مرة أخرى، VAR والمخرج التلفزي…

كرست فرق شمال إفريقيا سيطرتها السنوية على المسابقة الخاصة بالأندية، وذلك بوصول أربعة كبار لنهايتي عصبة الأبطال والاتحاد الإفريقي…
ففي غياب الوداد الجريح، والذي تعود على التألق والمنافسة على الألقاب، والوصول إلى الأدوار المتقدمة، تمكنت أندية مصر تونس والمغرب، من فرض حضورها، وحصر التنافس فيما بينها، كالأهلي والزمالك من مصر، والترجي التونسي، ونهضة بركان المغربي…
إلا أن هذه القيمة التي تشكلها كرة القدم بشمال القارة، تواكبها للأسف ممارسات غير رياضية، تعكر الأجواء العامة، وتجعل المواجهات مشحونة ومتوترة، وغالبا ما تنتهي بتفاعلات، واتهامات وردود فعل غاضبة…
تابعنا جميعا تداعيات، ما أصبح يصطلح عليه بقضية «قميص بركان»، تداعيات ما تزال مطروحة حتى الآن، كإشكال حقيقي أمام أنظار أجهزة التحكيم الدولية، مما شكل وصمة عار في جبين كرة القدم بالقارة السمراء، كما شكلت تدخلا سافرا للحسابات السياسية في المجال الرياضي…
مساء أول أمس الأحد، وقفنا على مشهد آخر مؤسف، ضرب في الصميم الروح الرياضية العالية، وطعن مبدأ تكافؤ الفرص، مشهد كان بطله مرة أخرى طاقم التحكيم، بما في ذلك غرفة تقنية حكم الفيديو «الفار» (VAR)، وأيضا المخرج التلفزي الذي خرج مرة أخرى عن النص، وجعل من المهمة التي يتحملها، وسيلة لمصادرة الحقيقة، مع سبق الإصرار والترصد…
فخلال مواجهة إياب نهائي كأس (الكاف) بين الزمالك ونهضة بركان، مارس المخرج التلفزي رغبته في إخفاء الحقيقة كاملة، وفضل عدم الرجوع للقطات المثيرة للجدل، ومنها لقطة الدقيقة 63، بعد التدخل الخشن لمدافع الزمالك ضد المهاجم البركاني خيري، وعدم احتساب ضربة جزاء، كان من الممكن أن تقلب الكفة لصالح الفريق البركاني…
وكما هو معروف أن للقنوات المصرية تاريخا غير مشرف في مثل هذه الأحداث، وأكبر دليل ما سبق أن وقع لحسنية أكادير ضد الزمالك أيضا، بعد أن تغاضى الحكم عن احتساب هدف صحيح للسوسيين ضد المصريين، كما تم تسجيل نفس الخرق المهني، خلال مباراة الأهلي ضد الرجاء، حيث تم احتساب ضربة جزاء خيالية لصالح نادي القرن، وتعمد المخرج التلفزي عدم إظهار الحالة من مختلف الزوايا…
ومن حسن الحظ ظهور لقطة محايدة بعيدة عن رقابة المخرج التلفزي البئيس، أظهرت بعد نهاية المواجهة أن الكرة اصطدمت برجل مدافع الرجاء، وليس بيده، لكن هذه الحقيقة الكاملة، ظهرت بعد فوات الأوان، إلا أنها شكلت إدانة حقيقية لهذا المخرج الذي لا يحترم مهنته… من حق الفريق البركاني أن يحتج ليس على مستوى ما يقوم به مخرجو القنوات التلفزية المصرية، من سلوك يضرب في الصميم شرف المهنة، ولكن أيضا يحتج على طاقم التحكيم وبصفة طاقم «الفار»، فحكام غرفة الفيديو يتعاملون وكأن لا دور لهم، أو أنهم غير موجودين بالمرة، حيث تم إلغاء الدور المطلوب منهم، كعامل مساعد ينصف المتبارين، ويتعامل مع الجميع على مسافة واحدة… ومرة أخرى تطرح نفس الإشكالات، على مستوى أجهزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، سواء فيما يخص الدور المريب الذي يلعبه بعض الحكام، وكيف يتم تغييب دور «الفار»، بطريقة تبدو متعمدة، كما أن الأشكال يطرح بخصوص النقل التلفزي، فهذه التظاهرة تعود بالدرجة لـ (الكاف) ومن المفروض أن يكون لها تدخل حاسم في طريقة نقل المباريات، والدور المطلوب من كل الأطقم التقنية وبالدرجة الأولى، المخرج، حتى لو تطلب الأمر التعاقد مع مخرجين أجانب، تتوفر فيهم خصلة الحياد، وتقدير الواجب المهني، بعيدا عن تأثيرات خارجية…

>محمد الروحلي

Related posts

Top