الدفاع عن لقب المحليين

يرحل اليوم المنتخب المحلي المغربي لكرة القدم إلى الكاميرون، قصد المشاركة في الدورة السادسة من كأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين، والتي ستنطلق فعالياتها يوم السبت القادم، بمشاركة ستة عشرة منتخبا، موزعة على أربع مجموعات، يتأهل عن كل واحدة منها منتخبان.
المنتخب المغربي هو حامل لقب آخر دورة، والتي جرت منذ سنتين بالمغرب، وهو مطالب بالحفاظ على المكسب الذي يوجد بحوزته، وهي مهمة لن تكن أبدا سهلة، لكن إذا أخذها بعين الاعتبار مجموعة من المعطيات الدالة، تبقى غير مستحيلة، بالنسبة للعناصر الوطنية مادامت هناك الفوارق كبيرة في العدة والعتاد.
فالمنتخب الذي يقوده المدرب الوطني الحسين عموتة، توفرت له كل الإمكانيات الضرورية، كما أجرى مجموعة من المعسكرات التدريبية، كما خاض مقابلات إعدادية داخل المغرب وخارجه، آخرها مقابلتان وديتان أمام المنتخب الغيني بالرباط، الأولى انتهت بفوزين بحصتين صغيرتين.
ومن المميزات الأخرى التي لا تتوفر لباقي المنتخبات المتأهلة، تعدد الخيارات أمام المدرب، بالنظر إلى غنى التشكيلة، المكونة من لاعبين مجربين، يجرون وراءهم سنوات من الخبرة والتجربة، مما يؤهلهم للمنافسة بقوة على اللقب.
فأغلب اللاعبين ينتمون لأندية تشارك منذ سنوات بالمنافسات القارية، كما أن مجموعة من هؤلاء اللاعبين خاضوا دورة 2018، وعلى هذا الأساس، فلا عذر للمنتخب الحالي، في حالة عدم تمكنه من المنافسة على اللقب، أمام منتخبات ليست لديها نفس الإمكانيات.
حسب البرنامج المحدد، فالعناصر الوطنية ستخوض أول مباراة لها يوم الاثنين القادم ضد الطوغو، عن المجموعة الثالثة، والتي تضم أيضا كل من رواندا وأوغندا، وهي مجموعة تبدو في المتناول، ولن تجد المجموعة التي سيعتمد عليها عموتة صعوبة كبيرة، في المرور للدور الثاني، خاصة وأن الرهان قوي لكسب اللقب.
والملاحظ أن المدارس المعروفة على الصعيد القاري يسجل غيابها، إما بسبب الإقصاء، أو عدم الرغبة أصلا في المشاركة، في وقت تسود هناك نظرة دونية، بخصوص هذه التظاهرة القارية التي كان الهدف من إقرارها منذ البداية، إعطاء الفرصة للاعب المحلي الذي لا يجد أدنى فرصة للعب للمنتخبات الأولى، بحكم الاعتماد الكلي على اللاعب الممارس بعالم الاحتراف.
وفي هذا الإطار، ارتفعت أصوات مطالبة بوقف كلي لـ “الشان”، لما يتسبب من ارتباك بالنسبة للبطولات المحلية، بينما طالب البعض الآخر وهم أقل تطرفا، بتخصيصها للاعبين الصاعدين، أو بالأحرى لعناصر من الأمل أو حتى السن الأولمبي، وهذا خيار بالنسبة لأصحاب الرأي الثاني، من شأنه في نظرهم خدمة المستقبل، وذلك بفتح المجال أمام لاعبين شبان، قصد كسب التجربة، والالتحاق بعالم الاحتراف بالنسبة للمتألقين منهم.
ننتظر إذن مشاركة إيجابية لدوليي الدوري الوطني، والرهان الوحيد هو الفوز باللقب، وسنرى إمكانيات العناصر التي سيعتمد عليها المدرب عموتة، هذا الأخير الذي يبدو وحده في واجهة الأحداث.

>محمد الروحلي

Related posts

Top