يعقد اليوم فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم جمعه العام، جمع عام وحسب بلاغ المكتب المسير؛ يتضمن شقين، واحد عادي وآخر استثنائي.
وتعرف أشغال هذا الجمع استقالة الرئيس عزيز البدراوي ومن معه، بعد حوالي سنة من تحمله المسؤولية، ليفسح المجال لانتخاب رئيس جديد، من بين المرشحين اللذين تقدما بلائحتيهما، وهما سعيد حسبان ومحمد بودريقة…
وعليه، فإن الرجاء سيعرف عودة أحد رئيسين سبقا أن تحملا المسؤولية؛ ولكن بنسب متفاوتة وظروف مختلفة تماما، من حيث السياق والفترة الزمنية…
فبودريقة سبق أن تحمل المسؤولية لمدة خمس سنوات، من سنة 2012 إلى 2016، تميزت بتحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية منها المشاركة التاريخية بكأس العالم للأندية سنة 2013، لكنها عرفت اختلالات كبيرة ومشاكل لا تعد ولا تحصى، حيث سقط الفريق في أزمة مالية طاحنة وصلت إلى حدود الإفلاس لازال النادي يعاني من تبعاتها المدمرة إلى الآن.
بعد الهروب المثير لبودريقة من منصب المسؤولية، جاء بعده حسبان، قضى سنتين، لم ينعم خلالها بالهدوء المطلوب، حاول تجاوز الأزمة، لكنه عجز عن إيجاد الحلول، ورغم ذلك استطاع قيادة الفريق نحو مرحلة مواتية، سمحت بتقلد جواد الزيات المسؤولية من بعده، في ظروف لا نقول جيدة، ولكن أقل ضراوة من سابقاتها.
والآن، على المنخرطين الاختيار بين الرجلين مصحوبين بلائحتيهما، وهي مهمة ليست سهلة، لكونها تتطلب الكثير من الجرأة وصواب القرار، لأن الظرف الذي يمر منه النادي ظرف دقيق، ولم يعد يقبل بالتجارب الفاشلة، تجارب حولت هذه القلعة الكبير بتاريخها ورصيدها الغني وقاعدتها الجماهيرية، إلى مجرد اسم كبير تتقاذفه الحسابات الخاصة، والأجندة غير البريئة…
فما يسمى بـ «برلمان» الرجاء أمام مسؤولية تاريخية، تتطلب اختيار من هو الأفضل لقيادة الفريق في المرحلة القادمة، مرحلة تتطلب تظافر جهود فعاليات الرجاوية من مختلف المشارب والقطاعات…
ففي غياب الإجماع المطلوب ستبقى الرجاء بدون أدنى شك، عرضة للهزات والتقلبات وتضارب المصالح، فالعائلة الرجاوية كبيرة وتضم كفاءات من مستوى عال، تنتظر فقط من يعمل على جمع طاقاتها وراء مشروع طموح، متكامل ومندمج، قادر إعادة التوهج لناد كثيرا ما حقق نتائج كبيرة وطنيا قاريا ودوليا…
الكرة بمرمى المنخرطين…
>محمد الروحلي