أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بنيويورك، أن المغرب سيستخلص الاستنتاجات اللازمة، بناء على النتائج “الملموسة” للتحقيقات التي تجريها الشرطة القضائية بخصوص الانفجارات الأربعة التي وقعت ليلة السبت إلى الأحد بمدينة السمارة، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة. وأكد هلال، في معرض رده على سؤال خلال ندوة صحفية الاثنين، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار رقم 2703 الذي يقضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد، أن “المغرب بلد يحتكم إلى القانون. نحن الآن في طور التحقيق الجاري وجمع المعلومات. ننتظر ما سيسفر عنه هذا التحقيق من خلاصات ثابتة وحينها سنقوم بالرد”. وذكر بأن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون أعلن عن تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، موضحا أنه عهد لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة. ولاحظ السفير أن هذه الانفجارات الأربعة، كما أوردت ذلك الصحافة الدولية والقنوات الإذاعية، وقعت في المدينة الروحية للصحراء المغربية، مدينة ماء العينين، القائد البارز للمقاومة ضد الاستعمار الإسباني. وأوضح هلال، مستندا على صور تظهر أن مدينة السمارة لا تضم أي منشأة عسكرية، أن الانفجارات الأربعة وقعت في منتصف الليل في “مدينة معروفة بهدوئها وبجودة العيش فيها، وخصوصا بالسلوك السلمي لساكنتها”، مسجلا أن الانفجارات وقعت في المحيط ذاته، إذ حدث الانفجار الأول بالحي الصناعي، والانفجاران الثاني والثالث بحي السلام، أما الرابع فوقع في حي الوحدة. وأعرب عن أسفه لوفاة الشهيد الشاب حمزة، الذي كان في ربيعه الـ23، والذي لا يقطن بهذه المدينة، وإنما قدم إليها من أجل التقدم لخطبة ابنة خالته. وأضاف أن الشاب “كان يقطن في فرنسا في مدينة تارب. لقد جاء ليبني مستقبله مع الشابة التي اختارها. لكن للأسف، القدر، بل بالأحرى أولئك الذين خططوا لهذه التفجيرات الجبانة والدنيئة ونفذوها، شاؤوا غير ذلك”. كما أعرب عن أسفه لإصابة الجرحى الثلاثة، اثنان منهم في حالة خطيرة وما يزالون في قسم المستعجلات بمستشفى العيون. وأوضح السفير أنه فور وقوع هذه الانفجارات، تم إخطار بعثة المينورسو، التي لها مراكز مراقبة في السمارة. وعاينت عناصر البعثة الأممية أن الانفجارات وقعت في أحياء مدنية، ومنازل يقطنها المدنيون، مخلفة مقتل وإصابة مدنيين. وأضاف أنهم “سيقدمون تقريرهم إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة”. وتطرق السفير إلى جملة من الدلائل “الدامغة”، والتي ينحو العديد منها في الاتجاه ذاته، مستدلا بالبيان الرسمي الذي نشرته جماعة “البوليساريو” الانفصالية المسلحة. وأبرز أن “البيان رقم 901 يشير إلى أن +جيش التحرير الصحراوي+ المزعوم استهدف ثلاث مناطق: المحبس، والسمارة، والفارسية”، مضيفا أن المليشيات الانفصالية تتحدث عن انفجارات ومقذوفات أطلقتها ليلة السبت إلى الأحد. وتابع هلال بالقول إن الدليل الثاني يتمثل في أن القنوات الإذاعية والتلفزيونية ووكالات الأنباء العالمية نسبت هذه التفجيرات إلى “البوليساريو”، التي لم تنكر هذه الوقائع. و”في غياب أي نفي من جانبها، فإن كل المعطيات تحملها المسؤولية وتشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن صمتها يؤكد أن ميليشياتها هي التي تقف وراء هذه التفجيرات”. وسجل السفير هلال أيضا، أنه بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فإن أي هجوم أو استهداف للمدنيين والمناطق المدنية يمثل “عملا إرهابيا وعملا حربيا”. وأوضح أن هذه التفجيرات التي خلفت شهيدا واحدا وأحزنت المغرب بأكمله، لن تمر دون عقاب، مؤكدا أن على مرتكبي هذه التفجيرات “أن يتحملوا مسؤوليتهم القانونية والسياسية أيضا. ليس فقط أولئك الذين نفذوا هذه الهجمات، بل أيضا أولئك الذين يقفون وراءهم، ويحتضنونهم، ويزودونهم بالصواريخ والكاتيوشا وقذائف الهاون”. وأضاف أن “أي انفجار يخلف آثارا وأدلة تقنية. وهو ما سيمكن المغرب من تقفي أثره”. وقال الدبلوماسي إن “المغرب سيستنتج الخلاصات وما يترتب عنها من القرارات الواجب اتخاذها”. وقال “ننتظر أن تصدر الأمم المتحدة تقريرها حتى يعلم الجميع من يستهدف المدنيين، ومن يقتل الأبرياء، ومن يزعزع استقرار المنطقة، ومن يخاطر بالتسبب في تأجيج الوضع والمآسي”، مؤكدا أن المغرب يثق في متابعة الأمم المتحدة لهذا العمل الإرهابي المشين والمدان.
***
الولايات المتحدة تجدد تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء
جددت الولايات المتحدة، بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تأكيد دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي، باعتباره مقاربة “جادة وذات مصداقية وواقعية” من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في مداخلة عقب تصويت أعضاء مجلس الأمن، على القرار 2703 الذي يجدد ولاية المينورسو حتى 31 أكتوبر 2024، إن الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعيا. وأعربت الدبلوماسية عن سعادة الولايات المتحدة “بتجديد مجلس الأمن تأكيد دعمه للمبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا والمينورسو من خلال اعتماد هذا القرار”. وأشارت إلى أن مجلس الأمن “بعث برسالة واضحة مفادها أن علينا تكثيف الجهود للمضي قدما، دون مزيد من التأخير، نحو تسوية دائمة” لقضية الصحراء. وقالت: “ندعو، مجددا، جميع الأطراف إلى الانخراط في الحوار بحسن نية مع المبعوث الشخصي والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم”. وفي تحذير لميليشيات “البوليساريو” الانفصالية المسلحة، أبرزت الدبلوماسية الأمريكية ضرورة احترام حرية حركة المينورسو والحفاظ على سلسلة لوجستية وإمدادات آمنة ومنتظمة لمواقع فرقها. وقرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، مجددا تكريس سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل طي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وجددت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة، في هذا القرار الجديد، تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في سنة 2007، باعتبارها أساسا جادا وذا مصداقية من شأنه وضع حد لهذا النزاع، كما تنص على ذلك قرارات مجلس الأمن.
***
فرنسا تجدد تأكيد “دعمها التاريخي والواضح والثابت” للمخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء
جددت فرنسا، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تأكيد “دعمها التاريخي والواضح والثابت” للمخطط المغربي للحكم الذاتي. وقال السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، الاثنين، “أذكر بدعم فرنسا التاريخي والواضح والثابت للمخطط المغربي للحكم الذاتي. هذا المخطط مطروح على الطاولة منذ سنة 2007. وقد حان الوقت الآن للمضي قدما”، وذلك عقب تصويت بلاده لصالح القرار رقم 2703 الذي قرر مجلس الأمن بموجبه تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد. ويكرس هذا القرار، مرة أخرى، سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي، لطي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وأشار دو ريفيير إلى أن “فرنسا تشيد باعتماد هذا القرار الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد”، مذكرا بدعم بلاده “التام” لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة “بهدف استئناف عملية الموائد المستديرة”. وأضاف الدبلوماسي أن فرنسا “تشجع جميع الأطراف على الانخراط بهدف التوصل إلى حل عملي وواقعي ودائم وقائم على التوافق”. وبعد أن نوه بعمل المينورسو التي “تضطلع بدور رئيسي في استقرار المنطقة وتساهم في توفير شروط استئناف المشاورات السياسية”، ذكر الدبلوماسي الفرنسي بقلق بلاده إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار. وفي رسالة واضحة لميليشيات “البوليساريو”، التي استنكر الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير انتهاكاتها والعراقيل التي تفرضها، دعا السفير الفرنسي “المسؤولين عن هذه الانتهاكات إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار من أجل تيسير مواصلة العملية السياسية”. وانتقد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة، في تقريره السنوي الأخير إلى مجلس الأمن حول الصحراء، انتهاكات “البوليساريو” والعراقيل المستمرة التي تفرضها على حرية التنقل والأنشطة العملياتية واللوجستية للمينورسو. وأدان غوتيريش القيود التي تفرضها “البوليساريو” والتي تمنع البعثة الأممية من ضمان استمرارية سلسلة الخدمات اللوجستية وتأمين الإمدادات لمواقع فرقها، محذرا من أن هذه العراقيل تهدد بشكل مباشر قدرة المينورسو على الحفاظ على وجودها الميداني.
***
الإمارات العربية المتحدة تؤكد دعمها الثابت للمغرب ولسيادته على كامل الصحراء المغربية
جددت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي بنيويورك، تأكيد دعمها الثابت للمغرب ولسيادته على كامل الصحراء المغربية، مشددة على عدم المساس بوحدته الترابية. وأبرز نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، عقب التصويت الاثنين على قرار مجلس الأمن رقم 2703، الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، أن “دولة الإمارات تؤكد على دعمها الثابت للمملكة المغربية وسيادتها على كامل الصحراء المغربية ونشدد على عدم المساس بوحدتها الترابية”. وأبرز في هذا الصدد، أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب والتي وصفتها قرارات مجلس الأمن منذ 2007 بأنها تتسم بالجدية والمصداقية، ت عد هي الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم وعملي ومتوافق عليه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. كما أعرب عن تطلع بلاده إلى مواصلة الأمم المتحدة جهودها البناءة من أجل التوصل إلى حل “لهذا الوضع المستمر منذ عقود”، بما سيساهم في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة التي تعاني من تحديات عديدة. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشيد باعتماد هذا القرار، وتعرب عن الشكر للولايات المتحدة بصفتها حامل القلم وكذا لأعضاء المجلس على انخراطهم البناء خلال المفاوضات. وسجل الدبلوماسي أن الإمارات العربية المتحدة صوتت لصالح هذا القرار لتوازن نصه وشموليته، ولأخذه بعين الاعتبار التطورات المهمة التي طرأت على هذا الملف منذ العام الماضي، لاسيما المشاورات غير الرسمية التي أجراها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا. وأشار إلى أن القرار الجديد الذي تم اعتماده يبرز دعم مجلس الأمن المستمر للمينورسو ولجهود المبعوث الشخصي، الرامية لإحراز تقدم في العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة. وأكد الدبلوماسي الإماراتي، في هذا الصدد، على ضرورة مواصلة دعم جهود المبعوث الشخصي بهدف تمهيد الطريق أمام إعادة إطلاق المفاوضات، معتبرا أن استئناف صيغة اجتماعات الموائد المستديرة بمشاركة كافة الأطراف سيساهم في كسر الجمود السياسي. وشدد أبو شهاب على أن السماح للمينورسو بإعادة تموين مواقعها بشكل مستدام يعد أمرا ضروريا لتمكين البعثة من تنفيذ ولايتها بشكل فعال، مشيدا في هذا السياق بتعاون المغرب مع المينورسو والتزامه بوقف إطلاق النار. كما سجل أنه على ميليشيا “البوليساريو” الانفصالية التعاون بشكل كامل مع البعثة الأممية، وإزالة كافة القيود التي تؤثر على عمل البعثة، والعودة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.