فاز7 مغاربة، ومصري، وتونسي، وأردني، وسوري، وإيرانية، بجوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة 2017-2018، التي شارك فيها 64 منافسا من 12 بلدا عربيا، توزعت على الرحلة المعاصر، وعلى المخطوطات المحققة، والدراسات في أدب الرحلة، وأدب السيرة واليوميات، والرحلة المترجمة.
وعادت جائزة ابن بطوطة، في صنف النصوص الرحلية المحققة، إلى المهدي الغالي (المغرب) “الرحلة الناصرية الكبرى” لمحمد بن عبد السلام الناصيري (ت 1239/1823)، وعز المغرب معينينو (المغرب) “رحلة حاج مغربي في زمن الحماية” لإدريس بن محمد بن إدريس الجعيديالسلوي 1930، وسليمان القرشي (المغرب) “من المغرب إلى الحجاز عبر أوروبا 1857” لمحمد الغيغائي العمري الوريكي، وتيسير خلف (سوريا) “من دمشق إلى شيغاكو” رحلة أبو خليل القباني إلى أمريكا 1893.
أما في صنف الرحلة المعاصرة- سندباد الجديد، فعادت الجائزة إلى أمير العمري (مصر) “حول العالم في حقيبة سفر”، كما فاز أيضا، كمال الرياحي (تونس) بأدب اليوميات بمؤلفه “واحد صفر للقتيل- يوميات جزائرية”.
وفي صنف الدراسات، فاز كل من أحمد بوغلا (المغرب) “الرحلة الأندلسية”، وعبد النبي ذاكر (المغرب) “المغرب والغرب- نظرات متقاطعة”، وكذا رشأ الخطيب (الأردن) “في سيرة أحمد بن قاسم الحجري (أفوقاي) الأندلسي/ المترجم والرحالة والسفير”.
وكانت للرحلات المترجمة أيضا مكانتها في الجائزة، حيث فاز كل من عبد الرحيم حزل (المغرب) “ريجيس دوبري: النجمة والصليب والهلال- رحلة إلى الأراشي المقدسة”، ثم مريم حيدري (إيران) “يومياتي- ذكريات تاج السلطنة- ابنة ناصر شاه القاجاري مطلع القرن الـ 20’، وفي الأخير رشيد اركيلة (المغرب) “رحلة ناصر الدين شاه إلى أوروبا 1873”.
وهنأ وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، في هذا الإطار، الفائزين الجدد بالجائزة، موضحا لهذه الأخيرة منزلة خاصة “ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، حيث تعبر عن العزم الوطيد الذي نذخره للارتقاء بالشراكة التي تجمعنا مع القائمين عليها. وما ذلك إلا لتقديرنا لقيمة المجهود الكبير الذي يبذلونه، وللقيمة المضافة التي تضفيها احتفالية الجائزة وندواتها إلى البرنامج الثقافي للمعرض”.
وأردف الأعرج في كلمته الافتتاحية، “أن الجائزة تستمر في تكريس مكانتها المرموقة، وتواصل خدمتها للثقافة العربية من خلال نجاحها في بعث إحياء صنف من صنوف الإبداع والمعرفة، الذي كان العرب قد تميزوا بها، ونافسوا فيها أقرانهم من رحلة الشعوب الأخرى على مدى قرون عديدة، كما كان المغاربة قد برعوا فيها سيرا على نهج شيخ الرحالين الأكبر ابن بطوطة المغربي الطنجي. هذا لاسير الذي نعزو إليه تميزوا مغربيا ونبوغا في هذا المضمار، وهو ما نجد نتيجته في حصاد المغاربة تعدد مهم من جوائز الرحلة في دورتها لسنة 2017-2018”.
من جهته، قال المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي، نوري الجراح، “إن المؤلفات الفائزة هذا العام تؤكد تطور حضور أدب الرحلة ودراساته في الثقافة العربية، بما يكشف باستمرار عن جديد ممتع ومكتنز بالمعارف. وفي الكتب الفائزة هذا العام أعمال تحقق للمرة الأولى، ودراسات تقدم كشوفا غير مسبوقة في نصوص لرحلة، وفق مناهج حديثة ورؤى متجددة”.
وأضاف في حديثه أثناء اللقاء، أن هذه المؤلفات “شكلت بفضلهم خزانة لأدب الرحلة يعتد بها، وذخيرة في رصيد الدارسين والباحثين أكانوا متخصصين في الأدب الجغرفي، أو في حقول علم الاجتماع والتاريخ والسياسة والعلاقات الدولية، حيث يمكن لأدب الرحلة أن يزود هذه الحقول بمادة ثرية، يحتاجها لقراءة العلاقات بين الثقافات ونقل معارف شتى عن المجتمعات المختلفة، تبني جسورا بين البشر ومجتمعاتهم وحضاراتهم”.
وختم في الأخير كلمته بأن “أدب الرحلة هو أن ترى العالم بعيون كثيرة، هو ذا المشروع الجغرافي العربي الأول من نوعه، ‘ارتياد الآفاق’ الذي يواصل إنجازاته الأدبية والعلمية بفضل نخبة كبيرة من الباحثين الأكاديميين والأدباء العرب مشارقة ومغاربة، ممن زودوا المركز بأعمالهم وكشوفهم الأدبية والعلمية في حقل أدب السفر، من يوميات وأبحاث وتحقيقات أنجزوها تحت مظلة المركز وجائزته وندوته العلمية السنوية”.
جدير بالذكر، أن جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي، تأسست سنة 2003 في إطار مشروع ‘ارتياد آفاق’ الذي أطلقه المركز لعربي للأدب الجغرافي ‘ارتياد آفاق’ من أبو ظبي، وهو مؤسسة ثقافية عربية تعنى بالأدب الجغرافي العربي والإسلامي، يرعى مشروعاتها الشاعر محمد السويدي، ويشرف عليها الشاعر نوري الجراح، ويساهم في أعمال المركز فريق معتبر من الباحثين والمفكرين والأكاديميين العرب مشارقة ومغاربة.
> يوسف الخيدر