هي رحلة حقيقية في عوالم التكنولوجيا تلك التي عاشتها مجموعة من المواهب الشابة، خلال نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، حيث بدى أن المستقبل قد وجد مكانه في الخيال الخصب لهاته المواهب القادمة من مختلف جهات المغرب. وكأنها قفزة نحو المستقبل، وضعت مسابقة FIRST LEGO League 2025 المئات من التلاميذ في قلب عالم تكنولوجيا الروبوتيك.
وبعيدا عن الجوائز والترتيب، مكنت هذه المنافسة من الاستمتاع بمهارات مجموعة من التلاميذ الذين يتوافق طموحهم مع طموح بلد بأكمله يتوجه بعزم قوي نحو اقتصاد المعرفة والتكنولوجيات الجديدة.
وهكذا، تنافس أزيد من 1200 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 9 و16 سنة، في إظهار مهاراتهم بإبداع كبير في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، خلال مسابقة تحت شعار “مغمور/ Submerged” مخصصة لاستكشاف أعماق البحار. ويتعلق الأمر بما مجموعه 80 فريقا من مدارس عمومية وخصوصية ومراكز تربوية، الذين أطلقوا العنان لإبداعاتهم في أجواء مفعمة بالحماس.
وتقدم هذه المسابقة، المنظمة من قبل جمعية LOOP For Science & Technology، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، منصة تفاعلية حيث يتداخل الابداع والخوارزميات لتوسيع آفاق الابتكار.
وتعد “FIRST LEGO League” برنامجا عالميا يعمل على تعريف الشباب بعالم الروبوتيك المبهر، من خلال تشجيعهم على تصميم وبناء وبرمجة روبوتات قادرة على تنفيذ مهام محددة ضمن وقت محدود. وبالإضافة إلى جانبها التقني، تساهم هذه المسابقة في ترسيخ مجموعة من القيم مثل التعاون والمثابرة وروح الفريق.
في عين المكان، تميزت الأجواء بكونها شبيهة بمختبر مستقبلي حقيقي، حيث كانت الروبوتات مصطفة على طاولات المنافسة، في انتظار اطلاقها، بينما يضبط المشاركون ابتكاراتهم، بكثير من التركيز والجدية وكأنهم مهندسون خلال مهمة فضائية.
أما اللغة السائدة في التواصل فقد كانت عبارة عن خليط من المصطلحات التقنية المليئة بالكلمات الإنجليزية والأفكار المستقبلية، مما يعكس الديناميكية التكنولوجية لهذه المواهب الشابة.
في هذه النسخة التاسعة من المسابقة، تمحور التحدي حول استكشاف حلول مبتكرة تتعلق بالمنظومة البحرية، حيث قدم كل فريق نماذج أولية تمزج بين البراعة الميكانيكية والابتكار العلمي.
وبين العروض التقنية وتقديم المشاريع، كان أعضاء لجنة التحكيم منبهرين بالدقة والإبداع اللذين أبان عنهما هؤلاء “العباقرة الصغار”.
وكان الموجهون، الذين يمثلون مصدر إلهام حقيقي للمشاركين، يرافقون الفرق بشغف، حيث استبدل هؤلاء المهندسون بدلاتهم الرسمية التي اعتادوا عليها في حياتهم اليومية بأزياء مرحة، مما خلق أجواء ودية مريحة ومناسبة لتألق هذه المواهب الشابة.
وفي هذا الصدد، صرح سعد زباري، الأمين العام لجمعية LOOP for Science & Technology، أن “هذه النسخة التاسعة تسلط الضوء على عبقرية وإبداع شبابنا”، مضيفا أن “هذه الفعالية هي أكثر من مجرد مسابقة، فهي مصدر إلهام للمشاركين ليتصوروا أنفسهم في مسارات مهنية مستقبلية وليتميزوا في المجالات التي تحمل فرصا وآفاقا واعدة”.
وبالنسبة لليلى برشان، مؤسسة مشاركة ورئيسة الجمعية، فإن هدف هذه الفعالية واضح: ” نطمح إلى تكوين جيل من الشباب مستعد لرفع التحديات التكنولوجية والمهنية المستقبلية”، مشددة في السياق ذاته على أهمية القيم الأساسية للمسابقة مثل التعاون والفضول العلمي، التي تساهم في تشكيل عقول هؤلاء المشاركين الصغار.
وإذا كان 42 فريقا فقط من تمكنوا من حجز مكانهم في النهائي الوطني الكبير المقرر تنظيمه بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بنجرير، المؤهل للمنافسة الدولية، فإن الفرق الأخرى لم تكن غير جديرة.
وبعيدا عن الإحباط وبكثير من العزم والتفاؤل، يغادر هؤلاء المبتكرون الشباب بأفكار كثيرة وغنية، على استعداد لتحسين تصاميمهم للتألق في الدورات القادمة.
إعداد محمد أصواب (ومع)