يسود ارتياح كبير داخل أوساط الجمهور الأكاديري، ومعه جل الفعاليات المنتمية لفريق حسنية أكادير لكرة القدم، بعد سنوات من التذمر وعدم الرضا، خاصة خلال الموسم الماضي، حيث حافظ الفريق بصعوبة على مكانته بالقسم الوطني الأول.
ويعود سبب هذا الارتياح والأجواء المشجعة، إلى سلسلة النتائج الايجابية التي حققها الفريق في الدورات الأخيرة، أو بالأحرى منذ التعاقد مع المدرب المغربي رضا حكم، خلفا للتونسي منير شبيل الذي لم يعمر طويلا.
ففي الخمس مباريات الأخيرة التي أشرف خلالها على الإدارة التقنية للفريق السوسي، تعادل مع الفتح بالرباط، فوز بأكادير، على سريع وادي زم، انتصار على الرجاء بالدار البيضاء، وفي المباراة ضد نهضة بركان بملعب “أدرار”، وعلى غير المتوقع، حصد الهزيمة، إلا أن الظروف قد تشفع له، إذ لعب منقوص العدد، بعد طرد مبكر لمدافعه الأوسط سفيان البوفتيني، وهدف الفوز للبركانيين جاء في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.
بعد هذه الهزيمة، ثم تصحيح المسار بسرعة كبيرة، عاد بالفوز من الرباط على حساب الجيش الملكي بهدفين لصفر، حيث تم وقف المسار الإيجابي للمدرب البلجيكي فاندربروك، نفس الإنجاز حققه أمام مدرب وصف أيضا بالكفء، الأ وهو الفرنسي بيرنار كازوني صاحب النتائج المتميزة منذ التحاقه بالإدارة التقنية لفريق مولودية وجدة.
وليست النتائج الايجابية وحدها، سبب الارتياح الذي يسود كل مكونات فريق الحسنية، فالأمر يعود أيضا إلى طريقة الأداء، وعودة الانسجام وسط اللاعبين، والتوفق في تنويع طريقة اللعب من مباراة لأخرى، وبناء التكتيك على طريقة لعب الفريق المنافس وقيمة لاعبيه.
أصبحت الحسنية مع رضا حكم تطبق أسلوب الضغط العالي، والحد من خطورة نقط القوة داخل الفرق التي يواجهها، أما الهجمة المنظمة، فتنطلق من الخلف انطلاقا من المدافعين، وتوظيف جيد لإمكانيات لاعبي خط الوسط، هذا الأسلوب توافق كليا مع إمكانيات لاعبي الحسنية.
وهناك أيضا نقطة إيجابية أخرى، وتتمثل في الحماس الذي أصبح يسود وسط اللاعبين، وروح المساندة والثقة في المدرب، وهذه نقطة قوة لا يستهان منها، وهى من بين العوامل التي ساهمت في حدوث تغيير كبير على أداء الحسنية، وتجاوز حالات الإخفاق التي لازمته في المباريات السابقة.
وفي إطار نفس الأجواء الايجابية، هناك معطى آخر، ويتجلى في تخلى المدرب حكم عن النرفزة والتشدد المبالغ فيه أحيانا، خصوصا في الحالات التي لا تتطلب ذلك، ومع الحسنية ظهر هذا المدرب المكون بالديار البلجيكية بحماس العقلاء، دون مبالغة أو نرفزة زائدة، خاصة وأن تجاربه السابقة سواء بالدرجة الأولى أو الثانية، كان يعاب عليه، بعض الاصطدامات مع لاعبي الفرق التي يشرف على تدريبها.
برافو رضا، وبالتوفيق الحسنية مع مدربها الجديد…
>محمد الروحلي