تفوق الأهلي المصري

فجر نادي الأهلي المصري، مفاجأة مدوية في أول مقابلة له، بمسابقة مونديال الأندية التي تستضيفها السعودية، بمشاركة الأندية المتوجة على مستوى القارات…
ويكمن عنصر المفاجأة في تحقيق فوز ساحق على حساب نادي الاتحاد السعودي، وبحصة ثلاث أهداف لواحد، في مباراة سيطر عليها نادي القرن بالقارة الإفريقية بالطول والعرض…
وكان من الممكن أن تكون هذه النتيجة عادية، لولا أن مجموعة من المعطيات التي لا يمكن تجاوزها، بحكم الدلالات التي تحملها، والدروس المستفادة منها…
أن يحقق ناد الفوز على حساب آخر، فهذه نتيجة يمكن اعتبارها عادية، إلا أن طرفي المواجهة ليسا بالنادييين العاديين، مما يثير الكثير من الملاحظات، والاستنتاجات الآنية والمستقبلية.
فقد ساد الاعتقاد أن الاستثمارات المهمة التي أنفقت بأبرز الأندية السعودية ومن بينها الاتحاد، وتكلفة جلب نجوم كبار، تعد مدخلا أساسيا يسمح بوضع كرة القدم بهذا البلد الخليجي الثري، على المستوى الدولي، وبتحقيق نتائج باهرة، وتترجم رغبة قوية للسلطات العليا، الطامحة في جعل كرة القدم ضمن الخيارات الاستراتيجية للدولة…
وجاءت مسابقة كأس العالم للأندية، لتعكس هذا التوجه، وكل الأمل في تحقيق فوز تاريخي، ومنافسة أبرز المدارس على الصعيد الدولي، إلا أن الطموح شيء ؛ والواقع شيء آخر…
فإقصاء الاتحاد في أول مباراة من برنامج تظاهرة كبيرة على مستوى التسويق والإشعاع، يعد خسارة فادحة، أو فرصة ضائعة لا تقدر بثمن، وهي حقيقة تؤكد بالملموس أن تخصيص ميزانية ضخمة ليست الوسيلة الوحيدة لتحقيق النتائج الكبيرة…
والحقيقة الساطعة تكمن في قوة النادي التي هي الأساس، وهذا ما يؤكده في كل مناسبة الأهلي المصري، كمؤسسة رائدة مهيكلة على أعلى مستوى، ضامنة للاستمرارية، مؤهلة للتنافس على أعلى مستوى….
هناك من يقول إن إصدار مثل هذا الحكم المطلق سابق لأوانه، إلا أن إقصاء ناد تم الرهان عليه بقوة، يعطي مؤشرا حقيقيا على أن قوة المال، ليس وحدها مفتاح الإنجازات الكبرى؛ ولعل أكبر دليل يأتي من نادي باريس سان جرمان الفرنسي العاجز عن تحقيق إنجاز أوروبي كبير، رغم السخاء القطري الذي وصل إلى الكثير والكثير من ملايير الدولارات…

>محمد الروحلي

Top