المختلون يزيدون من تخوف البيضاويين من التعرض للاعتداءات

قام شخص في حالة غير عادية في الصباح الباكر من يوم الجمعة الماضي بعرقلة حركة التراموي من خلال احتلال سكة سير عرباته على مستوى محطة الحسن الثاني. وقد أدى هذا السلوك الخطير لهذه المواطن الذي لن يكون سوى مختل عقليا، إلى توقف الترامواي لمدة تزيد عن العشرين دقيقة، وبالتالي التسبب في ارتباك سير هذه الوسيلة الاجتماعية بالعاصمة الاقتصادية والتأثير على مصلحة زبنائها الذين تأخر الكثير منهم عن مواعيدهم.
وقد تطلب الوضع تدخل قوات الأمن وعناصر الوقاية المدينة، الذين حلوا بمكان الحادث، حيث تدخلوا من أجل إخلاء هذا الشخص المختل عقليا، وتمكين عربات التراموي من مواصلة سيرها الطبيعي.
هذا الحادث، يفتح الباب على مصراعيه للحديث من جديد عن وضع المختلين عقليا الذي أمسوا يجوبون شوارع العاصمة الاقتصادية بكل تلقائية، رغم أن البعض منهم يشكل في الحقيقة خطرا على سلامة المواطنين.
وكان تقرير صادر عن وزارة الصحة بالدار البيضاء أفاد بأن عدد الذين يعانون من الأمراض العقلية في هذه المدنية يبلغ حوالي 21 ألف مختل عقلي، من بينهم حوالي ثلاثة آلاف يتجولون في أزقة وشوارع المدينة دون أن يحظوا بمتابعة صحية في مراكز العلاج المتخصصة للأمراض العقلية، فيما أفاد عدد من المواطنين في تصريحات لبيان اليوم، بأن عدد المختلين بالعاصمة الاقتصادية يزداد بشكل مهول مما يشكل مساساً بأمن وسلامة البيضاويين، موضحين، أن من بين هذه الفئة التي تحتاج إلى الرعاية الصحية النفسية، من يعيش في الشوارع، ومنهم من يأوي ليلا لبيت أسرته، وأنه صار عاديا أن يرى الناس مريضا عقليا وهو يقوم بتصرفات غريبة قد تتضمن اعتداء على المارة في الشارع العام.
ويرى بعض المواطنين أن المختلين المتواجدين بالفضاءات العمومية لا يتكهن أحد بتصرفاتهم، إذ أن بعضهم قد يصدر عنه سلوك طائش في اعتراض سبيل المارة أو كسر واجهة سيارة مركونة بالشارع أو عرقلة حركة السير بالارتماء أمام عربة تسير بسرعة مما قد يعرض سائقها ومن معه لحادث سير مميتة.
ومن بين البيضاويين التي التقتهم بيان اليوم، حسن البروازي يقول في تصريح للجريدة، أن مختلًا عقليا اعترض سبيله وعرضه للضرب، وأنه لولا تدخل بعض المارة لحصل ما لا يحمد عقباه، وتابع كلامه أن إحدى جاراته تعرضت للتعنيف من قبل أحد المختلين عقليا الذي يتجول في الشارع بكل حرية، وأن المواطنين أمسوا يتخوفون من التعرض لاعتداء هؤلاء المجانين الذين يحتاجون للمساعدة الطبية.
يذكر أن وزير الصحة، الحسين الوردي، بادر خلال سنة 2013 بالإعلان عن مخطط وطني للصحة من أهدافه تحسين ظروف علاج الأمراض العقلية، وقد صرح في إحدى جلسات البرلمان سنة 2015، أنه تم تعزيز البنية لأغلب المستشفيات العقلية بالمملكة، عبر إضافة 600 سرير جديد، وتشغيل 157 ممرضا، كما أفاد بأن وزارته ستعمل على بناء ثلاثة مستشفيات جهوية، فضلا عن تكوين أطر طبية وتمريضية جديدة، وتشجيع المستثمرين على إحداث مصحات نفسية خاصة لمواجهة الخصاص في علاج الأمراض العقلية.

  فاطمة الهورشمت

Related posts

Top