صادقت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، الملتئمة في دورتها الخامسة، أول أمس الأحد، بالرباط، بالإجماع على تقرير الديوان السياسي، وعلى برنامج العمل لسنة 2025 والذي قدمه الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله كجزء من التقرير السياسي.
وعند عرضه للتقرير السياسي، باسم الديوان السياسي، والذي تم نشره في عدد أمس الاثنين، على أعمدة بيان اليوم، أكد محمد نبيل بنبعد الله على فشل الحكومة في تنزيل وتفعيل الجهوية المتقدمة، وقال إن “الحكومة التي تهيمن أغلبيتها على تسيير كل مجالس الجهات وكبريات المدن، لم تنجح في تحقيق التقدم المطلوب لتفعيل اللامركزية، وخاصة الجهوية، ليس باعتبار هذه الأخيرة مجرد نصوص وإجراءات وتقسيمات إدارية، فقط، بقدر ما هي مطلب ديمقراطي وتنموي أساسي”.
ويرى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في الجهوية المتقدمة، الفضاء الأنسب لتقليص الفوارق المجالية، ولتوطين الاستثمارات المنتجة للقيمة، ولمناصب الشغل، وتحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين، ملفتا إلى أن ذلك يستلزم من الحكومة تحمل مسؤولياتها في مواكبة الجهات، خاصة على مستوى تطوير الجهوية المتقدمة، وتوسيع الديمقراطية الترابية، وتعزيز صلاحيات الجهات، على مستوى تفعيل اللاتمركز الإداري، والرفع من الموارد المالية وتحسين الجاذبية الترابية.
إلى ذلك صادقت اللجنة المركزية في دورتها الخامسة التي ترأستها سومية منصف حجي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، بالإجماع على التقرير المالي لسنة 2024 ومشروع ميزانية سنة 2025، عرض تفاصيلهما أنس الصبيحي عضو الديوان السياسي للحزب، حيث فصل في أوجه الصرف المالي برسم سنة سياسية كاملة، مع الملامح الكبرى لمشروع ميزانية السنة المقبلة، مشيرا إلى أن التقرير المالي هو بمثابة تفريغ رقمي لما جاء في التقرير السياسي الذي قدمه الرفيق محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب، وبالتالي فإن هذا التقرير المالي، وفق أنس الصبيحي، لن يخرج عن الديناميكية الإيجابية التي يعرفها حزب التقدم والاشتراكية، مقدما مجموعة من المقترحات التي تروم الرفع من مالية الحزب التي تعتمد في الجزء الأكبر منها على دعم الدولة وعلى مساهمات وانخراطات المناضلات والمناضلين.
من جهته، قدم السعيد سيحيدة رئيس اللجنة الوطنية للتحكيم، التقرير الدوري للجنة أمام أعضاء برلمان الحزب، وفق مقتضيات القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب خاصة المادة 51 التي تنص على تقديم تقرير دوري أمام اللجنة المركزية، على اعتبار أن دور وصلاحيات اللجنة الوطنية للتحكيم، يكمن في مراقبة مدى احترام الضوابط والقوانين، وتحديد عناصر الخطأ وتكييفها.
جانب من أعضاء وعضوات اللجنة المركزية
وأكد السعيد سيحيدة أن هاجس اللجنة الوطنية للتحكيم عندما تنظر في الحالات التي تعرض عليها، يكون هو تطبيق شروط الحياد والنزاهة، وتأدية الواجب الحزبي “بجدية وتفان ونكران الذات” مشيرا إلى أن اللجنة التي يرأسها، تمكنت منذ المؤتمر الوطني الأخير من معالجة جميع الملفات التي أحيلت عليها من طرف الأمانة العامة للحزب دون أي تدخل أو توجيه، وهي تبدي رأيها وتعيد إحالة قراراتها على المكتب السياسي في تقيد بقواعد العمل الحزبي.
إلى ذلك يرتكز البرنامج العام لسنة 2025 الذي قدمه الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، أمام أعضاء اللجنة المركزية، على مجموعة من المرتكزات السياسية والمواقف السياسية الواضحة التي تروم تعزيز صورة حزب التقدم والاشتراكية كقوة اقتراحية لتطوير تأثيره في المجتمع، بالإضافة إلى تطوير مقاربة القرب من خلال الاهتمام بالمشاكل الحقيقية والملموسة للمواطنات والمواطنين وجعل عمل الحزب التنظيمي أكثر انصهارا في نسيج المجتمع والتصاقا بالإشكالات الموجودة بالمجالات الترابية.
كما يهدف برنامج عمل حزب التقدم والاشتراكية برسم السنة المقبلة، إلى تقوية تنظيمات الحزب وتحسين قدراتها على الاستقطاب، والاستعداد للانتخابات بتغطية الدوائر الانتخابية بالمرشحين والمرشحات ورصد وتعبئة الإمكانيات الموجودة على هذا المستوى.
وذكر الأمين العام لحزب الكتاب أثناء عرضه للبرنامج العام الذي تم إقراره بالإجماع، ببعض مبادئ العمل التي تحكم هذا البرنامج، والتي تضع عمل الحزب في سياق رؤية مغرب 2030 موعد تنظيم المغرب لكأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال، والتي يراها حزب التقدم والاشتراكية فرصة لتطوير بلادنا على جميع المستويات، سواء على المستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الديمقراطي، أو البيئي والثقافي.
كما يستند برنامج العمل لسنة 2025 على مبدأ أساسي وهو تشجيع انفتاح تنظيمات الحزب على مختلف مكونات وطاقات المجتمع المدني، كالشباب، والنساء، وكذا تطوير أشكال تنظيمية وتواصلية جديدة لتعزيز مكانة الحزب إن على مستوى التأثير أو على مستوى الاستقطاب، مع العمل بأهداف ملموسة بنظام دقيق للتتبع والتقييم على جميع المستويات، وذلك من خلال أنشطة إشعاعية ذات بعد وطني بطابع لا مركزي يشرف عليها المكتب السياسي، تنظم بإشراك أو باقتراح من الهياكل التنظيمية الإقليمية والمحلية للحزب أو قطاعات ومنظمات الحزب أو اللجن التي تم تكوينها لأغراض محددة، لتشتغل على مواضيع ذات طابع ابتكاري.
وتميزت الدورة الخامسة للجنة المركزية للحزب، بنقاشات عميقة لمختلف القضايا التي أثارها التقرير السياسي الذي قدمه الأمين العام، كما تمت إثارة مواضيع ذات طابع سياسي وطني وأخرى ذات طابع إقليمي وجهوي.
< محمد حجيوي