا من خلال اقتحام أسواق أخرى، كالإفريقية عوض إصرارها على المنافسة داخليا.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث بأن دولة جنوب إفريقيا تستحوذ على 70 في المائة من الأسواق الإفريقية في مجال التأمين محتلة المرتبة الأولى، غير أن المغرب لا تتعدى حصته في السوق الإفريقية 6 في المائة «المرتبة الثانية».
وعلى هذا الأساس طالب تمت مطالبة الأبناك خلال الاجتماع بالتوجه للمنافسة في الأسواق الإفريقية عوض الصراع على السوق الوطنية مع الوسطاء والسماسرة، وهو النموذج الذي اشتغلت به كلا من الصين وتركيا.

< يوسف الخيدر

Related posts

Top