الوداد أكبر من الأشخاص

شكلت المباراة المؤجلة عن الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية، ضد فريق يوسفية برشيد، مناسبة أظهرت فيها عائلة الوداد البيضاوي لكرة القدم، تماسكا وغيرة وتعاضدا، في وحدة صف مثالي، وراء ناديهم الغالي…
كانت هناك اجتماعات مكثفة، لأشخاص ارتبطوا بالتسيير؛ إلى جانب سعيد الناصري، إذ حضر اللاعبون السابقون، جاء الجمهور بكثافة لملعب البشير بالمحمدية، ليعلن عن استمرار الدعم غير المشروط، كيفما كانت الظروف والأحوال، كما أصدر فصيل “الوينرز” بلاغا تاريخيا، يؤكد فيه ضمان حماية خاصة للنادي، ومواجهة أي جهة تحاول المساس، بمصالح القلعة الحمراء…
كلها أمثلة حية ومؤشرات بدلالات عميقة، تؤكد أن قوة الوداد تكمن في قوة عائلتها، وهذه الخاصية أظهرتها على امتداد التاريخ، ففي أشد المحطات تأزما استطاعت الوداد دائما، أن تخرج أكثر قوة، وأكثر تماسك بفضل رجالاتها.
سعيد الناصري، وبغض النظر عن ماضيه وحاضره المؤلم، يعترف له الجميع بطبع تاريخ الوداد، والمساهمة الفعالة في تعزيز رصيد “وداد الأمة”، فعلى على المستوى الأرقام، يعد بدون مبالغة، أفضل رئيس مر بتاريخ هذا النادي العريق والمرجعي…
صحيح أن تاريخ الوداد، تميز بتحمل شخصيات وازنة، مسؤولية هذا النادي صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة، داخل المغرب وخارجه، إلا أن الناصري تحمل المسؤولية في ظرف دقيق، وصعب من الناحية المالية؛ واستطاع قيادة الفريق الحمر، نحو مرحلة مشعة؛ جعلت منه رقم صعبا على المستوى الوطني والقاري.
وكما يقال، فان “دوام الحال من المحال”، وهذا بالضبط ما يقع حاليا مع الوداد، فانتهاء مرحلة الناصري انتهت على ما يبدو -في الأفق المنظور-.
مبدئيا، فإن عهد الناصري كمسؤول أول عن النادي انتهى، حتى وإن تمت تبرئته من التهم الثقيلة التي تمت ملاحقته بها، فإنه من الصعب إعادة نفس التجربة، بنفس الأسلوب، وبنفس المنهجية الغارقة في العمل الفردي.
فالوداد الرياضي ناد كبير، بحمولته وتاريخه وقاعدته، يمرض ولا يموت، وسيبقى كذلك، فهو خلق ليبقى دائما في القمة، شامخا ركيزة أساسية في تاريخ كرة القدم الوطنية، على غرار الرجاء البيضاوي والجيش الملكي والمغرب الفاسي، وحاليا نهضة بركان النادي البرتقالي الذي وضع أسس ضامنة للاستمرارية…

>محمد الروحلي

Top