أصداء رحيل المفكر محمد عابد الجابري في الصحافة الأجنبية

أكدت أسبوعية “أخبار الأدب” المصرية أن المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري يعد من رواد العقلانية العربية وأحد صناع الحفريات المعرفية الكبرى.

وأضافت الصحيفة في عددها الأخير أن قيمة الجابري هذه تتجلى من خلال اشتغاله الكبير على العقل العربي في كتبه التأسيسية ومنها بالخصوص “بينية العقل العربي” و”تكوين العقل العربي”، اللذان يشكلان “كتابين أساسيين ضمن المنظومة المعرفية العربية، وفي إطار المشروع الفكري الذي عرف به الجابري”.

وأشارت “أخبار الأدب”، في مقال تحت عنوان “غياب ناقد العقل العربي”، إلى أن المفكر الراحل كان في السنوات الأخيرة شغوفا ب”جدل الكينونات” وعلى رأسها مسألة الهوية, التي باتت محكا لماهية العلاقات الدولية ومحددا لطبيعة صراعاتها، مضيفة أن هذا الشغف هو الذي دعا الجابري إلى الكتابة حول مفاهيم مثل الغيرية بين الشرق والغرب والهجرة والهوية الغربية والحرب.

واعتبرت الأسبوعية الأدبية أن هذه القضايا “أخرجت الجابري من المجال الفكري المحض إلى ضرورات الراهن، وتحديات العرب في ظل العولمة”، غير أنها رأت أن هذا الانتقال “أمر يبدو طبيعيا لحركته الفكرية بين القراءة النقدية للتراث ونقد الواقع واستشراف ما يحمله المستقبل من مخاطر لا يمكن الهرب من نقاشها أو التغافل عنها لدى مفكر كبير مثل الجابري”.

كما وقف الكاتب عزت القمحاوي في زاوية “بكل أدب” بالصحيفة نفسها عند حدث رحيل المفكر المغربي، حيث أكد بالخصوص أن الجابري كان بالنسبة لطلاب الجامعة في مصر مثل “شارة أو علامة لتنظيم مصري أعلن تحرره من الاكتفاء المصري التقليدي وبدأ البحث عن البعد العربي”.

يذكر أن المفكر المغربي محمد عابد الجابري انتقل إلى عفو الله يوم الاثنين الماضي بالدارالبيضاء عن عمر ناهز 75 عاما، بعد عطاء علمي وبحثي متميز كان من بين أبرز ثماره مؤلفات “نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي” (1980) و”العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي” (1971) و”نقد العقل العربي”، الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي “تكوين العقل العربي” و”بنية العقل العربي” و”العقل السياسي العربي”.

Top