خرجات ماكوينا ومسؤولية أيت منا…

يواصل مدرب الوداد البيضاوي لكرة القدم الجنوب إفريقي رولاني ماكوينا خرجاته البعيدة كل البعد عن مجال اختصاصه، والإصرار على الخوض في جوانب أخرى، لا علاقة لها بمهمته الأساسية، ألا وهي جانب التدبير التقني.

  وحين نحصر الأمر في مجال تخصصه، فإننا لا نصادر أبدا حقه في إبداء الرأي، والتعبير عن وجهة النظر، إلا أن استغلاله للقاءات الصحفية المباشرة، والمحددة في القراءة التقنية للمباريات، وعدم الاكتفاء بالرد على أسئلة رجال الإعلام في نفس الموضوع، أي المجال التقني بالتحديد، فهذا ما يثير حفيظة أكثر من جهة، كما يطرح  العديد من التأويلات وعلامة  استفهام عريضة.

منذ مدة قصيرة، طالب موكوينا،  المسؤولين عن كرة القدم المغربية بتقديم سبب مقنع يبرر إجراء المباريات دون جماهير، واصفا القرار بالخاطئ، مستغربا أن المغرب الذي وصل إلى  نصف نهائي كأس العالم، والمحتل للمركز الثالث بالأولمبياد، والذي سينظم كأسي أمم إفريقيا والعالم، تلعب أغلب مباريات الدوري المحلي، دون جمهور، ومتسائلا عن أي تسويق هذا للكرة المغربية؟ 

بعد ذلك، عاد صاحبنا ليتحدث عن ما أسماه بالظلم التحكيمي الذي يتعرض له فريقه، ووقف على مجموع الحالات التي رآها سببا في مشاكل فريقه، ومنها خسارة المركز الأول، وحدوث أخطاء وصفها بالظالمة ضد الفريق الأحمر.

  كما واصل تصريحاته في نفس الإطار، حيث  أدلى لصحافي اسمه ميكي جينيور قائلا: “آه، لقد خسرنا 12 نقطة هذا الموسم في الدوري بسبب قرارات التحكيم، لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟”.

  وقبل أيام ، شهدت نهاية مباراة الوداد ضد اتحاد طنجة، برسم  الجولة العاشرة من البطولة، أجواءً مشحونة، قبل أن تتحول إلى اشتباكات بالأيدي بين أعضاء من الطاقمين الفنيين للفريقين، والسبب حسب ما قيل،  استهداف موكوينا بعبارات عنصرية، صدرت عن عضو بالجهاز الفني للفريق الضيف، مباشرة بعد نهاية المواجهة.

وبطبيعة الحال، فالكل يرفض هذا التعامل العنصري واللا-أخلاقي وغير المقبول تماما، إلا أن لحظة التدقيق في الأحداث، لم يستطع ماكورينا تأكيد وقوع هذا التعامل المرفوض، كما أن أفراد الطاقم التقني لاتحاد طنجة، نفوا نفيا قاطعا، حدوث أي سلوك من هذا القبيل، ليطوى الملف في حينه…

آخر خرجات هذا المدرب، الذي أصبح مثيرا للجدل بخرجات غير عادية،  وفي زمن قياسي، ما قام به خلال اللقاء الإعلامي مباشرة بعد نهاية مباراة فريقه ضد الجيش الملكي، بملعب مدينة القنيطرة…

فقد أصر ماكوينا على إحضار حجر، يقول إنه تم رميه به من طرف بعض المحسوبين على جماهير الجيش، كما أصر على إبقاء الحجر بجانبه أثناء الندوة الصحفية التي تلت المباراة، في إشارة إلى أحداث لارياضية شهدتها المباراة، كما قال إن “كرة القدم ليست هكذا، والمغرب ليس هكذا. وهذه واحدة من الأشياء التي تخيب أمله”.

آخر مستجدات هذا الموضوع، تقدم إدارة الجيش بشكاية رسمية للجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على خلفية ما جاء من تصريحات لهذا المدرب خلال الندوة الصحافية، متهمة إياه بالإساءة لكرة القدم الوطنية، بعدما عمد إلى إشهار حجر أثناء الندوة، ضاربا عرض الحائط الميثاق الإعلامي المنظم للمسابقة، وعدم احترام اختصاص الحكام ومندوب المباراة، ومقدما صورة غير إيجابية عن الممارسة الرياضية بالمغرب.

المتعارف عليه أن اغلب الحالات التي وقف عليها هذا المدرب، تبقى من اختصاص إدارة الفريق الذي يربطه به عقد شغل، يتحدد في تدبير  الجانب التقني للفريق، وليس الخوض في مجالات ليست من اختصاصه…

من حق الفريق أن يحتج، وأن يبدي عدم الرضا عن وقوع حالات محددة، أو الشعور بالتعرض للظلم، وعدم الإنصاف، لكن عبر إصدار بلاغ مسؤول، أو قيام رئيس الفريق أو الناطق الرسمي -إذا وجد- بتصريح في الموضوع، بطريقة حضارية مسؤولة، تفاديا لإثارة المشاكل والترويج لأشياء، ربما تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة، من قبيل أن الفريق مستهدف؛ وأن هناك مخططا محبوكا لمحاربة هذا النادي أو ذاك، وبالمقابل دعم ناد معين، وغيرها من الأحكام الجاهزة التي لا تستند إلى حجج دامغة، إلا أن تأثيرات الخروج عن النص تكون عواقبها كبيرة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمتلق متعصب يصدق كل ما يسمعه ويقال له…

بقي في الأخير أن نتساءل، ما رأي رئيس الفريق هشام أيت منا، في كل ما يقوله ماكوينا؟ ولماذا السكوت عن الكلام المباح؟…

محمد الروحلي

Top