يشهد فيروس «كوفيد-19» في الأيام الأخيرة نشاطا ملحوظا في بلادنا، وصار الوضع الوبائي بالفعل يبعث على القلق.
فقط يوم الاثنين الماضي مثلا جرى تسجيل 607 حالة إصابة جديدة وحالتي وفاة، ومنذ أيام بدأنا نتابع تزايد ارتفاع حالات الإصابة، وأوردت وزارة الصحة أن انتشار الفيروس انتقل من المستوى (الأخضر الضعيف) إلى المستوى (البرتقالي المتوسط)، خاصة بالمدن الكبرى.
كل مجالس الحديث تنقل هذه الأيام أخبار الإصابات، وتسجل الارتفاع المتوالي لمعدل إيجابية التحاليل، كما تفيد المؤشرات أن الفترة البينية التي دامت منذ بداية مارس الماضي، والتي تميزت بانتشار ضعيف إلى ضعيف جدا للفيروس، قد تكون انتهت، وأن مؤشرات سلبية بدأت تحل مكانها وتثير القلق.
صحيح أن أعداد الوفيات لا زالت مستقرة، وأيضا عدد المصابين الوافدين على أقسام العناية المركزة والإنعاش، ولكن أعداد الإصابات تزايدت بشكل واضح، ومؤشر توالد الحالات صار يساوي 1,19، ومن ثم حالتنا الوبائية الوطنية لم تعد مريحة في المطلق، وهي تفرض اليوم تقوية اليقظة من لدننا جميعا.
أمامنا اليوم موسم الصيف والعطل والاصطياف وكثافة حركة السفر والتنقل، وسيحل كذلك عيد الأضحى، بالإضافة إلى موسم الحفلات والأعراس والمناسبات العائلية، وأيضا المهرجانات الفنية…، وبقدر أهمية مختلف هذه المناسبات لتعزيز استعادة الحركية الاقتصادية والحياة المجتمعية لإيقاعاتهما الاعتيادية، وتجديد ارتباط الناس بالحياة، فإن السلامة الصحية لشعبنا ومجتمعنا تفرض أيضا تعزيز اليقظة والحذر، لتفادي أي تدهور كبير في الوضع الوبائي الوطني.
لقد حثت مصالح وزارة الصحة مؤخرا على ضرورة الاستمرار في ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة، وهذا سلوك بسيط وممكن، ويجب أن ينخرط شعبنا في الالتزام به حماية لصحته وسلامة ذويه والمقربين منه، كما أن كبار السن والفئات الهشة يجب أن تبادر إلى أخذ الجرعة المعززة من اللقاح، وذلك لتقوية المناعة، ومن الضروري أيضا مواصلة الالتزام بباقي الاحتياطات الوقائية ذات الصلة بالنظافة والتباعد جهد المستطاع.
ومن جهتها، لا بد أن تستمر السلطات الصحية في مبادرات التوعية والتنوير عبر الإعلام ومختلف الآليات والوسائل المتوفرة، وذلك للتصدي للتراخي واللامبالاة.
لقد حققت بلادنا مكتسبات هامة على صعيد مواجهة الجائحة، وبدأت تخطو خطواتها الأولى نحو استعادة الإيقاع الطبيعي للحياة المجتمعية والاقتصادية، ولكن من الواجب مواصلة اليقظة وتفادي التراخي لكي لا نضيع ما تحقق من مكتسبات.
<محتات الرقاص