اختتمت أشغال الاجتماع الثاني للمقاولين الفرنكوفونيين، الجمعة بأبيدجان (كوت ديفوار)، بحفل ترأسه رئيس الوزراء الإيفواري باتريك أتشي.
ونظم هذا اللقاء من قبل تحالف أرباب المقاولات الفرنكوفونيين والكونفيدرالية العامة بكوت ديفوار وبشراكة مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
واجتمعت 28 منظمة مقاولة من البلدان الفرنكوفونية، بما في ذلك الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في أبيدجان يومي 27 و28 أكتوبر في الاجتماع الثاني للمقاولين الفرنكوفونيين، وذلك بعد ستة أشهر من إنشاء تحالف أرباب المقاولات الفرنكوفونيين في تونس.
وشكلت هذه النسخة علامة فارقة للأشغال التي قامت بها المنظمة الجديدة ، والتي تم إنشاؤها لتعزيز التدفقات الاقتصادية في الفضاء الفرنكوفوني. ويحمل إنشاء هذا التحالف في طياته إمكانات قوية ويهدف إلى أن يصبح الذراع للمقاولات الفرنكوفونية.
وأعرب المقاولون بهذه المناسبة، عن إرادتهم في الاضطلاع بمهمة تعزيز تعاونهم الاقتصادي لتطوير تدفقات الأعمال بين دول شمال وجنوب الفضاء الفرنكوفوني على قدم المساواة.
وقالوا “كوننا متحدين بهذا الرأسالمال غير المادي الذي هو اللغة المشتركة وكذا من خلال أنظمة قانونية متقاطعة، فقوتنا تكمن في رافعات التأثير هذه وهي الاقتصاد وريادة الأعمال. إنها تشكل عوامل استقرار للاستثمارات ومستقبلا لشبابنا ، مما يمنحنا ميزة تنافسية”.
وأشاروا إلى أنه في عالم يتزايد فيه الاستقطاب، حيث يتزايد منطق التكتلات الإقليمية، فإنه “من الضروري والملح إيجاد جسور لتعزيز روابطنا وتكثيف قدرتنا التنافسية”.
وعبر حوالي عشر موائد مستديرة، ناقش المشاركون تعزيز المبادلات والاستثمارات في الفضاء الاقتصادي الناطق بالفرنسية، بهدف تحديد مقترحات ملموسة قابلة للتنفيذ بهذا الفضاء تهم مواضيع مختلفة مثل البنية التحتية، وحرية التنقل، والمسؤولية الاجتماعية للمقاولات والتمويل والتكوين المهني والتكنولوجيا الرقمية.
وشكلت هذه الورشات مناسبة لممثلي القطاع الخاص لتبادل الممارسات الفضلى وتنسيق عملهم وطرح مقترحات العمل بصوت واحد وذلك في أفق المنتدى الاقتصادي الذي سينعقد في جربة في نونبر المقبل، على هامش القمة الثامنة عشرة للفرنكوفونية.
وتتطلب العديد من هذه المقترحات دعم الحكومات. ويتعلق الأمر بالخصوص، بتعزيز حركة البضائع والأشخاص في الفضاء الفرنكوفوني حيث يعتبر إنشاء تأشيرة عمل فرنكوفونية ضرورة مطلقة. كما أنه من الضروري تكوين شباب الدول الأعضاء.
وأكد المشاركون في اللقاء أن الشباب هم مستقبل الفرنكوفونية، مشيرين إلى أنه يجب على الحكومات إنشاء إطار عمل مناسب للمقاولات من أجل تعزيز قابلية توظيف الشباب الخريجين ودعم المقاولات في تنظيم دورات تكوينية تتلاءم مع احتياجات سوق الشغل.
ودعوا أيضا، إلى انخراط حقيقي للدولة لتطوير بروز رواد وطنيين، مشيرين في هذا الصدد، إلى أن الفرنكوفونية الاقتصادية لديها القدرة على أن تصبح سوقا كبيرا لمشاريع البنية التحتية وللابتكار، وجذب المشاريع ذات التمويل المشترك، والشباب الذين تلقوا تكوينا في الأنظمة المتقاطعة.
وخلال حفل افتتاح الاجتماع الثاني للمقاولين الفرنكفونيين، سلطت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، لويز موشيكيوابو، الضوء على أهمية تعزيز الفرنكوفونية الاقتصادية.
وأكدت موشيكيوابو أن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي تدرك قوة الفضاء الفرنكوفوني في تنمية الاقتصادات، مع وجود 88 دولة على وجه الخصوص موزعة على خمس قارات، تعتزم تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء ودعم تنفيذ الإستراتيجية الاقتصادية للدولة.
وشددت على أن الفضاء الاقتصادي الفرنكوفوني يمثل سوقا هائلا وشبكة واسعة من الخبرات في مختلف القطاعات وفي قطاعات أخرى لا يزال يتعين تطويرها.
وشارك في أعمال هذا الاجتماع وفد مغربي مهم يمثل الاتحاد العام لمقاولات المغرب يقوده رئيس الاتحاد، شكيب لعلج.
وأكد لعلج بهذه المناسبة أن القطاع الخاص المغربي على استعداد للعمل يدا بيد مع نظرائه للاستثمار والمشاركة في مشاريع تسريع التنمية.