مهرجان مراكش السينمائي الدولي ينطلق في دورة جديدة

انطلقت مساء أمس الجمعة، فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، وتمتد كما جرت العادة بذلك على مدى تسعة أيام غنية باللقاءات وبحب الفن السابع.
سبعة وثمانون فيلماً من اثنين وعشرين دولة، من بينها ثمانية أفلام تعرض للمرة الأولى هي مجمل الاشرطة  المشاركة في دورة هذا العام.
أما بخصوص لجنة تحكيم المسابقة فإنها تسند هذه السنة وللمرة الثالثة لامرأة وهي الممثلة الفرنسية الشهيرة “إيزابيل أوبير” بعد “شارلوت رامبلين” عام 2001، و”جون مورو” عام 2002.
ويتكون أعضاء اللجنة من المخرج الهندي “رايتش باترا”، والمخرجة الدانماركية “سوزان بير”، والمخرج المغربي “مؤمن السميحي”، والمخرج الفرنسي “برتران بونيلو”، والممثلة الفرنسية “ميلاني لوران”، والمخرج الإيطالي “ماريو مارتوني”، والمخرج الروماني “كريستيان مانجيو”، والممثل البريطاني “آلان ريكمان”.
ويكرم المهرجان في دورة هذا العام الممثل البريطاني المعروف “جيريمي أيرونز” والممثل المصري عادل إمام. و أيضًا الممثل والمخرج الأمريكي “فيكو مورتنسن” كما يكرم المهرجان في دورته لهذا العام شخصيتين سينمائيتين مغربيتين، زكريا العلوي وخديجة العلمي، وهما من الشخصيات المغربية البارزة في مجال الإنتاج السينمائي.
أما فيلم افتتاح دورة هذا العام، فكان فيلما بريطانيا تحت عنوان  “نظرية كل شيء” (The Theory of Everything) من إخراج جميس مارش، وبطولة إيدي ريدماين وفليسسيتي جونز وشارلي كوكس. وهو عبارة عن سيرة أحد أعظم العقول البشرية التي لا تزال تعيش بيننا، ألا وهو العالم “ستيفين هوكنج”. والمثير بخصوص هذا الفيلم أنه سيكون فيلم الافتتاح لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته القادمة.
وكعادة المهرجان كل عام، تحتفي هذه الدورة بالسينما اليابانية، احتفت دورة العام الماضي بالسينما الاسكندنافية، حيث تعرض عددًا من الأفلام لأهم مبدعي السينما اليابانية على مدى تاريخها العريق، ناهيك عن حضور وفد كبير يضم مخرجين وممثلين ومنتجين بارزين في مجال صناعة السينما باليابان. وقد أوضحت إدارة المهرجان أن هذا الاحتفاء بمثابة، اعتراف منها بريادة وقوة السينما اليابانية وتقدير المغرب ومهرجان مراكش لرواد هذه السينما الرائدة.

تكريم السينما اليابانية

وفد هام يمثل السينما اليابانية في حفل التكريم الذي يخصصه مهرجان مراكش لسينما الشمس المشرقة. هام بالنظر لعدد وقيمة الشخصيات الحاضرة؛ منتجون وممثلون وممثلات ومخرجون ومديرو مهرجانات سينمائية برئاسة واحد من أشهر الأسماء في السينما اليابانية الجديدة، يتعلق الأمر بالمخرج هيروكازو كور-إيدا، صاحب الفيلموغرافيا الغنية التي نال عنها باستحقاق جوائز رائعة في مختلف بقاع العالم وتكريما حظي به سنة 2003 من قبل مهرجان مراكش، كما يعد أيضا منتجا لا يتردد في دعم وإنتاج أفلام المبدعين الشباب من مخرجي السينما اليابانية. وفدٌ يضم كذلك سينمائيين برعوا في مختلف الأنواع، ويتألف من أجيال مختلفة على شاكلة كيوشي كوروساوا، أحد أكبر مخرجي الجيل الجديد من السينما اليابانية، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمخرجة والممثلة الشابة كيكي سوجينو.
لقد حظيت السينما اليابانية على الدوام باستقبال حار بمراكش، وسبق أن نالت اليابان النجمة الذهبية، الجائزة الأكبر لمهرجان مراكش، سنة 2002 عن فيلم «گو» لإيزاو يوكيسادا، إضافة إلى تكريم أسماء بارزة طبعت ببصمتها العقد الأخير لهذه السينما، من قبيل شينجي أوياما 2007، كيوشي كوروساوا 2010، هوروكازو كور-إيدا 2013. وسيعرض مهرجان مراكش اليوم نخبة من 26 فيلما، تمنح لعشاق السينما ولعموم جمهوره بانوراما رائعة عن فيلموغرافيا غنية لهذا البلد الكبير في خارطة السينما العالمية، بدءا بأعمال الأساتذة الكبار الذين طبعوا السينما اليابانية بطابع اجتماعي قوي تتخلله لمسة جمالية واضحة مع كل من أوزي، ميزوكوشي، ناروسي، أكيرا كوروساوا، شوهي إيمانورا، إلى روائع السينما المعاصرة التي باتت تحظى بالاعتراف على المستوى الدولي يجسدها كور-إيدا، كيوشي كوروساوا، ناومي كاواسي، نوبي ساوارا و رويشي هيروكي… استعادة يتم تقديمها في غنى أنواعها : أفلام ياكوسا (المافيا اليابانية) وأفلام الرسوم المتحركة، من ذلك الفيلم الشهير «رحلة تشيهيرو» الذي يعد من أكبر النجاحات في تاريخ السينما اليابانية، لمخرج المانكا اليابانية هاياو مياداكي، إلى جانب أسماء بارزة من قبيل مامارو أوشي. «رحلة تشيهيرو» يحل بمراكش ليكون جزءا من هذا التكريم السينيفيلي الرائع لسينما البلاد المشرقة.

Top