نجح الرجاويون في الإجماع حول شخص جواد زيات، كرئيس لفريق الرجاء البيضاوي (فرع كرة القدم)، جاء ذلك خلال جمع عام استثنائي، دام ست ساعات كاملة لم تكن كلها توافقا أو إجماعا، بقدر ما شهدت أجواء مشحونة، أما النقطة الوحيدة التي توافق حولها هو اختيار رئيس من بين أعضاء اللجنة المؤقتة التي أشرفت على تسيير النادي الأخضر خلال ستة أشهر الماضية…
قبل أن يكون هناك إجماع على زيات، كانت هناك تزكية أساسية من رئيس اللجنة المؤقتة امحمد أوزال الذي تحمل خلال الفترة السابقة بكل ما حملته من ضغط وثقل المسؤولية، كما تحمل مسؤولية اختيار الرئيس الجديد، بموافقة باقي الأعضاء الذين عايشوا الرجل منذ سنوات، واشتغل معهم عن قرب، والأكثر من ذلك استفاد كثيرا من تجربتهم ونضجهم في التسيير والتدبير، وعلى هذه الأساس لم يكن هناك أي خلاف حول شخصه.
عهد زيات القادم من عالم المال والأعمال، سيرافق خلال هذه المهمة أغلب أعضاء اللجنة المؤقتة، وتم التمهيد لعهده باتخاذ مجموعة من التدابير الاستعجالية، ولعل أولها توضيح الجانب القانوني للفرع بين العلاقة بين المكتبين المديري أو الإداري وخيار أوحادي النشاط، وهذا ما جاء على لسان أوزال، حيث أكد أن وزير الشباب والرياضة الحالي، أكد له بأن الرجاء جمعية أحادية النشاط، وذلك بحكم أنه في عهد محمد بودريقة تم التصويت على ذلك من طرف المنخرطين.
وكان طبيعيا أن يبارك برلمان الرجاء فترة اللجنة المؤقتة، والأكثر من ذلك تزكية الاختيار رئيس من بين أعضائها، وهذه الثقة نابعة أساسا من تجربة سنوات وقيمة الأعضاء ورصيدهم المعرفي والعلمي.
وخلال كلمته بمناسبة تحمله المسؤولية، حدد جواد زيات الخطوط العريضة، لمشروعه المستقبلي، ولخصها في تقليص الديون التي تجاوزت 8 مليارات سنتيم، وتعديل ميزانية الفريق على النحو الذي يراعي الإمكانيات المتوفرة دون إفراط أو تفريط ، وإحياء مجال التكوين الذي تم إقباره في عهد بودريقة، وتحسين البنية التحتية، مؤكدا أن هناك فريق عمل جاهزا سيوافقه في هذه المهمة، والتي تتطلب على أقل أربع سنوات للاطلاع بكل المهام المستعجلة.
ويحسب لبرلمان الرجاء هذا الموقف التاريخي الذي قاده إلى توافق ضروري، خاصة وأن الرجاء عاشت في المدة الأخيرة نوعا من الهدوء، فبالرغم من تراكم المشاكل وتعدد الملفات المعقدة والخصاص المالي الفظيع، فإن اللجنة المؤقتة تمكنت من وضع الفريق في الاتجاه الصحيح سواء من الناحية الإدارية أو المالية أو على المستوى التقني.
صحيح أن المهمة لم تكن سهلة نهائيا، إلا أن الإرادة الحقيقية وخبرة السنين والعلاقات الواسعة على أكثر من مستوى، ساهم في تصحيح المسار وإصلاح الأخطاء، وتدارك الهفوات التي عصفت بالنادي نحو نفق مظلم ..
محمد الروحلي