الجديدة: أشخاص بلا مأوى يحولون حياة الساكنة إلى جحيم لا يطاق

تعيش مدينة الجديدة، منذ عدة شهور، تحت رحمة أشخاص بدون مأوى منهم مدمنون يتعاطون الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية، يستسلمون للعربدة بالشارع العام حيث يهددون أمن وسلامة المارة.

والحالة هذه، فإن ساكنة عاصمة دكالة، تطالب بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه الظاهرة المستفزة بإحداث مراكز مختصة لإيواء المختلين عقليا والمرضى النفسيين وإخضاعهم للعلاج.
كما تدعو السلطات للقيام بحملات أمنية لتظهير الشوارع من المنحرفين والمتسكعين الذين يضايقون المارة ويعتدون على البعض منهم..

برزت مؤخرا، بمدينة الجديدة ظاهرة مستفزة تتمثل في انتشار أشخاص بلا مأوى، منهم مدمنون يتعاطون الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية، يتواجدون فرادى أو على شكل مجموعات، بأغلب الشوارع و خاصة بوسط المدينة، و بالحدائق العمومية، إذ يحتلون وسط المدينة بجوار مقر بريد المغرب وبعض المساحات الخضراء، ومنها حديقة المطاحن بشارع المقاومة ومستودع مهجور بشارع ابن خلدون، وبعض المقابر االتي توقف فيها الدفن، كمقبرة سيدي أحمد النخل المجاورة لمستشفى الجديدة القديم وبمحيط المحطة الطرقية القديمة، وبجانب إشارات المرور بجل الشوارع، حيث يقومون بتوقيف السيارات و مضايقة أصحابها و مطالبتهم بالنقود، وفي أغلب الأحيان تحت التهديد، وهي الوضعية التي تفرض على مستعملي الطريق، إمداد هؤلاء المنحرفين بدريهمات، لتجنب غضبهم وعربدتهم، لأنه من رفض تسليهم ولو درهم واحد، تتعرض سيارته للخدش أو الركل.

ففي ظل غياب تام للمصالح الاجتماعية أصبحت مجموعة من الشوارع و بجانب إشارات المرور، محجا لهذه الفئات، من المختلين عقليا والمنحرفين من مدمني الكحول و”السيليسيون” والمتسكعين.

وقد أصبحت هذه الظاهرة تقلق الساكنة المحلية، و يشمئز منها الزوار و الوافدون على هذه المدينة السياحية.

أشخاص مختلف الأعمار في الشوارع، بملابس ممزقة وروائح كريهة تزكم الأنوف، منهم من ينام على الرصيف ومنهم من يرتمي في الحدائق العمومية أو في المنازل المهجورة، أو في  أي مكان، يقومون بتصرفات و سلوكات مشينة ومخالفة للنظام العام، حيث يتلفظون بكلمات نابية و قبيحة وهم في حالات متقدمة في التخدير، غالبا ما يقضون حاجتهم علنا غير مبالين بمن حولهم من الناس.

أغلب هؤلاء الأشخاص ليسوا من أبناء المنطقة، فكيف حلوا بهذه المدينة؟، ولماذا تم ترحيلهم إليها،  و لعل  انتشار هذه  الظاهرة ليس في مدينة الجديدة وحدها، بل بأغلب المدن، يترجم فشل الحكومة في  توفير العناية الصحية والنفسية لهذه الفئة.

وإلى جانب هؤلاء المنحرفين نجد فئة أخر أكثر خطورة على المجتمع، وهم المختلون عقليا الذين يجوبون الشوارع طولا وعرضا، حيث  تنتشر هذه الفئة في جميع الأنحاء، بالشوارع والأحياء و الفضاءات الحيوية، وهو الوضع الذي أصبح يقلق الساكنة، خاصة و أن هذه الفئة من الناس تصدر منهم أفعال غير محسوبة العواقب قد تصل في  بعض الأحيان إلى الضرب والرشق بالحجارة، ومهاجمة المارة و تكسير زجاج السيارات، وكم من مرة تعرضت العشرات من السيارات إلى التخريب، سواء في واضحة النهار أو تحت جنح الظلام  .

هذه الفئة التي أصبحت تمنع الساكنة و السياح الأجانب من التجول بكل حرية، فضلا عن إزعاج راحة المواطنات والمواطنين في المقاهي والأماكن العمومية، لا سيما أننا نجد البعض من هؤلاء المختلين يفضل المشي حافي القدمين ومجردا من ملابسه، غير مبال بأي أحد من حوله.

و لعل وجودهم بالشارع العام، يطرح إشكالية قطاع الصحة المخصص لهذه الفئة من المرضى النفسيين والعقليين، و يعتبر مساسا بأمن المدينة واستقرارها، مما يدفع بالمواطنين إلى أخذ الحيطة و الحذر من ردود فعل غير متوقعة من هؤلاء، كالاعتداء أو الرشق بالحجارة أو التعرض للسيارات أو التلفظ بعبارات ساقطة،ويمكن أن تؤدي اعتداءات هؤلاء المختلين إلى إصابات جسدية للمواطنين، مما ينتج عنه تنامي شعور المواطنين بالخوف وانعدام الأمان في الأماكن العامة، مما يؤثر على جودة الحياة.

وإذ يستنكر متتبعون الشأن المحلي، الانتشار الكبير للمنحرفين والمختلين بمدينة سياحية تعرف توافد عدد كبير من الزوار والسياح، من الداخل والخارج، وخاصة في فصل الصيف، ويعيبون  عدم الاكتراث مع هؤلاء المنحرفين ، فإنهم يطالبون بايجاد حلول عاجلة وعملية، من أجل تطويق مثل هذه الظواهر المسيئة لسمعة المدينة.

محمد الغوات

Top