بعد أزيد من سنة كاملة، وما ترتب عن الإغلاق من خسائر مهمة تكبدها الجمهور وفريقا الوداد والرجاء البيضاوي معا، وما تطلبته عملية الإصلاح من ميزانية مهمة تقدر بـ 22 مليار سنتيم، فوجئ الرأي العام الوطني بعدم اكتمال الشطر الأول المتفق عليه في دفتر التحملات الخاص بإعادة تهيئ مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.
فالشبابيك الاليكترونية معطلة، الأبواب غير مكتملة، المرافق الصحية غير جاهزة، المسالك غير صالحة، ليتأكد أن ما تم الاتفاق عليه لم يتم إنجازه، بالرغم من المدة الكافية التي منحت للشركة المشرفة على عملية الصيانة.
هذا بالنسبة لشركة الدار البيضاء للتهيئة، أما تلك الخاصة بالتنشيط، فقد ارتكبت أخطاء فادحة على مستوى تنظيم مباراة الوداد ضد الجيش الملكي، فقد عرفت عملية افتتاح المركب بمناسبة إجراء مباراة الكلاسيكو بين الفريقين البيضاوي والعسكري، فوضى عارمة وأخطاء قاتلة، إذ عانت أعداد كبيرة من الجمهور ومعها رجال الإعلام الرياضي من صعوبة للحصول على التذاكر والشارات الخاصة بالصحافة، ناهيك عن إغلاق غير مبرر للجهة اليمنى من المدرجات، رغم بيع أكثر من 30 ألف تذكرة.
فبالرغم من الكوارث التي عرفتها عملية التنظيم، وعدم اكتمال إصلاح كل المرافق، فان جماهير الكلاسيكو أثبتت أنها بالفعل جماهير واعية، تؤمن بنبذ الشغب، وتحتكم إلى أسلوب راق في التعامل والاحتكام الكامل للروح الرياضية العالية، واحترام الخصم وشروط التنظيم الموضوعة من طرف المشرفين على التنظيم حتى ولو أخطأ المسؤولون.
فالشعار الذي اتخذه جمهور “الكلاسيكو” كان هو “اتحادنا قوتنا”، شعار يحمل الكثير من الدلالات على مستوى التفكير السليم، على أن يدفع هذا “الاتحاد” في الاتجاه الإيجابي السليم الذي يؤمن بنبذ العنف والاحتكام بالضرورة إلى السلوك المتزن والاحترام المتبادل.
فتحية لهذا الجمهور على سلوكه الراقي، وما نتمناه هو أن يكون هذا النضج الذي أظهره أنصار الفريقين خلال مباراة الكلاسيكو قناعة راسخة، وليس سلوكا عارضا، أو رد فعل مرحلي بعد الهجمة التي تعرضت لها تنظيمات الإلترات من طرف وزارة الداخلية…
فليدفع هذا الاتحاد في الاتجاه الإيجابي الذي يؤمن باحترام القانون والسلوك الحضاري الراقي…
محمد الروحلي