أصيب 25 من رجال القوات العمومية و22 مدنيا، وتم اعتقال 5 نساء، في مواجهات عنيفة بجماعة السكامنة التابعة ترابيا لدائرة ابن احمد، بإقليم سطات، أول أمس الأربعاء، على إثر مواجهات عنيفة بين ساكنة دوار البيرات الذين يرفضون قيام تعاونية تدعى “التعاونية الفارسية” بعملية الحرث على أرضهم.
واستعملت في هذه المواجهات كل أنواع الأسلحة البيضاء، وامتدت ساحتها إلى داخل بيوت سكان الدوار بعد ملاحقتهم من قبل القوات العمومية وأعضاء التعاونية، مما رفع حصيلة الضحايا الذين نقلوا، بعد عودة الهدوء، إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات، وإلى المستوصف القروي ثلاثاء أولاد فارس.
وتعود أسباب الحادث إلى تدخل القوات المساعدة والدرك الملكي من أجل تأمين عملية الحرث التي كان سيقوم بها أعضاء التعاونية الفارسية بالمنطقة المسماة “الحجرة البيضاء”، والتي تبلغ مساحتها حوالي 2247 هكتار.
ففي حدود الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الأربعاء، وقبل القيام بعملية الحرث، جند أعضاء التعاونية الفارسية أكثر من 200 عنصرا من القوات المساعدة والدرك الملكي بسطات، تحسبا لمعركة حامية الوطيس مع ساكنة دوار “البيرات” ودواوير أولاد عياد الذين يتشبثون بملكيتهم للأرض، وسبق لهم أن دخلوا في نزاعات طويلة مع التعاونية لازالت تشكل ملفا ساخنا لم يحسم فيه القضاء بعد.
وقد كان تخمين التعاونية صائبا، إذ، وفي حدود الساعة الثامنة صباحا، وبمجرد إدارة محركات الجرارات، سارعت ساكنة دوار البيرات إلى منع العجلات عن الدوران، ليتدخل رجال الأمن، وتشتعل “حرب” استعملت فيها كل أشكال المقاومة من عصي وحجارة وإشعال نيران.
بيان اليوم التي تابعت فصول هذه المواجهة، اتصلت بخالد رقيب، مدير المستشفى الإقليمي بسطات، الذي أوضح أن المصابين تلقوا جميع الإسعافات والفحوصات الضرورية، وتبين أن بعضهم جروحهم خفيفة، في انتظار نتائج بعض الفحوصات بالأشعة لشخصين من المحتمل أن يكونا قد أصيبا بكسور، مشيرا إلى أن الحالات الباقية لا تشكل أي خطورة، وأن العملية تسير بشكل جيد، نافيا أن يكون المستشفى قد استقبل أي مصاب من المدنيين، إلى حدود الساعة.
تجدر الإشارة إلى أن الأرض الفلاحية التي جرت فوقها المواجهات، نواحي ابن أحمد، تعرف صراعا بين أعضاء “التعاونية الفارسية” ودوار “البيرات” منذ مدة طويلة، وصلت ملفاتها، في وقت سابق، إلى ردهات المحاكم بالدائرة القضائية سطات، وجرى اعتقال بعض الأشخاص من سكان الدواوير المجاورة. ويعتبر أعضاء التعاونية أنفسهم مالكين للأرض موضوع النزاع بواسطة عقود ملكية، في حين يرى السكان أن الأرض سلالية تعود إلى أصولهم.
سطات: عبد النبي الطوسي