انتخبت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية التي التأمت أول أمس السبت بالرباط في دورتها الثانية 31 عضوا في المكتب السياسي للحزب، كما صادقت اللجنة بالإجماع على محاور القانون الداخلي للحزب، مرجئة التدقيق في مقتضياته إلى الدورة المقبلة.
وتأتي دورة اللجنة المركزية الثانية، حسب محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية استكمالا لأشغال المؤتمر الوطني العاشر الذي انعقد في 11/12/13 من ماي الجاري ببوزنيقة والذي عرف انتخاب أعضاء اللجنة المركزية وانتخاب الأمين العام.
وأوضح نبيل بنعبد الله في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثانية التي ترأسها عبد الواحد سهيل عضو المكتب السياسي أن انتخاب مكتب سياسي جديد يهدف بالأساس إلى ترسيخ الوحدة وروح الفريق بين مكوناته، وذلك قصد مجابهة التحديات التي تواجه الحزب، وأيضا، كسب الرهانات التي يعمل عليها.
وبعدما استعرض بنعبد الله الأوضاع التي تعرفها الساحة السياسية، قال إن المطلوب في المكتب السياسي الجديد هو نكران الذات والعمل والتضحية من أجل الدفاع عن مواقف الحزب وأفكاره وسط الفئات الشعبية، والنضال إلى جانب المواطنات والمواطنين، فضلا عن العمل على “تجذر” الحزب في أوساط المجتمع.
وأبرز بنعبد الله أن من بين الصفات التي يجب أن يتحلى بها عضوة/عضو المكتب السياسي: الكفاءة، الأخلاق والاستقامة المطلقة، بالإضافة إلى التضحية، وذلك، يشير بنعبد الله، من أجل عمل فعال وذو مصداقية ومن أجل “نفس ديمقراطي جديد” ببلادنا. موضحا أن انتخاب المكتب السياسي لا يعني انتخاب الأفراد وإنما الفريق والقيادة التي تواصل حمل مشعل الحزب.
كما استعرض الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عدد الترشيحات التي توصلت بها الأمانة العامة لعضوية المكتب السياسي وطريقة التصويت وكذا الحيثيات المرافقة لذلك، مقدما قراءة للعمل المنتظر من المكتب السياسي الجديد، حيث أكد أن هناك مجموعة من الرهانات التي تنتظر الحزب خلال المرحلة الحالية لا سيما مع “القلق” الذي تتسم به هذه الأوضاع، يشير بنعبد الله. داعيا إلى تحمل المسؤولية بشكل أكبر من قبل جميع أعضاء المكتب السياسي وعدم اعتبار العضوية في المكتب مجرد تشريف ومكانة اعتبارية.
وشدد زعيم حزب “الكتاب” أن العضوية في المكتب السياسي تكليف ومسؤولية وتطوع من أجل استمرار قيادة الحزب نحو المستقبل وبعمل أكبر إلى جانب المواطنات والمواطنين، مبرزا في هذا السياق، أهمية الاستعداد وتكثيف الجهود من اليوم من أجل تنزيل الوثائق التي صادق عليها الحزب خلال مؤتمره العاشر الذي انعقد أوائل هذا الشهر، فضلا عن تنزيل مجموعة من المقتضيات التي سبق وأن صادق عليها الحزب وعلى رأسها خطة “تجذر” التي أقرها خلال السنة الماضية، مؤكدا على ضرورة السير وفق هذه الخطة من أجل كسب جميع الرهانات وعلى رأسها الاستحقاقات المقبلة التي ستعرفها بلادنا في 2021.
ودعا بنعبد الله مناضلات ومناضلي الحزب إلى تكثيف الجهود استعدادا للاستحقاقات القادمة التي من المرتقب أن يشهدها المغرب في غضون سنة واحدة، معتبرا أن الاستعداد لذلك ينطلق من اليوم، وذلك تجنبا لأي صدمة كتلك التي تعرض لها الحزب في انتخابات 2016 بفعل مجموعة من العوامل، والتي قال إنه كان بالإمكان الصمود في وجهها لو تم العمل بشكل مسبق.
وعودة للمؤتمر الوطني العاشر، أبلغ محمد نبيل بنعبد الله أعضاء اللجنة المركزية بمضامين التهنئة الملكية التي توصل بها بعد إعادة انتخابه على رأس الأمانة العامة، حيث عبر عن اعتزازه بنص الرسالة الملكية التي قال إنها تبرز التقدير الذي يحظى به الحزب لدى جلالة الملك، مؤكدا على مواصلة الحزب العمل من أجل خدمة البلاد والصالح العام.
إلى ذلك استعرض بنعبد الله أهم المجهودات التي بذلت خلال المؤتمر الأخير، لا سيما من قبل أعضاء وعضوات المكتب السياسي السابق فضلا عن أعضاء اللجنة المركزية السابقة، والذين قال إنهم قاموا بعمل متميز خلال الولاية السابقة، كما أشاد بالأجواء التي مر فيها التحضير للمؤتمر وكذا أيام المؤتمر والتي أوضح أنها عرفت تحضيرا متميزا وانخراطا من قبل المناضلات والمناضلين، مشيرا إلى أن النتائج الإيجابية لهذا المؤتمر أبرزها الاعلام.
وقال بنعبد إنه تم تسجيل أزيد من 300 مقالا بمجموعة من الصحف والمواقع الإخبارية والمحطات الإذاعية والتلفزية التي تفاعلت إيجابا مع المؤتمر الوطني العاشر ونوهت بالأجواء الديمقراطية والشفافية التي مر فيها، فضلا عن الدروس التي قدمها الحزب في السياسة انطلاقا من مؤتمره الوطني.
وأشاد بنعبد الله بجميع المناضلات والمناضلين الذين ساهموا في إنجاح المؤتمر وساهموا في نجاح عدد من المحطات التحضيرية له والتي انطلقت قبل نصف سنة، حيث تم، حسب المتحدث، عقد 71 مؤتمرا إقليميا، وعشرات الجموع العامة للفروع الإقليمية والقطاعات الموازية والقطاعات السوسيو – مهنية، بالإضافة إلى الندوات الموضوعاتية التي نظمها الحزب والتي ساهمت في بلورة أطروحته السياسية.
هذا وجدد بنعبد الله دعوته جميع مناضلات ومناضلي الحزب إلى العمل من أجل إعلاء راية الحزب والدفاع عن أفكاره والانخراط في خدمة قضايا المواطنات والمواطنين، مشيرا إلى أن هناك هدفين خلال الولاية الحالية.
وحدد بنعبد الله الهدف الأول في تقوية الآلة التنظيمية للحزب وضرورة الرفع من الشأن الحزبي وجعله يضاهي الوزن السياسي للحزب، وذلك يشير المتحدث عبر التغلب على السلبيات والنقائص، فيما حدد الهدف الثاني في الاستعداد للانتخابات التشريعية والجهوية الجماعية التي ستقام سنة 2021، حيث أكد بنعبد الله على ضرورة التحضير لهذه المحطة المهمة داعيا إلى العمل المشترك من أجل جعل حزب التقدم والاشتراكية في الموعد.
من جانب آخر، أعلن إسماعيل العلوي رئيس مجلس الرئاسة على اتفاقه مع كلمة الأمين العام حول الشروط التي تم تحديدها لأعضاء المكتب السياسي والتي يجب عليهم أن يتحلوا بها.
وأوضح حكيم حزب “الكتاب” أن الانضباط والشعور بالمسؤولية أساسي، فضلا عن الاستقامة، محذرا من الوقوع في “الغرور” الذي يؤدي، حسب المتحدث، إلى السقوط.
وأشاد إسماعيل العلوي بالتطورات التي عرفها الحزب منذ عقود من الزمن، وكذا الإقبال الذي يعرفه الحزب من قبل الشباب، والذين ترشح كثير منهم إلى عضوية المكتب السياسي، حيث دعا العلوي جميع الشباب إلى التحلي بالإنصات وبذل الجهود من أجل اكتساب مهارات العمل السياسية، مشددا على ضرورة تجاوز الاندفاعية وإبراز الذات، وهو ما أسماه بـ “الغرور”.
إلى ذلك دعا العلوي، بدوره، مناضلات ومناضلي الحزب إلى الالتفاف على مواقف الحزب والعمل على تجذره في الأوساط المجتمعية والعمل على كسب الرهانات ومواجهة التحديات المطروحة على الحزب خلال المرحلة الحالية والولاية الجديدة للمكتب السياسي.
هذا ويذكر أن التصويت على أعضاء المكتب السياسي استمر منذ منتصف نهار يوم السبت إلى منتصف الليل حيث تم الإعلان عن 31 عضوة وعضوا حظوا بثقة أعضاء اللجنة المركزية من بين 103 ترشيحا (انسحب 10 مرشحين).
كما يشار إلى أن عملية التصويت تمت بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية، حيث تم اعتماد 12 صندوقا لعملية التصويت، توزعت على ثلاث طوابق (4 صناديق في كل طابق)، إذ أسفرت النتائج بعد الفرز، الذي نقل بشكل مباشر على الصفحة الرسمية للحزب وأمام أعين الصحافة والإعلام، عن 31 عضوة وعضوا للمكتب السياسي، هم كالآتي:
> محمد توفيق أمزيان
تصوير: رضوان موسى