هل يكفي اعتراف العصبة الاحترافية لكرة القدم، بارتكاب خطأ فادح في قضية توقيف المدرب التونسي فوزي البنزرتي، لتنتهي بذاك فصول الحكاية؟…
سؤال يستمد مشرعيته من التأثير على مجريات الأحداث، ودرجة اهتمام الأوساط الرياضية بالموضوع، وما ترتب عن الملف من حالة استغراب تلاحق حيثياته، إلى درجة يمكن وصف موقف العصبة، بجهاز العبث، ويظهر -للأسف- عجزا واضحا في الاطلاع بدور حيوي، من المفروض أن يتصف بالاحترافية العالية…
فعبد السلام بلقشور الرئيس الجديد للعصبة، وهو الذي خلف مؤخرا سعيد الناصري بالمنصب، خرج بتصريح يعترف فيه علانية بارتكاب خطإ، ويقر بمسؤولية إدارة مؤسسة تشرف على تدبير بطولة احترافية، والخطأ المعلن نتج عنه ضحايا، وبجزاءات يحددها القانون المنظم.
ففريقا الرجاء البيضاوي وأولمبيك أسفي، وجدا نفسيهما أمام تبعات مشكل لا يتحملان مسؤوليته، لا من قريب ولا من بعيد، مشكل يعود سببه الأساسي إلى عدم القيام بالواجب، من طرف الإدارة المشرفة.
فالرجاء تعاقدت قبل بداية الموسم مع فوزي البنزرتي، وإدارة العصبة على علم بذلك، والأكثر من ذلك توصلت إدارة الفريق الأخضر برخصة المدرب، ليتأكد المصادقة على هذا التعاقد، فكيف أصبح هذا المدرب بقدرة قادر، في وضعية غير قانونية، والأكثر من ذلك مناقشة إمكانية خسارة نقط أول مباراة للفريق الأخضر، ببطولة هذا الموسم.
نفس الأمر بالنسبة لأولمبيك أسفي المتقدم باعتراض يقر القانون بأنه اعتراض مشروع، يسمح له بالاستفادة من نقط المباراة، فكيف يحرم من الفوز بالقلم، في مباراة حرم من الفوز فوق أرضيه الملعب، والسبب يعود لخطإ فادح من طرف حكم جد مرتبك.
خطأ العصبة الموقرة، تأكد أيضا بعدم إخبار إدارة الجامعة، ومن تم عدم وصول الإخبار لجهاز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبالتالي فإن هناك امتدادا دوليا، وتدويل ملف كان من المفروض أن يعالج داخليا.
خطأ يتولد عنه خطأ آخر… وهكذا دواليك، فكيف يمكن معالجة ملف، من الممكن جدا أن تكون له انعكاسات خارجية، في حالة تشبث الفريق المسفيوي بكامل حقوقه، وعدم الاقتناع بما صدر عن اللجنة التأديبية التي جاء في بلاغها “قبول الاعتراض من حيث الشكل، ورفضه من حيث المضمون”.
وفي حالة رفض الأولمبيك قرار اللجنة التأديبية، ولجوئه للأجهزة الدولية قصد الإنصاف، كالـ (فيفا) ومحكمة التحكيم الرياضي الدولية (طاس)، فإن الفضيحة ستكون دولية…
اعتراف العصبة بمسؤولية الخطأ، خلط كل الأوراق، وجعل الفريقين المعنيين في كفة واحدة، أي اعتبارهما ضحيتين، وبالتالي كيف يمكن معالجة الملف، والخروج بقرار يرضي الجميع، ولا نعتقد أن الأمر سينتهي، بتوقيف البنزرتي 6 مباريات ابتداء من الدورة الثالثة، خاصة في حالة تشبث الفريق المسفيوي بحقه في كسب نقط مباراته ضد الرجاء برسم الدورة الأولى.
فما هو الموقف الأخير الذي سيخرج به رجالات عبدة؟
>محمد الروحلي