مصير مجهول يلف بلوح ورفاقه في معتقلات البوليساريو

المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تلتمس من الجزائر السماح لها بزيارة سجن 9 يونيو بتندوف
التمست المنظمة المغربية لحقوق الإنسان،أول أمس الأربعاء، من السلطات الجزائرية السماح لها بزيارة بلوح أحمد حموا و رفيقيه أحمد سالم الشيباني حموا ومحمد السالك ولد كية. وقالت أمينة بوعياش،رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان لبيان اليوم ،أن المنظمة قامت،في بداية الأسبوع الجاري، بزيارة  لعائلة المعتقل بلوح أحمد حموا،وقررت بعد الاطلاع على آخر تطورات  أوضاعه الصحية المتدهورة، دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل العاجل لحماية ومساعدة السكان المدنيين،إعمالا للاتفاقية الرابعة لجنيف.
وتكتسي هذه الدعوة، تقول أمينة بوعياش،  نائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان،طابعا استعجاليا،بالنظر إلى الوضع الصحي الحرج لبلوح أحمد حموا المزداد سنة 1963، مستغربة إحالته ورفيقيه على المحكمة العسكرية،بناء على قرار المدعو ولد سويلكي ولد النناه ، مدير سجن 9 يونيو المتواجد في المنطقة العسكرية الرابعة، والمنتمي لقبيلة الركيبات السواعد.
وحسب مصادر مطلعة، فقد  أعفي هذا الأخير، أول أمس، من مهامه من طرف  قيادة جبهة البوليساريو،عقب تقرير للجنة من ضباط الدرك الجزائري.
هاته اللجنة وقفت على تورط المدير في اندلاع قضية بلوح التي تسببت في  الكثير من الحرج لجبهة البوليساريو، خاصة بعد موجة التعاطف الكبير الذي حظي به بلوح من طرف الساكنة في مخيمات تندوف، و الأصداء الدولية المستنكرة للممارسات الوحشية في السجون التي تحرسها المخابرات الجزائرية.
ووفق مصادرنا، تحاول جبهة البوليساريو تقديم مدير السجن ككبش فداء في محاولة للتنصل  من كل مسؤولية في ما يخص قضية بلوح أحمد حموا، القابع منذ خمسة أشهر في سجون البوليساريو، والذي
سبق في عهد مدير السجن المعفى من مهامه اتخاذ قرار عرضه على محكمة عسكرية برئاسة عسكري موريتاني يدعى ولد مولاي الزين.
وترى مصادرنا أن الأوان قد فات للالتفاف على  قضية  بلوح ومن معه والتي لقيت، بالإضافة إلى قضايا التعذيب التي تفنن فيها ولد السويلكي ولد النناه،صدى لدى المنظمات الحقوقية الدولية.
ومن غير المستبعد أن يكون ولد السويلكي قد تعرض لاجراءات انتقامية من قبل  مخابرات الجيش الجزائري ومسؤولي جبهة البوليساريو الذين طالبوه دائما الالتزام بأقصى درجات السرية في عمليات التعذيب، التي شاعت أخبارها  بين سكان المخيمات ولقيت تنديدا واسعا من قبلهم لشدة قساوتها.

فمباشرة بعد عزله من مهامه، اختفى مدير سجن 9 يونيو عن الأنظار.و ترجح بعض الأخبار أن يكون قد انعزل في الصحراء، بينما أشارت عائلته انه لم يتصل بها مند أن تم عزله، و هي تتخوف أن يكون قد تعرض للتصفية.
وفي عز حالات الارتباك، أقدمت قيادة البوليساريو، أمس الأربعاء، على عزل المعتقل السياسي بلوح أحمد حموا و رفيقيه  في زنازن انفرادية. وكلفت المدعو محمد البشير المكلف بتدبير السجون في تندوف بتحمل مسؤولية هذا الملف مما عرف عنه من جبروت  و قسوة في حق المعتقلين رجالا و نساءا. وكانت أولى الأوامر التي أعطيت له هي منع أي اتصال بهؤلاء الحقوقيين المعتقلين بالعالم الخارجي، و الحرص على عدم  تمكن عائلاتهم من معرفة أي جديد عنهم إلى غاية محاكمتهم التي لم يحدد تاريخها بعد.
هذا و قد تكلف محاميان يحملان الجنسية الفرنسية بالدفاع عن هؤلاء المعتقلين السياسيين. وهم الآن متواجدين في أحد فنادق مدينة تندوف في انتظار الحصول على موافقة السلطات الجزائرية على حضورهم أطوار المحاكمة.

Top