تطرقت الدكتورة والكاتبة نجاة النرسي في مداخلتها المعنونة بـ “تمثلات المؤنث في القصة المغربية القصيرة جدا.. مجموعة (ذكريات عصفورة) لحميد ركاطة نمودجا”؟ إلى النوع الاجتماعي كقوة مهيكِلة للخطاب الأدبي وكأداة قرائية للأعمال الأدبية.
وقاربت النرسي أثناء مشاركتها في الدورة الثالثة من ملتقى فاس للقصة القصيرة جدا، النصَّ المذكور مستندة على نقطتين أساسيتين، أوردتهما في مداخلتها في صيغة سؤالين:
أولا: كيف تَمثَّل النص(ذكريات عصفورة) في بنيته اللغوية والسردية أدوارَ المؤنث ووظائفه وخصائصه؟
ثانيا: إلى أي حد يمكننا استثمار مقاربة النوع الاجتماعي والدراسات الجندرية كأداة قرائية لفهم وتحليل التوزيع الثقافي للأدوار والدلالات المُسنَدة لكل من المؤنث والمذكر في الأعمال الأدبية؟
أحدثت نصوص مجموعة “ذكريات عصفورة” حسب رأي الناقدة، قلباً وتحويلا لبراديغم النوع الاجتماعي داخل البنية السرية، من التراتبية والخضوع إلى الندية، إذ وضعت نصوصُ حميد ركاطة طرفي النوع الاجتماعي في ندية كاملة وشراكة متساوية في الأعمال والأفعال، “الغواية والكيل والخيانة ليست لصيقة بالمؤنث كما هي في التمثلات التقليدية”.
وبهذا يكون النص الإبداعي موضوع الدراسة قد قدّم “خلخلةً لبراديغم النوع الاجتماعي، وتمييزا إيجابيا وانحيازا لصالح المؤنث”.
وجاءت “ذكريات عصفورة” حسب النرسي، لتصحح الوضع القديم للنوع في البنية السردية، منتهجة في ذلك استراتيجية العنونة، بإدراج عناوين بصيغة المؤنث: ذكريات عصفورة، قصة، حكاية، العرب… وكذا استراتيجية التناص مع الموروث السردي القديم الحامل للتمييز على أساس النوع، وشكلت مجموعة ركاطة في مقاربة الناقدة مرافعةً ضد ضعف المرأة وضعف ذاكرتها.
يشار إلى أن المداخلة المذكورة كانت في إطار ندوة القصة القصيرة جدا من منظور النوع الاجتماعي / قراءات في متون مغربية، المدرجة في برنامج اليوم الثاني من الدورة الثالثة من ملتقى فاس للقصة القصيرة جدا، التي احتضنها المركب الثقافي الحرية بفاس مطلع نونبر الجاري، ونظمتها جمعية مسارات للتنمية والمواطنة- فاس- بشراكة مع جمعية أكورا للثقافة والفنون، وبدعم من وزارة الثقافة، كما شارك فيها ثلة من المبدعين والنقاد: نزهة الغماري، أبو اسماعيل أعبو، حميد ركاطة، نجاة النرسي، ميمون مسلك، ميمون حيرش، حسن اليملاحي، أمينة برواضي، عيسى الناصري، عبد المالك أشهبون.. ومكرم الدورة القاص الكبير حسن البقالي.
أحمد شرقي