الكارة نوستالجيا الزمان والمكان

راكمت جمعية الاتحاد المغربي للثقافات المحلية عبر سنوات، برنامجا زاخرا ومتنوعا، من الانشطة الثقافية، عبر حفلات توقيع لإصدارات أدبية، ولقاءات تكريمية لأسماء وازنة، في شتى أصناف الإبداع.
هذه الجمعية الجادة، بعد أن خلقت لها اسما بارزا، في سماء التنشيط الأدبي والفني، قررت دخول غمار النشر، حيث صدر لها مؤخرا، مولودها الأول، الموسوم بـ “الكارة نوستالجيا الزمان والمكان” لمؤلفه رحال عبوبي.هذه الجمعية الجادة، بعد أن خلقت لها اسما بارزا، في سماء التنشيط الأدبي والفني، قررت دخول غمار النشر، حيث صدر لها مؤخرا، مولودها الأول، الموسوم بـ “الكارة نوستالجيا الزمان والمكان” لمؤلفه رحال عبوبي.
يقع الكتاب في سبع وثمانين صفحة، من القطع المتوسط، زين غلافه بصورة من أرشيف الكارة، وقامت هند الساعدي بالمعالجة التقنية والتوضيب، فيما الطبع يعود لمطبعة وراقة بلال، بمدينة فاس.
الكارة نوستالجيا الزمان والمكان، يسافر بنا كاتبه رحال عبوبي، عبر خمس عشرة مقالة، تزاوج بين التاريخي والنوستالجي والسيرذاتي، المرتبط بالطفولة والمراهقة، بأسلوب أدبي سلس وشيق، يستمد أسسه من الحكي الأقرب إلى الشفهي.
في هذا الكتاب، سيسافر الكاراويونالمجايلون للكاتب، وحتى الأكبر سنا منه، في رحلة نوستالجية تعود بهم لزمن الصبا.ولا أجمل ولا أمتع من العودة لزمن الصبا، ولو حنينيا عبر التذكر والحديث.وبالنسبة لغير مجايلي الكاتب من أبناء المنطقة، وعموم القراء يقدم الكتاب معلومات ذات أهمية بالغة، ترد الاعتبار لهذه المنطقة من تراب بلادي، التي طالها التهميش، بالرغم من الدور الريادي لمنطقة المذاكرة المتتاخمة لها في معارك التحرير ضد المستعمر الفرنسي.
يقول الكاتب في مقال “الكارة الموقع والمجال” في الصفحة “9” : “تتراءى لك مدينة الكارة، من مشارف سوق الأحد لمنطقة أولاد زيان، وانت قادم إليها من مدينة الدار البيضاء، وتظهر لك من سوق “اثنين الطوالع” في طرقك نحوها من مدينة بنسليمان،، كما تطالعك وأنت في الطريق الوطنية الرابطة بين الدار البيضاء ومدينة بني ملال، عند المنعرج المحاذي للاقط الهوائي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، المتواجد على إحدى الربى المجاورة لمدينة بن احمد … وكلما دنوت منها إلا وانتشرت من حولك روائح مضمخة بعبق التاريخ والأرض ..”
الكارة نوستالجيا الزمان والمكان، هو إذن العدد الاول، من سلسلة إصدارات إبداعية وفكرية، يصدرها ضمن إشعاعاته الثقافية. الاتحاد المغربي للثقافات المحلي، وهي السلسلة التي يعتبر الأستاذ : محمد مومر مديرها المسؤول، والشاعر الزجال عزيز غالي مكلفا بالمحافظة والعلاقات العامة، والأستاذة لبنى الصغيري بالاستشارة القانونية، أما كاتب مقدمة الكتاب، الكاتب والناقد الدكتور عبد الله الرابحي، فيشغل مهمة رئيس هيئة التحرير، ومن مقدمته نقتبس ما يلي : ” .. بهذه الحمولة الثقافية بمعناها الواسع، انبرى النوستالجي رحال عبوبي، يعيد حكي الوقائع من على ربوة في شرق المدينة، حيث تظهر لك الكارة بجميع أحيائها، كما القرىوالمداشر والدواوير المحيطة بها” تلفها الفصول وتقطنها أرواح الناس البسطاء وهم يعيشون حيواتهم ..”
بينما المشرف العام على هذه السلسلة الشاعر والمترجم “نور الدين ضرار”، فخط هو أيضا كلمة على ظهر الغلاف، مما قاله فيها ” .. هي سيرة قرية بقلب الشاوية، ما فتئت أن تحولت بالتدريج والتوسع لنواة حديثة، يحكيها لنا رحال انطلاقا من طفولته المفعمة بخضرة المجال وذاكرته الزاخرة بالكثير من تفاصيل المكان ..”
رحال عبوبي مؤلف كتاب “الكارة نوستالجا الزمان والمكان”، من مواليد الكارة وبها تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي، قبل الانتقال للدار البيضاء، حيث تابع تعليمه الثانوي بثانوية الإمام مالك، والجامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وانخرط في سلك التدريــس بسلك التعليم الابتدائــي، إلى حيـن تقاعـده، في العـام 2015. ويعتبر الكتاب قيد الدرس، مولوده الإبداعي الأول.

بقلم: عبد الحق السلموتي

Related posts

Top