تزايد مساحة القلق داخل الوداد

حدث ما تخوف منه جل الأوساط الودادية، إذ كانت الهزيمة الثالثة في أربع مباريات بدوري مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية…
هزيمة ضد نادي سيمبا التنزاني، في الجولة الرابعة، رمت بالوداد في الصف الأخير ، على بعد جولتين من انتهاء هذا الدور، في رتبة لم يتعود عليها منذ عدة سنوات…
صحيح أن الأمل في المرور لدور الربع ما يزال قائما، لكن “وداد الأمة” في حاجة إلى معجزة، على اعتبار أن مصيرها لم يعد بيدها، إذ عليها تحقيق الفوز في مواجهتي غلاكسي البوتسواني وأسيك ميموزا الإيفواري، وانتظار تعثر فريق المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، وهي إذن حسابات جد معقدة…
وبالرغم من البداية الجيدة، ظهر بها لاعبو الوداد خلال النصف ساعة الأولى، من مباراته ضد سيمبا، وكان بإمكانه التسجيل من إحدى الفرص التي أتيحت له، إلا أنه شهد انهيارا كليا خلال الربع ساعة الأخيرة، نتج عنه تسجيل هدفين متتاليين.
انهيار أظهر إلى أي حد تعاني فيه المجموعة من اهتزاز نفسي، وشرود ذهني، أثر على صلابتها، إذ لم تقو على تدارك النقص، ولم تتمكن من تحقيق التكافؤ على الأقل، قصد الحفاظ على كامل حظوظها في تجاوز هذا الدور، كما عودتنا على ذلك خلال السنوات الأخيرة…
هو الآن بموقف صعب، بل جد معقد، يعكس أزمة داخلية طاحنة، لأسباب يعرفها الجميع، مرتبطة بمشاكل خاصة للرئيس سعيد الناصري، ولا ينتظر أن تظهر هناك حلول عاجلة، في غياب اتضاح الرؤية بالنسبة لمسؤوله الأول والأخير، والذي بيده كل الحلول والقرارات…
فالنادي عود محبيه الكثر على تحقيق إنجازات مهمة، جعلتهم يغضون الطرف عن العديد من المشاكل الداخلية، والتجاوزات الفادحة، وحاليا لا يروقهم هذا التراجع المخيف والصادم، حتى وان غير مفاجئ، بالنسبة لأي متبع يرى الأمور بموضوعية، بعيدا عن العاطفة الحاجبة للرؤية بوضوح وبكل تجرد…
وإذا كانت هناك صعوبة على مستوى المسابقة الإفريقية، إلا أنه بالنسبة للدوري المحلي ما يزال الوداد قادرا على التنافس، غير أن المصلحة تقتضي الوقوف بمسؤولية على المشاكل الحقيقية التي يعيشها النادي من الداخل، إذ لا يمكن الاستمرار في اختزال هذا النادي التاريخي والمرجعي، في شخص واحد، فهو الآمر والناهي وصاحب كل المفاتيح…
على الوداديين مناقشة مصير ناديهم بهدوء وروح من المسؤولية، بعيدا عن الضجيج الفارغ، والشعبوية الزائفة، فالوداد كبيرة بتاريخها وألقابها وقاعدتها الجماهيرية العريضة، داخل المغرب وخارجه، وانطلاقا من هذه القيمة يجب على الوداديين الأحرار الالتفاف حول ناديهم، وإصلاح الأمور بهدوء واتخاذ القرارات المناسبة التي تقتضيها المرحلة.
ما يجب أن يعترف به كل الوداديين أن سعيد الناصري دخل تاريخ الوداد من الباب الواسع، وعلى هذا الأساس يجب الاعتراف بما حققه، ويستحق أن يخرج من الباب الكبير، وعليه هو أيضا أن يساعد على مرور هذه المرحلة الانتقالية بسلاسة وبدون خسائر ….

محمد الروحلي

Top