وجدت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بالمهرجان الوطني الثامن عشر للفيلم الذي اختتمت فعالياته أول أمس السبت بطنجة، صعوبة في تحديد الأجود، حسب تأكيد رئيس هذه اللجنة فؤاد العروي، بالنظر إلى أن كل عمل من الأعمال المتنافسة له خصوصيته ونضجه. كما أوضح أن اللجنة عملت باسقلالية وحرية وأنها لم تتعرض لأي ضغط من أي جهة، وأن النقاش المسؤول هو الذي كان سائدا بين أعضائها، وشمل بالخصوص الجوانب التقنية، فكانت الجائزة الكبرى لفيلم عرق الشتاء لحكيم بلعباس، أما بقية الجوائز فهي كالآتي:
جائزة الموسيقى لمحمد أسامة في فيلم نوح لا يعرف النوم.
جائزة المونطاج لإيفان رويز في فيلم رحلة خديجة.
جائزة الصوت لكريم الروندة في فيلم البحث عن السلطة المفقودة.
جائزة الصورة للوكا كواسين في فيلم حياة.
جائزة أول دور رجالي لعزيز الحطاب في فيلم ضربة في الرأس.
جائزة أول دور نسائي لفاطمة الزهراء بناصر في فيلم عرق الشتاء.
جائزة ثاني دور رجالي لأيوب الخلفاوي في فيلم عرق الشتاء.
جائزة ثاني دور نسائي لساندية تاج الدين في فيلم ليالي جهنم.
جائزة السيناريو لمحمد بوزاكو في فيلم إبيريتا.
جائزة الإخراج لأحمد المعنوني عن فيلم يد فاظمة.
جائزة العمل الأول لخولة بنعمر عن فيلم نور في الظلام.
في حين حظي فيلم معجزات القسم بتنويه خاص.
في فيلمه الفائز بالجائزة الكبرى، ظل حكيم بلعباس وفيا لأسلوبه الفني في معالجة الواقع القروي بظروفه القاسية، خصوصا إذا كان العيش في هذا الفضاء رهين بالتساقطات المطرية، حيث الماء في هذه الظروف يصير له حضور خاص، هذا الوضع القاسي هو ما سعى المخرج أن يشركنا فيه ويتقاسمه معنا، غير أن عرض هذا الإشكال لم يتم بطريقة كلاسيكية مباشرة، وهذا ما يميز التجربة السينمائية للمخرج، حيث يتركز اهتمامه على إبراز جمالية المكان وقسوته، ودفع المتلقي إلى استشفاف العمق الذي ينطوي عليه الحوار بين الشخوص رغم بساطته الظاهرة، مخلفا بالتأكيد أثرا جماليا.
وبخصوص نتائج مسابقة الأفلام القصيرة، فقد أوضح رئيس لجنة تحكيمها محمد محاند أن اللجنة كان بودها أن لا تكون الجوائز مقصورة على ثلاثة عناصر، بالنظر إلى أن مبدعي الأفلام المتبارية أبرزوا عن كفاءات جيدة وعن تميز ملحوظ في عناصر مختلفة من مكونات هذه الأفلام، مذكرا بأن الجوائز التي تقرر منحها، تم بإجماع كافة أعضاء اللجنة، فكانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم إيما لهشام الركراكي، وجائزة السيناريو لأدريان كراسكيو عن فيلم تيكيتة السوليما، وجائزة لجنة التحكيم لعايدة السنا عن فيلم أمل، فيما حظي فيلم الطريق إلى الديدان بتنويه خاص.
وارتكز الفيلم الفائزة بالجائزة الكبرى على إبراز بواطن النفس الإنسانية، ليخلق مشاهد طافحة بالقلق، حيث الأم وهي تستعد لتوديع الحياة، تقرر مصارحة أبنائها ببعض الأسرار، غير أن هذه المكاشفة سيكون لها انعكاسات سلبية على محيطها.
وتميز الحفل الاختتامي كذلك بتكريم المنتج والموزع السينمائي عبد القادر بنكيران، الذي يعد رائدا في هذا المجال الفني، وعبر المحتفى به عن تأثره الشديد بهذه الالتفاتة التي حظي بها، متمنيا الاستمرارية ودوام النجاح لهذه التظاهرة الفنية، ومشيدا كذلك بالمجهودات التي يبذلها المركز السينمائي على مستوى دعم الإنتاجات والمهرجانات ونشر الثقافة السينمائية بوجه عام.
واستحضر الأعمال التي قام بها على مستوى توزيع الأفلام أو إنتاجها، حيث كان سباقا إلى استيراد أعمال سينمائية عالمية، كما أوضح أن نجاحه في مسيرته هاته، لم يأت عن طريق المصادفة، بل كان نتيجة شغفه وحبه للسينما، فضلا عن احتكاكه واستفادته من سينمائيين عالميين، حيث شارك ضمن الطاقم التقني لعدة أفلام مشهورة. وأكد على أن الإنتاج السينمائي المغربي شهد تطورا ملحوظا على عدة مستويات، داعيا إلى ضرورة الاستمرار في خدمة هذا القطاع، بالنظر إلى القيمة الفنية والمعرفية التي تضطلع بها السينما.
مبعوث بيان اليوم إلى طنجة: عبد العالي بركات