التكنولوجيا الفلاحية
أكد إطار مأذون له بمجموعة الشريف للفوسفاط، أن مجموعة OCP، باعتبارها شريكا تاريخيا للفلاحين، تظل بمختلف مكوناتها ملتزمة بقوة بجانب المنظومة الفلاحية من أجل تحرير القدرات الفلاحية ودعم تحولها بالمغرب وعلى نطاق أوسع بإفريقيا وبجميع أنحاء العالم.
وأبرز المصدر نفسه في تصريح خص به جريدة بيان اليوم، أنه حرصا منها على دعم التحول الرقمي والتكنولوجي في القطاع الفلاحي وبنهج تشاركي مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تعمل مبادرة المثمر التي تحظى بالدعم العلمي من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببن جرير، على مواكبة الفلاحين عن قرب في مختلف الأقاليم المغربية وذلك بتوفير مجموعة من العروض والخدمات المرنة والشاملة (تحاليل التربة، المنصات التطبيقية، برنامج الزرع المباشر، برنامج التكوين ودعم القدرات، الحلول الرقمية والتكنولوجية المبتكرة، قنوات متعددة للتواصل…) من أجل الاستجابة للتحديات التي تواجهها الفلاحة وإيجاد حلول جديدة ملائمة ومتاحة للجميع.
وأضاف الإطار نفسه، أن مبادرة المثمر بفضل تموقعها في منظومة البحث والابتكار بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تقدم عرضا متنوعا من الحلول الرقمية والتكنولوجية لصالح المنظومة الفلاحية بصفة عامة والفلاحين بصفة خاصة لدعم زراعة مسؤولة، مرنة ومستدامة.
الوحدة الذكية للسماد الممزوج
وأشار المتحدث نفسه، أنه من أجل ترشيد الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل للأسمدة مع الحفاظ على التربة، قامت مبادرة المثمر بإدخال تكنولوجيا «الوحدة الذكية للسماد الممزوج» منذ أواخر سنة 2018، موضحا أن هذه التقنية تهدف إلى إنتاج تركيبة سماد NPK الممزوج ملائمة ومشخصة لكل ضيعة وحسب احتياجات كل زراعة من العناصر المغذية، من أجل مردودية مستهدفة وذلك بناء على نتائج تحاليل التربة التي توفرها مبادرة المثمر بشكل مجاني للفلاحين من خلال مختبرات متنقلة في جميع أنحاء المملكة.
وتابع المصدر نفسه، أن هذا الحل التكنولوجي والذي يعتمد على نهج علمي، يمكن من توفير تغذية متوازنة تتكيف مع نوع الزراعة، إضافة إلى ترشيد تكلفة الإنتاج والرفع من المردودية، مشيرا إلى أنه بفضل تعبئة الشركاء مصنعي وموزعي الأسمدة في خلق شبكة من الوحدات الذكية للسماد الممزوج يوجد اليوم 50 نقطة بيع أسمدة NPK ممزوجة على المقاس في مختلف جهات المملكة وبالقرب من الفلاح.
وشدد المتحدث عينه، أن وضع هذه الوحدات الذكية للسماد الممزوج، بالتعاون مع الشركاء مصنعي وموزعي الأسمدة والمجمعين الوطنيين، مكن اليوم من إنتاج الأسمدة الممزوجة على المقاس للفلاحين وفي أقرب مكان ممكن لهم.
تطبيق @tmar
جاء في التصريح نفسه، أنه بالإضافة للمواكبة الميدانية التي يقوم بها طاقم المثمر للفلاحين بشكل يومي، حرصت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية من خلال مبادرة المثمر على توسيع الدعم المحلي لجميع الفلاحين وفي جميع أنحاء المغرب وذلك بإطلاق تطبيق @tmar في نونبر 2019 كأول تطبيق في الهواتف المحمولة لتقديم الإرشادات الزراعية في بلدنا بالمجان.
وأبرز الإطار بـ OCP أنه تم تصميم هذا التطبيق المغربي 100% وتطويره بالكامل من قبل الخبرة الفنية الوطنية، موضحا أنه يساعد الفلاحين على اتخاذ القرار في الوقت المناسب وفي أي مكان من خلال مجموعة من الخدمات (تتبع حقلي، تركيبة NPK، حالة الطقس، دكتور النباتات، محاكي الربحية، معلومات الأسواق وطلب التمويل)، مما يمكنهم من تحسين مردودية زراعتهم. فاليوم أكثر من 400 ألف فلاح يستخدمون حاليا هذا التطبيق ويستفيدون من خدمات المواكبة والإرشاد الفلاحي بالمجان.
ووعيا منها بأهمية سلاسل البيع والشراء القصيرة، عملت مبادرة المثمر وبالتعاون مع مدرسة الترميز الرقمي 1337، على تعزيز عرضها الرقمي بإطلاق تطبيق «تسويق» الجديد لتسويق المنتوجات الفلاحية.
ويهدف هذا التطبيق إلى ربط وانفتاح الفلاحين بسوق أوسع مع تسهيل عملية بيع وشراء المنتجات الفلاحية وذلك بتمكينهم من الاتصال المباشر بجميع المشترين المحتملين.
قنوات رقمية
بهدف مواكبة أكبر عدد من الفلاحين وجعل المعرفة العلمية في متناول الجميع، توفر مبادرة المثمر، حسب ما كشف عنه الإطار نفسه في تصريحه لبيان اليوم، مجموعة من القنوات الرقمية لتسهيل التواصل مع الفلاحين كالموقع الإلكتروني لمبادرة المثمر www.almoutmir.ma الذي يهدف إلى تمكين الفلاح والمنظومة الفلاحية من الحصول على المعلومات الخاصة بتطوير الفلاحة ببلادنا والتعرف على العروض المتاحة من طرف طاقم المثمر لخدمة الجميع. أيضا مجموعة من الكبسولات والمقاطع التعليمية على مستوى الراديو، يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي وذلك لتسهيل ولوج الفلاحين للمعلومة وتمكينهم من الرفع من قدراتهم وتعزيزها عن بعد.
وتمكن أيضا منصات التواصل الاجتماعي الفلاحين، حسب المتحدث نفسه، من التعرف على مختلف أنشطة المثمر التي يقوم بها في الميدان مع القيام بندوات وتكوينات عن بعد وعلى المباشر بتأطير من خبراء في الميدان من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببن جرير مع الإجابة على أسئلة الفلاحين المطروحة بطريقة آنية، كما يتم النقل المباشر لعدة أنشطة كالمدارس الحقلية وآلية المثمر المتنقلة.
هكذا، تسعى الحلول المتاحة إلى الاستجابة إلى احتياجات الفلاحين وفي مختلف المراحل الزراعية وتزود الفلاحين بالمعلومة والتقنية الملائمة في الوقت المناسب مما يمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة مع تتبع مسار تقني معقلن للرفع من الإنتاجية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأشار الإطار المأذون له بمجموعة الشريف للفوسفاط، إلى أن آلية المثمر ومن موقعها في منظومة الابتكار في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تدعم الحلول الرقمية إيمانا منها بالدور الفعال الذي تلعبه في استقطاب الشباب وتشجيعه على الانخراط والاستثمار في المجال القروي. كما أن التكنولوجيا الرقمية تلعب دورا هاما في ضم المرأة القروية إلى الجهود المبذولة من أجل تمكينها من الانخراط جنبا إلى جنب مع الرجل للنهوض بالعالم القروي وخلق قيمة مضافة.