لآول مرة بعد 112 سنة, إسرائيل تعتزم فتح بوابة جديدة في أسوار القدس

السلطة تعتبر المخطط الإسرائيلي سطوا على التاريخ لتغيير المعالم العربية والإسلامية
أكدت مصادر إسرائيلية، مؤخرا، بأن بلدية الاحتلال في القدس تعتزم فتح بوابة جديدة في سور القدس خدمة للمستوطنين بهدف الوصول إلى حائط البراق الذي يسمى إسرائيليا حائط المبكي. وأكد مسؤول ملف القدس في حركة فتح، حاتم عبد القادر وجود مخطط إسرائيلي (لفتح بوابة جديدة في سور مدينة القدس من اجل تسهيل دخول المستوطنين إلى حائط البراق وهذا جزء من مخطط تهويدي شامل يشمل كل المنطقة الغربية المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك).
وأضاف عبد القادر قائلا، «نحن أمام مشروع هو الأخطر من نوعه منذ عام 1967» لتغيير معالم القدس العربية والإسلامية.
وكشف موقع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ،النقاب عن خطة واسعة النطاق أعدتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف ما أسمته تجديد أجزاء من البلدة القديمة في القدس المحتلة تتضمن فتح بوابة جديدة في جدران المدينة لأول مرة منذ 112 سنة إبان العهد العثماني.
وتعتبر الخطة، التي أعدها المهندس المعماري «ديفيد شريكي» جزءا من خطة أكبر لتجديد منطقة حائط البراق ووُضعت من قبل المهندس المعماري جافريل كيرتيش، وقُدّمت مؤخرا لدائرة بلدية الاحتلال في القدس ودائرة التخطيط والبناء فيها بهدف ترميم الحي اليهودي وسهولة الوصول إلى ساحة الحائط الغربي.
وبموجب هذه المخططات، سوف تكون هناك بوابة جديدة لدخول نفق سيتم حفره في الصخر تحت طبقات المدينة، قرب باب المغاربة، سيقود إلى مرأب للسيارات مكون من أربعة طوابق تحت ساحة انتظار السيارات الحالية وليست بعيدة عن الحائط الغربي.
وكانت آخر مرة تم إحداث فتحة جديدة في سور القدس عام 1898، عندما دمرت السلطات العثمانية جزءا من الجدار بالقرب من بوابة يافا -أي قبل 112 عاما- وكان الغرض منه  السماح بمرور قيصر ألمانيا ويلهام الثاني الذي كان يزور المدينة.
ومن جهتها، اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية المخططات «السوداء» لبلدية القدس الإسرائيلية، والقاضية بتشويه العديد من المعالم في البلدة القديمة، واستحداث باب في سور المدينة محاولة مريضة للسطو على التاريخ، وفعلا ينم عن عقلية مصابة بالكراهية، وفرضا لسياسة الأمر الواقع.
و حذرت الوزارة، في بيان صحفي، من خطورة النوايا التي أعدها مهندسون يهود لتجديد حائط البراق والحي اليهودي، والتي قُدّمت إلى ما يسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال، وما سيتبعها من باب سينحت في الصخر أسفل المدينة، سيبدأ من باب النبي داوود وباب المغاربة إلى أن يصل إلى موقف للسيارات.
وحسب الوزارة، فإن فتح باب جديد في سور المدينة القديمة، وما يهدف إليه من استيعاب لآلاف اليهود الذين يتوجهون لزيارة حائط البراق، وسكان الحي اليهودي في قلب القدس، يمثل سطواً مزدوجًا، لأنه يسعي إلى خلق وقائع جديدة، ويدمر التراث التاريخي والمعماري للمدينة المقدسة في وضح النهار.
وقد ذكرت الوزارة في بيانها بأسوار المدينة وما تحمله من دلالات، إذ شُيدت بعد أن أتم اليبوسيين بناء القلعة، وحمل اسم «السور الأول» في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وقد ظل هذا السور يتهدم ويعاد ترميمه على مر العصور، وبلغ ما أحصاه المؤرخون من عدد المرات التي تهدم فيها وأعيد تشييده ست مرات، وإن ما كشفته عالمة الآثار البريطانية د. كاثلين كينيون العام 1961 من بقايا هذا السور الأول، يؤكد تاريخية الأسوار والحق الفلسطيني في القدس،
فيما شهدت فترة الاحتلال الآشوري قيام الملك منسي (691-639 ق.م) ببناء السور الثاني.
وشّيد هيرود أجريبا (37-44م) السور الثالث للمدينة، فيما أقامت الملكة إيدوكسيا زوجة الملك تيؤدوسيوس (438 – 443م) سوراً جديداً حول المدينة لكنه هدم أيام الفرس (614م)، وأعيد بناؤه قبل غزو الصليبيين.
وبعد معركة حطين وفتح القدس، أعاد القائد صلاح الدين الأيوبي بناء ما تهدم من الأسوار. أما السور الحالي فقد أقامه السلطان سليمان القانوني (1536-1540م) في خمس سنوات، وقد هدم الاحتلال جزءاً كبيراً منه بعد احتلال المدينة عام 1967.
وترى الوزارة  في سور القدس و في طوله الذي يمتد لنحو 4200 مترًا، وارتفاعه الذي يصل أحياناً 30 مترا، نسيجاً تاريخيًا وإرثا معمارياً يستوجب تدخل الهيئات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة»اليونسكو»، ومثيلتها منظمة المؤتمر الإسلامي، بشكل فوري، لحماية أسوار القدس وتاريخها، ومنع طمس شواهد الوجود العربي والإسلامي والمسيحي والأرمني فيها.
وحثت الوزارة أعضاء الهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية على زيارة المدينة والوقوف على معاناة أهلها وحجرها، ونقل ذلك إلى حكوماتهم، بغية التدخل لثني الاحتلال عن الاستمرار في غيه وقرصنته ونهبه.
ومن جهته أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين في بحر الأسبوع الماضي كذلك ، المخطط الإسرائيلي الخطير، الذي صادقت عليه بلدية الاحتلال في القدس والمتمثل بتغيير معالم ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة بقصد تهويدها وتسهيل تواجد اليهود فيها.
وحذر المفتي، في بيان صحفي صادر عنه، من الآثار الخطيرة التي ستلحق المسجد الأقصى والوجود العربي والإسلامي في مدينة القدس جراء هذا المخطط.
وأشار المفتي إلى أن السلطات الإسرائيلية ماضية في طمس كل أثر إسلامي وعربي في مدينة القدس والمناطق الفلسطينية المحيطة بها، في إطار سياسة منظمة تهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض من خلال الإجراءات المباشرة وغير المباشرة التي تخدم هذا الهدف، فهي التي تمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، وتحرق المساجد وتهدم البيوت وتصادر الأراضي، وتفرض الضرائب الباهظة على أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد المفتي أن المشروع الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك أو وضع اليد عليهما إنما هو ضرب من الخيال، لأن المسجد الأقصى المبارك بساحاته وأروقته وكل جزء فيه هو حق خالص للمسلمين وحدهم، وأنه لا يجوز لغيرهم التدخل في شؤونه.
وحث المفتي المواطنين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك على تكثيف توجههم إليه وتواجدهم فيه أثناء كل الصلوات وعدم الاقتصار على صلاة الجمعة.
وطالب المفتي بعقد اجتماع عاجل للجنة القدس لبحث سبل الدفاع عن المقدسات الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني، وناشد جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف عقيدة الأمة الإسلامية ومقدساتها وحضارتها، كما طالب المجتمع الدولي بمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه.

Top