أبعدوا السماسرة عن رحيمي

فجأة شن السماسرة سهامهم نحو هدف جديد، والوجهة هذه المرة، ليست سوى لاعب فريق الرجاء البيضاوي سفيان رحيمي، الهداف الصاعد الذي يقدم حاليا مستويات لافتة مع المنتخب المحلي، المشارك حاليا بمنافسات كأس أمم أفريقيا للمحليين بالكامرون.
والأكيد أن السماسرة لا يهمهم مستقبل اللاعب، ولا مساره الرياضي، والغرض الأساسي يبقى هو الحصول على النسبة، والاستفادة الشخصية، كما سبق أن ألمح الى ذلك رئيس الجامعة فوزي لقجع، خلال حفل الاستقبال الذي خصص لمنتخب أقل من 20 سنة، بمناسبة التأهيل لكأس أمم إفريقيا الخاص بهذه الفئة بموريتانيا
رئيس الجامعة قدم نصيحة أبوية او أخوية، انطلاقا من قناعة شخصية، تتجلى في ضرورة التركيز على تطوير اللاعبين الصغار، لمستواهم الرياضي وعدم الالتفات للإغراءات، والانسياق وراء مساومات السماسرة.
رشيد الأندلسي رئيس فريق الرجاء البيضاوي، كان محقا عندما أعلن صراحة أن إدارة ناديه، لن تتخلى عن سفيان رحيمي قبل نهاية الموسم، مع النفي القاطع لكل ما يروج بشأن انتقاله لنادي العين الإماراتي.
الأندلسي وصف الأخبار التي تحدثت عن التوصل إلى اتفاق مع العين بغير الصحيحة، وأن جميع العروض التي توصلت بها إدارة الرجاء تم رفضها بالمطلق، موضحا أن مناقشة هذا الانتقال سابقة لأوانها، كما أن القيمة المالية لهداف الرجاء والمنتخب، تتجاوز بكثير المبلغ الرائج بقوة بمواقع التواصل الاجتماعي.
في نفس الإطار، جاءت أخبار قادمة من محيط اللاعب، تقول إن رحيمي لا يفكر حاليا في الانتقال لنادي آخر، وأن تركيزه حاليا منصب على منافسات “الشان”، كما أنه يرغب في المشاركة بنهائي كأس محمد السادس للأندية البطلة، أمام اتحاد جدة السعودي، بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
“سير ضبر على راسك” هي الجملة المتداولة في حالة سفيان رحيمي وغيره، وغالبا ما تقدم كنصيحة لكل لاعب تحول إلى هدف مباشر، لكن هذه النصيحة الملغومة، وراءها ما وراءها من أهداف تجارية محضة، دون مراعاة المستقبل الرياضي، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بلاعب واعد مثل ابن الحاج “يوعري”، الذي برز بقوة منذ موسمين، ليصبح هدفا مباشرا للوكلاء والسماسرة، مع أن التفكير يجب أن يراعي مصلحة اللاعب من كل الجوانب.
وحسب مصادر صحفية، فإن العرض المقدم حاليا هو من طرف العين الإماراتي، وهذا ما يتعارض مع مصلحة اللاعب بالدرجة الأولى، والذي ينتظره مستقبل واعد، نظرا لصغر سنه، وإمكانياته التقنية، والانتقال للدوريات غير الخليجية، يمكن أن يفتح أمامه آفاق أخرى، يتكامل فيها الرياضي بالمادي، وأن التضحية بالاستفادة المالية الآنية، يمكن تعويضه في القادم من الأيام.
مما لا جدال فيه أن مهنة الوكيل لها دورها ووظيفتها وقوانينها، لكن الاختلاف يكمن في الجوهر، فمن المفروض أن يراعي الوكيل في عمله مصلحة اللاعب ومستقبله، وضمان انتقاله لفريق أو دوري يفتح أمامه آفاقا كبيرة، أما العروض الخليجية فغالبا ما تقدم للاعبين متقدمين في السن، لم يعد أمامهم متسع من الوقت للتطور، كما لا يسعفهم العمر للبحث عن آفاق رياضية أخرى.
نحن نتحدث هنا عن وكلاء اللاعبين الرسميين المعتمدين، وليس السماسرة، أو ما يصطلح عليهم بـ “الشناقة” الذين يجب محاربتهم بلا هوادة.

>محمد الروحلي

Related posts

Top