مراسل بيان اليوم: وليد أبو سرحان
يُشدّد مُعلّقون حربيّون إسرائيليّون على أنّ انشغالَ “حزب الله” بالحرب في سوريا لا يعني أبداً أنّه غير مستعدّ لحرب جديدة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، معلّلين ذلك بأنّهُ “يُواصل التزوُّد بتكنولوجيات حربيّة تُتيح له تسديد ضربات موجعة لأهداف إسرائيليّة، انطلاقاً من الأراضي اللبنانيّة أو السوريّة”. وتالياً، لا تُلغي تلّ أبيب من حساباتها إمكانَ اندلاع حرب جديدة مع لبنان في أيّ وقت، وهي تعلم جيداً أنّ سيناريو الحرب سيكون هذه المرّة مرعباً، إذ إنَّ الجنوبَ اللبنانيّ والجولان السوريّ المحتلّ سيُشكّلان هذه المرّة جبهةً واحدة تُمطِر الكيان المحتلّ بصواريخ مدمّرة.
ووفق مصادر إسرائيلية فان الاستعدادات للحرب مع “حزب الله” لم تتوَقَّف يوماً، وحسابات تلّ أبيب لم تتغيّر بعدَ اغتيال سمير القنطار، فالجيش الإسرائيليّ يُواصِل، بقرار صارم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بناءَ خنادق اصطناعيَّة على الحدود مع لبنان، في محاولة لدرء الأخطار التي قد تطاول الكيان المحتَلّ.
ولا تأخذ إسرائيل على محمل الجدّ بعض التطمينات التي تصلها من هنا وهناك عن أنّ “حزب الله” لن يفتح جبهة الجنوب في هذه المرحلة، وهي لا تُصدّق كذلك أنَّ الوجودَ الروسيّ في سوريا سيمنع الحزب من الدخول قويّاً في أيّ حرب.
وفي السياق، جاء في تقرير استخباريّ إسرائيليّ نُشِرت أجزاءٌ منه حديثاً، أنّ “حزب الله يمتلك قذائف أكثر دقّة ممّا كانت عليه في الماضي، سيقصف بها إسرائيل على نحو متواتر، وهذه القذائف يُمكنها استهداف المدنيّين والمنشآت العسكريّة والخدمات الأساسيّة في كلّ أنحاء إسرائيل”. وأضاف التقرير أنّ “الحزبَ قادرٌ على إطلاق نحو 1200 رأس حربيّ في اليوم الواحد نحو الأراضي الإسرائيليَّة، على أقلّ تقدير، ما سيُلحِق أضراراً جسيمة ويوقِع خسائر بشريّة فادحة، قبلَ أن يتمكَّنَ الجيش الإسرائيليّ من التقاط أنفاسه في محاولة للرَدّ”.
وأشار التقرير إلى أنّ “على إسرائيل توقُّع أضرار فادحة سيتسبّب بها حزب الله، رغم الاحتياطات التي اتّخذتها واتّكالها على القبة الحديدية وسواها من أدوات الرَدع المصمَّمة لاعتراض صواريخ طويلة المدى”، لافتاً إلى أنّ “المشكلة الأخطر بالنسبة إلى تلّ أبيب ستتمثّل في القوات الخاصَّة التي تتلقّى تدريباً غير مسبوق في صفوف “حزب الله”، والقادرة على العبور إلى الأراضي الإسرائيليّة لمهاجمة المدن وخطف الرهائن وقطع أوصال الشرايين الرئيسة للنقل في الشمال الإسرائيليّ”.
وأردفَ أنّ “هناك مشكلة أُخرى تتمثّل في وابل القذائف الفتّاكة والصواريخ قصيرة المدى التي قد يُطلقها حزب الله، والتي تهدف إلى التسبب في الموت الجماعي والدمار في المجتمعات الإسرائيلية الحدودية المتاخمة للحدود اللبنانية”، موضحاً أنّ “الأهمّ بالنسبة إلى الجَيش الإسرائيليّ هو مُواصلة التدريب على سُبل وقف إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، ومَنع التسلّل إلى الأراضي الإسرائيليّة، وإخلاء المدن الحدوديّة في أسرع وَقتٍ مُمكن، خصوصاً أنّ حزب الله لم يعد في حاجة إلى خنادق للتسلل إلى إسرائيل، لأنّ عناصره مُدَرَّبون جيّداً وقد أفادوا من الحرب في سوريا لتعزيز إمكاناتهم وتقوية خبراتهم الميدانيّة”.
الاحتلال الإسرائيلي يرسم خططا مرعبة لحربه الجديدة مع «حزب الله»
الوسوم