تختتم مساء غد السبت، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان فاس الدولي للموسيقى العالمية العريقة حول “معارف الأسلاف”، بعد أن تميزت ببرنامج متنوع شمل لقاءات فنية، وفكرية، وإنسانية، تواصلت منذ الثاني والعشرين من الشهر الجاري. موسيقى أندلسية
ومن بين الفقرات المتميزة الكثيرة، عاش جمهور المهرجان، مساء الأربعاء، على إيقاع الألحان الشجية للموسيقى الأندلسية الأصيلة التي أدتها ثلة من الأصوات الغنائية المتميزة رفقة الأستاذ محمد بريول وأوركسترا فاس العربية- الأندلسية. وغصت جنبات الموقع التاريخي لباب الماكينة عن آخرها بجمهور غفير حج بكثافة لمتابعة الفقرات المميزة لهذا الحفل الفني البهيج الذي أسر الحضور بالأنغام الساحرة للطرب الأندلسي، مرتحلا بهم في سفر نوستالجي بديع إلى عوالم الثقافة الأندلسية ذات الجذور العربية- الموريسكية. وهكذا، تعاقب على الأداء الغنائي لمعزوفات طرب الآلة كل من الفنانين الشباب نبيلة معان، وزينب أفيلال، وسعيد بلقاضي، وعبد الحميد خزران، الذين أثروا بأصواتهم الأخاذة المقطوعات البهية التي ملأت بنغماتها جنبات أسوار باب الماكينة العتيقة. وقد نال هذا العرض الاستثنائي إعجابا منقطع النظير من طرف جمهور الحفل، الذي تميز بكونه فسيسفاء بهية لمختلف الشرائح والفئات العمرية، التي تراوحت بين الكبار والشبان والصغار، بما يعكس استمرار الحظوة التي يلقاها الطرب الأندلسي لدى المغاربة كافة. ورافقت هذا العرض الأثير لوحات إبداعية منمقة ط بعت على جدران الواجهة الرئيسية لباب الماكينة، مما زاد من بهاء العرض ومنحه بعدا فنيا متفردا. يشار إلى أن فعاليات الدورة الـ 24 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، تتواصل إلى غاية 30 يونيو الجاري تحت شعار “معارف الأسلاف”.
الفنون الصينية القديمة
بصمت الفنون الصينية القديمة، مساء الثلاثاء، على حضور مبهر بالحديقة البهية لجمعية فاس – سايس، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ24 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. فتحت الظل الوارف بهذا الفضاء الأخضر المعروف بتنوع أصنافه النباتية، تمكنت المجموعة الفنية “ليونغ زينلي آرت تروب” من أوبرا سيتشوان، من الارتحال بجمهور مهرجان فاس، في سفر موسيقي انتقل بهم إلى أصقاع الصين التي تعد من أقدم الحضارات الإنسانية، وذلك خلال حفل بهيج زاخر بشتى الألوان واللوحات الإبداعية. وأمام جمهور عاشق وذواق جاء من بلدان مختلفة، أدت المجموعة الصينية الشهيرة بكل احترافية وروعة مختارات من الأغاني، التي لا تقل الواحدة منها جمالا عن الأخرى، والتي تتغنى جميعها بالقيم الإنسانية، وثقافة الشعوب، والحكايات الشعبية. وهكذا، استحق أعضاء الفرقة وكلهم فنانون شباب من ذوي المواهب الفذة، تصفيقات وتشجيعات حارة من طرف الجمهور، الذي أعجب بما قدموه من عروض أخاذة. وتعد أوبرا سيتشوان، باعتبارها مكونا أساسيا من الثقافة التقليدية المحلية لهذا الإقليم (جنوب -شرق) الصيني، إحدى أهم دور الأوبرا الصينية على الإطلاق. ولطالما لعبت “ليونغ زينلي آرت تروب” دورا محوريا في التعريف بإرث أوبرا سيتشوان، فجميع الفنانين الشباب أعضاء المجموعة يتلقون تعليما رصينا في هذا الفن، حيث نالوا لقاء تميز ما يقدمونه، العديد من الجوائز والاستحقاقات في عدد من المحافل. ويشار إلى أن المجموعة شاركت في عدد من التظاهرات الفنية الوطنية الصينية والدولية، لاسيما بكوريا الجنوبية وأستراليا.وبالنظر إلى قيمة الفقرات الإبداعية التي دأب المهرجان على تقديمها منذ انطلاقه، يتجلى هذا الأخير كمدافع عن فن وثقافة خالصين، وكمنتدى تتوحد عنده ثقافات الشعوب، وباختصار شديد يمكن القول ان مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي عقد دورته الأولى سنة 1994، وفي العام 2001 نال اعتراف الأمم المتحدة كواحد من أهم المهرجانات المساهمة في حوار الثقافات، تظاهرة ثقافية وفنية نأت عن الإبهار الأجوف، ونحت باتجاه مخاطبة الوجدان الإنساني، عبر الاحتفاء بالذوق المرهف، ووضع الأسئلة المحفزة على التأمل.
> مبعوث بيان اليوم إلى فاس: سعيد الحبشي