جدل حول سلامة لحوم الأضاحي

على إثر إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد لهذه السنة، بادر عدد من مربي الأغنام والكسابة إلى طرح قطعانهم للبيع في الأسواق، لتنتشر بعد ذلك فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من استهلاك لحوم هذه الحيوانات خلال هذا الوقت بالذات لكونها تشكل خطرا على صحة المستهلكين، منبهة، إلى أنها كانت تعطى أدوية ولقاحات لتحسين جودتها والزيادة في أوزانها خلال فترة التسمين استعدادا للأضحى، وهي حاليا تحتاج لفترة زمنية لا تقل عن 60 يوما للتخلص من أثر هذه اللقاحات والأدوية، من بينها مضاد حيوي “شوتابين”، وهو ينتمي إلى مجموعة البنسلين طويل المفعول ويستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية.
في هذا السياق، أفاد رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، بأن جميع اللقاحات لا تؤثر على صحة الإنسان بعد تناوله لحوم حمراء أو بيضاء ناتجة عن ذبح الحيوان وتهييء لحومه.
وأوضح بوعزة الخراطي في تصريح لبيان اليوم، أن من بين الأدوية، المضادات الحيوية والتي تتطلب الحفاظ على الحيوان حيا لفترة زمنية، إلى أن يصبح مستوى رواسب المضاد الحيوي مقبول ومطابق لما تسمح به القوانين الدولية.
وتابع الخراطي أن الأدوية المستعملة عند الحيوان، وإن لم تحترم هذه المدة الزمنية، فإنه يترتب عنها عند بعض الأشخاص، رد فعل مرتبط بالمناعة أو يتسبب في مقاومة الباكتيريا لنوع الدواء، مشيرا في هذا الإطار إلى أن العلاج الذي تم تداوله كمسبب للسرطان، غير صحيح، ولكن، يوضح رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك “لأنه متكون من جزئيتين من البينيسيلين وجزيئة واحدة من الستربطوسين، فإن البينسيلين معروفة بأضرارها عند الإنسان وخاصة من لهم حساسية”.
وأكد الخراطي، على أن المدة الزمنية التي يجب احترامها هي شهرين، غير أنه شدد على أن هذا الدواء غير مرخص لاستعماله عند الأغنام، واستعماله يعد مخالفة تستوجب المتابعة، محذرا في هذا الصدد من الذبح السري أو غير الخاضع للمراقبة الصحية البيطرية، ومحملا المسؤولية للمستهلك عند اقتنائه لحوم غير مراقبة.
من جانبه، نفى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” وجود مواد كيماوية خطيرة في لحوم الأغنام، مشددا على خلوها من أي بقايا أدوية بيطرية. وأكد نفس المصدر، أن الأدوية البيطرية، يتم وصفها واستخدامها حصريا من قبل الأطباء البياطرة بعد التشخيص المسبق لأي حالة مرضية وتحديد الدواء البيطري المناسب، وذلك وفقا للقوانين المعمول بها.
أما بالنسبة للقاحات، فقد أوضح المصدر ذاته أنها مواد بيولوجية مخصصة لوقاية الحيوانات من الأمراض وتعزيز مناعتها، وأنها لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان أو الحيوان أو البيئة، مبرزا أنه يتم استخدامها فقط من قبل المصالح البيطرية التابعة لأونسا والأطباء البياطرة الخواص في إطار برامج الوقاية من الأمراض الحيوانية.
وفيما يخص المضادات الحيوية، أكد المكتب أنها تستخدم فقط في حالات خاصة وعند الضرورة من قبل الأطباء البيطريين بعد تشخيص المرض، مشددا على أنه لا يتم استخدامها لأغراض وقائية في أي حال من الأحوال.
وخلص إلى أن الحيوانات الموجهة للاستهلاك تخضع لمراقبة صحية يومية بالمجازر على الصعيد الوطني من قبل المفتشين البياطرة، وأن المراقبة تشمل أيضا معاينة آثار حقن الأدوية البيطرية، ولا يتم ختم اللحوم والسماح لها بمغادرة المجازر إلا بعد التأكد من جودتها وسلامتها الصحية.

  سعيد أيت اومزيد

Top