“اعسيلة”.. من حي نيكولا إلى المجد مع “الأسود” (الجزء 1)

نجوم رياضية ساطعة

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

حسن أمشراط أو كما يعرفه متتبعو كرة القدم المغربية بـ”اعسيلة”.. لاعب مغربي من مواليد مدينة المحمدية في سنة 1947.. برع وتميز بفريق شباب المحمدية في فترة جيل ذهبي وكون مع أحمد فرس ثنائيا لا يقهر..
بدأ “اعسيلة” مداعبة كرة القدم بين أزقة وشوارع حي نيكولا بالمحمدية، ليتم بعد ذلك إلحاقه بمدرسة شباب المحمدية، من قبل الراحل عبد القادر أيت أوبا في سنة 1964، إذ تدرج في كل الفئات السنية للفريق الفضالي، قبل أن يلتحق بالفريق الأول سنة 1969 الذي استمر معه إلى غاية موسم 1984..
ويعود لقب “اعسيلة” إلى كون أن مؤهلاته التقنية والفنية كان تشبه في ذلك الوقت لاعبا كان يمارس بنادي الوداد الرياضي.. مدرب كان اسمه “الزوين”، دائم التواجد بدوريات فرق الأحياء بمدينة الزهور، كان له الفضل في إعطاء لقب “اعسيلة” الذي ظل لصيقا معه منذ بداية وحتى نهاية مشواره الكروي، سواء مع شباب المحمدية والمنتخب الوطني المغربي الأول..
مسار “اعسيلة” مع شباب المحمدية كان مليئا بالإنجازات الفردية والجماعية، إذ حقق معه لقب كأس العرش سنة 1975، حين فاز في المباراة النهائية أمام اتحاد سيدي قاسم بهدفين نظيفين، وقبلها سنة 1972 حين تم منح اللقب مناصفة مع فريق الجمارك، بعدما ألغيت المباراة النهائية بسبب بعض الأحداث الطارئة التي عاشها المغرب آنذاك..
وقاد “اعسيلة” شباب المحمدية إلى التتويج بكأس “السوبر” بعد تسجيله لهدف الانتصار، في النسخة الوحيدة في تاريخ كرة القدم المغربية التي أقيمت في مدينة العيون، شهر مارس من سنة 1976، حيث فاز خلالها أمام مولودية وجدة بهدف نظيف، تحت قيادة المدرب الراحل عبد القادر الخميري.
مسيرة التألق تواصلت، إذ توج الراحل حسن أمشراط الذي توفي سنة 2023، عن عمر ناهز 76 سنة، بلقب هداف البطولة الوطنية سنة 1976 (17 هدفا)، وبدرعي البطولة الوطنية موسم 1979-1980، وبطولة المغرب العربي 1973، ليصبح بذلك “اعسيلة” أحد نجوم شباب المحمدية الذين قادوا الفريق إلى المجد، بتحقيق العديد من الألقاب الوطنية..
مستويات وأهداف وتمريرات “اعسيلة” مع الفريق الفضالي، جعلته يطرق باب المنتخب المغربي الوطني ويصبح واحدا من الركائز الأساسية لأزيد من 8 سنوات (1971-1979)..
مسار حافل توجه حسن أمشراط بكأس الأمم الإفريقية سنة 1976 التي أقيمت بإثيوبيا، إضافة إلى تتويجه بالميدالية الذهبية، خلال بطولة الألعاب العربية بدمشق، الشيء الذي جعل منه ثالث هداف للمنتخب المغربي على مر التاريخ، بعد كل من أحمد فرس وصلاح الدين بصير.
(يتبع)

 إعداد: عادل غرباوي

Top