دعا الناخب الوطني الأسبق عبد الخالق اللوزاني، إلى تقوية البطولة الوطنية والاهتمام بها بشكل أكبر، مبرزا أنه كان يتوقع أن تكون مباراة المنتخبين الوطني والإيفواري السبت الماضي بملعب مراكش الكبير، صعبة على “أسود الأطلس”.
وأكد اللوزاني في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، على الأمور لم تحسم بعد بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، مشيرا إلى أن المنتخب الإيفواري أظهر للجميع قيمته كبطل إفريقيا رغم الغيابات المتعددة لأبرز نجومه.
وفي هذا الصدد، صرح اللوزاني لـ “بيان اليوم” بما يلي:
“كانت المباراة قوية بين المغرب والكوت ديفوار، وكان هذا منتظرا. الفريق الضيف حل بمراكش مهيئا وجاهزا، وتابعنا كيف دبر اللقاء إذ تصدى للهجمات وقام بمرتدات خاطفة. مستوى المنتخب الإيفواري يترجم قيمته كبطل لإفريقيا.
ندرك جيدا أن الكوت ديفوار بلغت نهائي كأس الأمم الإفريقية عدة مرات، وأنها تتوفر على لاعبين يمارسون في دوريات من المستوى العالي في أوروبا. هذه العوامل جعلت المباراة صعبة بالنسبة لنا. فالخصم مميز وقوي وليس من السهل هزمه والإطاحة به.
في أي منافسة رياضية مهما كانت لا يمكن أن نحقق الانتصار فقط، لأننا نرغب في ذلك، بل يجب الاعتماد على العمل والتحضير والانتباه إلى قيمة الخصم وما يميزه ميدانيا.
اليوم أرغم منتخبنا على التعادل في ثاني محطة له بتصفيات المونديال، ويتبقى أمامنا 4 مباريات يمكن أن تحمل الشيء الكثير. أعتقد أنه بعد جولتين فقط لم تحسم الأمور بعد.
عاينا الغيابات في المجموعة الإيفوارية بسبب الإصابات أو العقوبات، ونفس الأمر عانت منه الكتيبة المغربية. وينبغي أن لا ينحصر النقاش جول مجموعتنا لأننا نواجه خصما مختلفا في كل محطة. المجموعة قوية وتضم منتخبات مالي والغابون إضافة للكوت ديفوار. وهي فرق تسجل حضورا مميزا في المنافسات القارية في العقد الأخير.
أعتقد أنه ينتظرنا عمل كبير في أوراش عديدة لنبلغ مستوى المنتخبات المتألقة، وما تنهجه كرة القدم العالمية.
لقد أضعنا وقتا كثيرا في السنوات الماضية. علينا الاهتمام البطولة الوطنية وتقويتها لتكون منتجة ومكونة للمواهب. لا بد أن تتوفر في البطولة الوطنية مواهب نتيجة للتكوين إضافة إلى التكوين المستمر للأطر. وهذا ما سيمكننا من صناعة لاعبين في المستوى، وبعدها نصدر هؤلاء اللاعبين إلى الدوريات بالخارج. وأي لاعب بلغ مستوى عاليا سيدعم المنتخبات الوطنية.
حاليا .. أعتقد أننا في أوراش مفتوحة وجميع المنتخبات تعمل وتجتهد في المسابقات الإفريقية، ولو أن البعض لم يتمكن من بلوغ إلى النهائيات القارية من قبل، واليوم يتنافسون بقوة من أجل المونديال لأنهم يجتهدون …
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فتحت أوراشا عديدة من بينها مركز للتكوين وتحضير اللاعبين والمؤطرين. المنتخبات المتميزة تبذل جهدا كبيرا باستمرار وفق برامج مسطرة وهادفة.
نتذكر كيف كانت فرنسا تعاني قبل 20 سنة، لكن بإصلاح الساحة الكروية والعمل الجاد والهادف تحول هذا البلد إلى منتج للاعبين من مستويات عالية وتنافس منتخباته في المسابقات القارية والعالمية. هذا نموذج يؤكد أن رغبتنا في تحقيق النتائج الإيجابية ينبغي أن تكون مقرونة بالعمل المكثف والمستمر …”.
محمد أبو سهل